الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

سوء معاملة واعتداءات.. الطواقم الصحية حول العالم تواجه عنفاً متزايداً

سوء معاملة واعتداءات.. الطواقم الصحية حول العالم تواجه عنفاً متزايداً

من المتوقع أن تزداد الاعتداءات على العاملين الصحيين وسط الفوضى التي تسببها السلالات الجديدة - رويترز.

على الرغم من أن الطواقم الطبية كان لها الجهد الأكبر في التصدي لجائحة كورونا كونهم في الخطوط الأمامية في معركة الوباء، إلا أن بيانات حديثة تظهر زيادة تعرضهم لعنف وهجمات خطيرة.

وأشارت صحيفة «الغارديان» البريطانية في تقرير نشرته اليوم الاثنين، إلى تعرض المئات من العاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين يعالجون مرضى كوفيد-19، في جميع أنحاء العالم لاعتداءات لفظية وجسدية قد تهدد حياتهم أحياناً.

ومن المتوقع أن تزداد الاعتداءات على العاملين الصحيين، وسط الفوضى التي تسببها السلالات الجديدة في دول مثل الهند، وتأخر حملات التطعيم في بعض البلدان وضعف الأنظمة الصحية في دول أخرى، وفقاً للأمم المتحدة.



وقالت تلالنغ موفوكينغ المقررة الخاصة المعنية بالحق في الصحة البدنية والعقلية إنه مع الضغط الإضافي من الوباء، سترتفع هذه الهجمات وسط وجود نقص حقيقي في العاملين الصحيين الذين توفي الكثير منهم.

وأضافت موفوكينج أن هذه الهجمات كانت مخيبة للآمال ومثبطة للهمم، وأن العنف ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية ليس بالأمر الجديد، ولكن الوباء فاقم من الظروف نتيجة الافتقار للقيادة الحكومية والاستثمار في البنية التحتية الصحية.



وتابعت: «عندما تفشل الحكومات فإن العاملين الصحيين هم من يتحملون الركود ويضمنون عدم انهيار النظم الصحية، ولكن إلى متى يمكنهم فعل ذلك؟».

ووفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تم تسجيل 848 حادثة عنف مرتبطة بالوباء من فبراير إلى ديسمبر 2020، ومن المحتمل أن يكون هذا الرقم ليس سوى «قمة جبل الجليد»، وجزء من ظاهرة أكثر انتشاراً.



وأظهر تحليل اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الغالبية العظمى من الحوادث كانت عبارة عن عنف بين الأفراد، حيث هاجمت بعض المجموعات أو المرضى أو أقاربهم العاملين الصحيين وكان هناك عواقب وخيمة في بعض الأحيان.

صق ونهب واعتداء

وذكر ماسيج بولكوفسكي رئيس مبادرة الرعاية الصحية في خطر، التابعة للصليب الأحمر أحد الأمثلة، عندما كان مريض يعاني من أعراض كوفيد-19 في نابولي الإيطالية، وغضب عندما طلب منه الانتظار ليقوم بالبصق على طبيب وممرضة، ونتيجة ذلك تم إغلاق الجناح بأكمله وإرسال الموظفين إلى الحجر الصحي.

وفي الهند وباكستان تعرضت أجنحة مرضى كوفيد-19 للنهب والاعتداء على الموظفين، وفي المكسيك تم إلقاء مادة الكلور على العاملين في مجال الرعاية الصحية في الشوارع.



وفي إسبانيا كتبت عبارة «الفئران المعدية» على سيارة أحد العاملين الصحيين، وأجبر سكان المجتمعات في الساحل الغربي للولايات المتحدة، مراكز علاج كوفيد-19 على الخروج من المنطقة.

وفي بريطانيا تم البصق على أحد موظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية، ووجه المرضى إساءات لفظية للموظفين الذين طلبوا منهم ارتداء الأقنعة.

المعلومات المضللة

ألقى بولكوفسكي باللوم على الحكومات للسماح بنشر المعلومات المضللة، وقال إن الكثير من المخاوف تأتي من حقيقة أن الحكومات لم تتواصل بشكل واضح وقللوا من الجدية وأعطوا الأولوية للاقتصاد والعنف أحد تداعيات هذا الأمر.

وأضاف أنه عندما يكون المهاجم من المرضى أو أحد أقاربهم، فإن ذلك يكون مرتبطاً بوفاة أحد الأقارب، أو أن المريض يخشى الموت، بالإضافة لذلك فإن القدرة على عدم تنفيذ طقوس الدفن بسبب قيود الوباء تدفع بعض الأقارب إلى مهاجمة موظفي الرعاية الصحية أو المرافق.

ووفقاً لـ بولكوفسكي، فإن القوات الحكومية مسؤولة عن 20% من هذه الهجمات العنيفة. في ميانمار على سبيل المثال تم اعتقال فرق طبية أثناء ذهابها لعلاج مرضى كوفيد-19 الذين يعانون أعراضاً في الجهاز التنفسي ما أدى إلى وفاة المرضى بسبب الإهمال.

وفي نيكاراغوا حيث قللت الحكومة مراراً وتكراراً من أهمية الوباء وحجمه في البلاد، تم فصل العاملين في مجال الصحة بسبب استخدامهم لمعدات الحماية الشخصية أثناء عملهم، وذلك وفقاً لمنظمة العفو الدولية.

عقوبات رادعة

وقالت الصحيفة إنه رداً على تصاعد هذه الهجمات، اتخذت بعض الدول إجراءات رادعة بحق المهاجمين، حيث فرضت الهند عقوبة السجن لمدة قد تصل إلى 7 سنوات لمن يقوم بشن الهجمات العنيفة على العاملين الصحيين.

وأعلنت السلطات في السودان عن إنشاء قوة شرطة مخصصة لحماية العاملين الصحيين أثناء الوباء، أما في الجزائر فتم تعديل قانون العقوبات لزيادة حماية العاملين الصحيين من الاعتداءات، ومعاقبة الأفراد الذين يلحقون الضرر بالمرافق الصحية.



وتم اقتراح مشروع قانون الشرطة والجريمة والأحكام والمحاكم في بريطانيا، والذي ينص على زيادة الحد الأقصى لعقوبة الاعتداء على عامل طوارئ من سنة إلى سنتين.

كما سيتم تزويد المسعفين في بريطانيا بكاميرات على الجسد بعد الارتفاع الحاد في الهجمات، حيث أظهرت البيانات أن 3569 مسعفاً تعرضوا للاعتداء الجسدي من قبل الجمهور العام الماضي، وذلك بزيادة 30% عم عام 2016-2017.