الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

فرنسا تحت صدمة التخويف «العسكري» من الحرب الأهلية

فرنسا تحت صدمة التخويف «العسكري» من الحرب الأهلية

مسؤولون: مقال العسكريين "تبنى أطروحات اليمين المتطرف". (أرشيفية)

تعيش فرنسا تحت صدمة رسالة «عسكرية» جديدة تُحذر من نذر حرب أهلية تطل بشبحها على البلاد في ظل «التنازل الكبير الذي يقدمه السياسيون لمتشددين دينيين لا يقيمون وزناً لتاريخ وثقافة وحضارة فرنسا».



وتجدد الجدل بعدما نشرت مجلة «فالير آكتيل» اليمينية الرسالة الجديدة المنسوبة إلى عسكريين يزاولون الخدمة حالياً اختاروا إخفاء هوياتهم، إلا أن مقالهم تبنى أطروحات اليمين المتطرف بشكل واضح، فيما طلبوا من الجمهور التوقيع على الرسالة عبر الإنترنت من أجل «إصلاح الوضع».

وحتى الساعة التاسعة بتوقيت باريس يوم الثلاثاء، يُظهر موقع المجلة الفرنسية أن العريضة حصلت على أكثر من 229 ألف توقيع.



ردود عاجلة

ووصفت صحف فرنسية الوضع بالمحرج للجيش، وقالت «لوموند» إن السلطة التنفيذية لم تتوانَ عن الرد على العريضة الجديدة، حيث أكد وزير الداخلية جيرالد دارمانين أن الأمر مجرد «مناورة فظيعة».

بدوره، قال رئيس الوزراء جان كاستكس إن «هذا منتدى سياسي يميني متطرف، دعونا نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية»، فيما قالت وزيرة الدفاع فلورنس بارلي إن المقال «يستخدم المفردات والنبرة والمراجع الخاصة باليمين المتطرف».

وأثار المقال جدلاً حاداً داخل الطبقة السياسية، حيث اعتبره البعض بادرة تمرد وتخويفاً من الحرب الأهلية، فيما رأى فيه آخرون انتفاضة ستنقذ البلاد من الوضع الحالي.

من جانبها، قالت «لوبنيون» إن الجيش الفرنسي كمؤسسة «مخلص للسلطة الجمهورية، لذلك لا توجد محاولة فتنة من جانبه، علاوة على ذلك، تشعر الجيوش بالرضا التام عن سياسة الرئيس ماكرون، الذي رفع ميزانياتها بشكل كبير دون المطالبة بإصلاحات مؤلمة جديدة».

وأضافت أنه «من ناحية أخرى، يعتبر الجنود مواطنين لديهم قناعاتهم السياسية» إلّا أن الجديد هو أنهم يعبرون عنها بطريقة راديكالية تخالف طبيعة انتمائهم العسكري و«هي علامة غير جيدة».





«تفكك فرنسا»

وجاء في المقال الموجه إلى الرئيس إيمانويل ماكرون والوزراء والنواب وكبار الموظفين «تحركوا الأمر لا يتعلّق هذه المرة بمشاعر رهن الطلب أو صيغ مبتذلة أو أصداء إعلامية. ليس المطلوب تمديد ولاياتكم أو الفوز بولايات أخرى. بل ما هو على المحك هو بقاء بلادنا، بلادكم».

وأوضح كتاب المقال أنهم «انتسبوا مؤخراً إلى السلك العسكري ولا يمكنهم إبداء رأيهم مكشوفي الوجه».

وكتبوا «سواء في أفغانستان أو مالي أو أفريقيا الوسطى أو مواقع أخرى، واجه عدد منّا نيران العدو. وبعضنا خسر فيها رفاقاً. ضحّوا بحياتهم للقضاء على النزعة الإسلاموية التي تقدمون لها تنازلات على أرضنا.. شاهدنا بعيوننا الضواحي المهملة، الترتيبات مع الجانحين. تعرضنا لمحاولات استغلال من عدة مجموعات دينية لا تعني لها فرنسا شيئاً عدا كونها موضع سخرية وازدراء، بل حتى كراهية».

وتأتي العريضة الجديدة بعد نشر المجلة ذاتها في 21 أبريل لمقال وقعه ألف عسكري من بينهم 20 جنرالاً يدين «تفكك» فرنسا، ويدعو ماكرون إلى الدفاع عن الوطنية.

وحينها، قال رئيس أركان الجيوش الفرنسية الجنرال فرانسوا لوكوانتر إن الجنود الذين وقعوا المقال معرضون للطرد أو لعقوبات تأديبية.

واستنكر الموقعون آنذاك «التفكك» الذي يعتقدون أنه يضرب البلاد وقالوا إنهم «مستعدون لدعم السياسات التي تأخذ في الاعتبار حماية الأمة».