الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

تركيا واليونان.. المحادثات مسار حتمي لتجنب المواجهة

في منتصف العام الماضي، وضعت تركيا واليونان أساطيلهما في البحر المتوسط في حالة تأهب قصوى، مما زاد التوترات بشكل كبير في نزاعهما طويل الأمد على الهواء والماء والصخور، كما امتد الصراع أيضا لمصادر الغاز في قاع البحر.

وتأتي المحادثات الأخيرة التي عقدت الاثنين بين الدولتين العضوتين في حلف شمال الأطلنطي الناتو كفرصة هامة لإنقاذ الوضع المتأزم والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية، وفقاً لتقرير مطول نشرته مجموعة الأزمات الدولية.

وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اليوناني نيكوس دندياس يوم الاثنين إنهما توصلا إلى تفاهم حول 25 بنداً لتحسين العلاقات التجارية، وإن الدولتين ستتبادلان الاعتراف بعمليات التطعيم بلقاحات كوفيد-19 لدى كل منهما، في خطوة لدعم السياحة.

وقال جاويش أوغلو إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس يعتزمان الاجتماع على هامش قمة حلف الناتو في بروكسل يوم 14 يونيو.

وكان التوتر قد تصاعد بين البلدين في عامي 2019- 2020، بعد مجموعة من الأحداث، وكلها ترتبط بالنزاع حول النفوذ في مناطق شرق البحر المتوسط، ولذا كان التعويل على المحادثات الجديدة في أن تنجح في سد الفجوة بينهما.

شبح المواجهة

ولاح شبح المواجهة بين الجانبين في الأفق في يوليو وأغسطس 2020، حين كانت السفن الحربية للجانبين في وضع تأهب واستعداد، وتقابلا في شرق البحر المتوسط، في مواجهة كادت أن تقع، في حلقة جديدة من مسلسل الصراع المستمر بينهما، لكن انسحبت السفن، بعد تدخلات قادة الاتحاد الأوروبي.

وذكر التقرير أن شبح المواجهة سيظل يخيم على العلاقة بين تركيا واليونان، طالما ظلا في دوامة سياسة حافة الهاوية، والتي كادت أن تسفر عن مواجهة بينهما لـ 4 مرات على الأقل، منذ آخر مواجهة بين البلدين في سبعينات القرن الماضي.

خلافات عديدة

وتشمل الخلافات بين الجانبين، قضايا عديدة، إضافة إلى قضية شرق المتوسط، وفي مقدمتها الخلافات حول وضع قبرص، حيث تراجعت أمريكا عن التدخل لحفظ السلام بينهما، وليس من المعلوم هل ستعود واشنطن لذلك الدور أم لا، بينما لم ينجح القادة الأوروبيون في سد الفراغ الأمريكي، خاصة مع إغلاق الباب أمام انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

ويتبقى عضوية البلدين في حلف شمال الأطلنطي «الناتو» أمرا يخفض من فرص الحرب مجددا بينهما، لكن العلاقات التركية مع الحلف تراجعت بعد شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية (S-400).

وطالب تقرير مجموعة الأزمات الدولية من البلدين اتخاذ مجموعة من الإجراءات لتستمر المحادثات بينهما، وفي مقدمتها الامتناع عن التصرفات الاستفزازية، بما في ذلك أي تصرفات خاصة بقبرص، وكذلك عليهما الالتزام بالاتفاقات العسكرية بينهما التي تهدف للشفافية وبناء الثقة، كما طالب أمريكا والاتحاد الأوروبي بالعمل على إعادة تركيا للمنتديات الإقليمية.

واختتم التقرير بالتأكيد على أنه من غير المرجح أن يندلع الصراع ما بين البلدين في شرق المتوسط، ولكن تجدد التوتر غير مستبعد، وربما يكون ذلك هو الذي دفعهما لإجراء المحادثات الاستكشافية، والتي قد تكون فرصة للابتعاد عن سياسة حافة الهاوية والتصعيد العسكري، لكن في حال فشل المحادثات فإنها قد تسفر عن وقوع مواجهة أسوأ بكثير من التي كادت أن تقع في منتصف 2020.

من جانبه، تعهد دندياس بالعمل للتغلب على «الخلافات الخطيرة» التي ما زالت قائمة مع تركيا.

وقال في المؤتمر الصحفي «كان الغرض من اجتماع اليوم محاولة إجراء عملية تفاوض أولية، وإذا أمكن، تطبيع تدريجي للوضع بمرور الوقت».