السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

أمريكا.. تداعيات تغير المناخ تصيب الفقراء والأقليات بدرجة أكبر

أمريكا.. تداعيات تغير المناخ تصيب الفقراء والأقليات بدرجة أكبر

تفاوت في تعرض الملونين والبيض لدرجات الحرارة في أمريكا. (رويترز)

مع ارتفاع درجة حرارة العالم بسبب تغير المناخ، أظهرت دراستان صدرتا هذا الأسبوع أن التعرض للحرارة والمشكلات الصحية الناجمة عنها لها بالفعل تأثير مفرط على الأشخاص ذوي البشرة الملونة والمجتمعات منخفضة الدخل، بحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

وخلصت دراسة نشرت في مجلة Nature Communications، وشملت 175 من أكبر المدن الأمريكية، أن جميع هذه المدن باستثناء 6 فقط، يتعرض فيها السكان الملونون للحرارة بصورة أكبر من السكان البيض.

وحللت دراسة أخرى للأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، بيانات الاستشفاء في كاليفورنيا خلال الأيام التي حدثت فيها موجات مرتفعة من الحرارة، مع مستويات مرتفعة من التلوث، فوجدت أن أصحاب الدخل المنخفض أصيبوا بمشاكل في الجهاز التنفسي في تلك الأيام.

وقالت المؤلفة الرئيسية المشاركة في الدراسة، لارا شوارتز، إن معرفة مكان الفئات المستهدفة، يمكن أن يوجه السياسات التي تحمي الفئات الأكثر ضعفاً.

وتعزز نتائج هذه الدراسات، نتائج الأبحاث الحديثة الأخرى التي تسلط الضوء على التفاوت البيئي في مجتمعات الأقليات وذوي الدخل المنخفض، ويقول الخبراء إنهم يأملون في أن تجذب هذه النتائج مزيداً من الاهتمام بمخاطر ارتفاع درجات الحرارة باعتبارها من مخاطر التغيير المناخي.

وقال لاد كيث الأستاذ المساعد للتخطيط والبيئات المستدامة في جامعة أريزونا، والذي أشرف على مراجعة كلا الدراستين، إن الحرارة هي القاتل الأول المتعلق بالطقس، وأشار إلى أن المشكلة في كثير من الأحيان لا تحظى بنفس القدر من الاهتمام مثل الأعاصير أو ارتفاع مستوى سطح البحر وغيرها من الأحداث التي تفاقمت بسبب تغير المناخ.

وأضاف كيث أن كلا الدراستين تسلطان الضوء بوضوح على كيفية تأثير الضرر الناجم عن تغير المناخ بالنسبة للأقليات والأحياء الفقيرة.

وكشفت الدراسة التي أجرتها مجلة Nature Communications ما يسميه الباحثون بتأثير الجزيرة الحرارية، حيث تشهد المناطق الحضرية ذات الغطاء الشجري الصغير والتي تضم مواد كالخرسان والأسفلت بكمية كبيرة، درجات حرارة أعلى إذ تمتص هذه المواد طاقة الشمس.

واستندت الدراسة على قراءات درجة الحرارة عبر الأقمار الصناعية بين عامي 2013 و2017، والبيانات الديموغرافية من مكتب الإحصاء الأمريكي، وقارنت الدراسة درجة حرارة المناطق غير المطورة بأخرى مطورة في 175 منطقة حضرية.

وفي الأحياء التي تسكنها غالبية من البيض، كان تأثير الجزيرة الحرارية أقل، بينما كان التأثير على الملونين ومن يعيشون تحت خط الفقر، بمقدار الضعف، حيث شهد السكان الملونين أعلى زيادة بسبب التعرض للحرارة.

وحتى عندما كان الدخل متساوياً، فإن الأشخاص الملونين تعرضوا للحرارة أكثر من الأشخاص البيض.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة الأولى وباحث الدكتوراه في جامعة بيل تي. سي. تشاكرابورتي، إن العلماء اعتقدوا أن سبب التفاوت هو الدخل ولكن لم يكن ذلك.

وأضاف أن السبب ربما يتعلق بكيفية تنظيم المدن الأمريكية، حيث إن درجات الحرارة بشكل عام في المناطق الحضرية تكون أعلى في وسط المدينة، وعبر التاريخ هذه الأماكن تتمركز فيها الأقليات والمجتمعات ذات الدخل المنخفض.

وقال العلماء إن المشكلة باتت تتفاقم في المجتمعات الفقيرة أو التي تقطن فيها الأقليات، حيث يفتقر السكان إلى تكييف الهواء والرعاية الصحية والأدوات الأخرى للتعامل مع موجات الحرارة.

ونصح الخبراء بحلول تؤدي إلى تحسينات محتملة، كالنشر الأكثر إنصافاً لمراكز التبريد في المناطق المحرومة، أو زيادة تغطية الأشجار في أحياء الأقليات.

ووجدت دراسة أجريت الشهر الماضي أن 92% من المجتمعات منخفضة الدخل لديها غطاء شجري أقل من المجتمعات الأكثر ثراءً.