مشكلة قديمة في ثوب جديد، هكذا يرى الخبراء ظاهرة التنمر التي باتت، بسبب الإنترنت، تهدد الصحة النفسية لكثير من الشباب والمراهقين، مستحوذة على اهتمام واسع من قبل كبرى المنظمات الدولية.
وفي استطلاع أجرته الأمم المتحدة بين الشباب، ذكر 20 % أنهم اضطروا لعدم الذهاب إلى المدرسة بسبب التنمر، كما أن واحداً من بين كل 3 شبان تعرض للتنمر عبر الإنترنت، وذلك في 30 دولة شملها الاستطلاع الذي يعود لنحو عامين.
وحسب موقع المنظمة فإن ما يصل إلى 7 من كل 10 شباب قد تعرضوا للإساءة عبر الإنترنت في مرحلة ما، وفقاً لأبحاث تعود لسنوات سابقة، كما أن واحداً من كل 3 ضحايا للتنمر قد تعرض لأذى ذاتي من جراء ذلك، وأقدم 1 من كل 10 على محاولة الانتحار، وفق مصادر المنظمة.
وتشير المنظمة إلى أنه غالباً ما يعامل مصطلح «التنمر الإلكتروني» كظاهرة متميزة، «ولكنه امتداد للتنمر الذي يعتبر مشكلة قديمة، فالتنمر يعود إلى النزعات الاجتماعية الخفية للأحكام المسبقة والتمييز».
مرحبا! أتمنى أن تموت! لا أحد يحبك!
— الأمم المتحدة (@UNarabic) February 11, 2020
على النت أو خارج النت، العنف حقيقي ولكن يمكننا معاً #القضاء_على_العنف على الإنترنت#يوم_الإنترنت_الآمنhttps://t.co/whADIBs7gg pic.twitter.com/H7lfgts87A
تخويف وتشهير
وحسب وليام هاكيت المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة خيرية للمساواة ومكافحة التنمّر في المملكة المتحدة فإن التنمر كان ينحصر تقليدياً، في محيط البيئة التعليمية، مع بقاء بيت المرء كملاذ آمن.
ولفت إلى أن التطور التكنولوجي جعل الظاهرة تخرج من هذا الإطار، حيث يمكن أن يتعرض الشاب للتنمر في سيارة العائلة أو في المنزل، وعند تواجده بمفرده في غرفة نومه، وحتى في حضور الآباء دون أن يكون هؤلاء البالغون على علم أبداً بما يحدث.
ويوضح الخبير في تقرير منشور على موقع الأمم المتحدة أن «بعض الشباب الضحايا لديهم فرصة ضئيلة جداً للهروب من الإساءة، ويبقى العديد منهم في حالة مستمرة من التوتر والقلق».
وتعرف اليونيسف التنمّر عبر الإنترنت بكونه «سلوكاً متكرراً يهدف إلى تخويف الأشخاص المستهدفين أو إغضابهم أو التشهير بهم». ومن بين أمثلته: نشر الأكاذيب أو الصور المحرجة لشخص ما على وسائل التواصل الاجتماعي، وإرسال رسائل مؤذية أو تهديدات عبر منصات التراسل، أو انتحال شخصية أحد ما وتوجيه رسائل دنيئة للآخرين باسمه.
وتشير المنظمة إلى أنه كثيراً ما يحدث التنمّر الشخصي والتنمّر عبر الإنترنت متزامنين. بيد أن التنمّر عبر الإنترنت يترك بصمة رقمية، أي سجلاً يمكن أن يكون مفيداً وأن يوفر دليلاً من أجل إيقاف الإساءات.
نموذج رائد
وعربياً تعد الإمارات نموذجاً رائداً في مجال مكافحة التنمر عبر الإنترنت خصوصاً عبر برنامج «الوقاية من التنمر»، الذي يعد الأول من نوعه في العالم العربي، لأهميته الكبيرة في الحفاظ على الطلبة، والبعد عما يضر بمسيرتهم الدراسية، ويؤثر في تلقيهم العِلم بأشكاله كافة، وكذلك خصصت الدولة أسبوعاً من كل عام، أطلقت عليه «الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر»، تنفذه وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وبمشاركة أكثر من 20 جهة محلية واتحادية، بهدف رفع مستوى الوعي حول ظاهرة التنمر في جميع أنحاء الإمارات.
فخورون دائما بأبنائنا الطلبة لما يقدمونه ويساهمون في #الوقاية_من_التنمر
— UAESCMC (@UAESCMC) April 11, 2021
نهنئ ابنتنا "عهد سعيد اليليلي" على حصولها على المركز الأول بجائزة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للوقاية من التنمر في المدارس لفئة الطلاب وعلى انضمامها إلى أبطال الوقاية من التنمر وسفراء التسامح. ألف مبروك. pic.twitter.com/901c8CRPcp