الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

أول لقاء بين بايدن وجونسون وسط اختلاف في توصيف العلاقة الثنائية

أول لقاء بين بايدن وجونسون وسط اختلاف في توصيف العلاقة الثنائية

جونسون وبايدن. (أ ف ب)

تباهى القادة البريطانيون على مر أجيال بـ«العلاقة الخاصة» التي تربط بلدهم بالولايات المتحدة. أما رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون، فيفضل تفادي هذه العبارة قبل لقائه الأول مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.

يستقبل جونسون الرئيس الأمريكي، غداً الخميس، في كورنوول بجنوب غرب إنجلترا، عشية قمة لمجموعة السبع تبحث من بين أولوياتها وباء كوفيد-19 وأزمة المناخ.

ولطالما استلهمت لندن سياستها الخارجية من واشنطن حتى عندما كانت المملكة المتحدة عضواً في الاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع بعد خروجها من التكتل أن يتعزز هذا التوجه بين البلدين الناطقين بالإنجليزية والمناديين بالتبادل الحر.

غير أن جونسون المولود في نيويورك، قال لبايدن خلال مكالمة هاتفية إنه «لا يحب» عبارة «العلاقة الخاصة»، وفق سيرة خصصتها له مجلة «ذي أتلانتيك» هذا الأسبوع.

وجاء في المقال أن «هذا يعطي جونسون انطباعاً بأنه في موقع ضعف» في حين أنه يحلم بمكانة عالمية لبلاده بعد «بريكست».

وأعلن المتحدث باسمه للصحافة مؤخراً أن «رئيس الوزراء قال من قبل إنه يفضل عدم استخدام هذا التعبير» مضيفاً «لكن هذا لا ينتقص إطلاقاً من الأهمية التي نوليها لعلاقتنا مع الولايات المتحدة، أقرب حلفائنا».

البيت الأبيض من جهته ما زال يعتمد العبارة، إذ قالت المتحدثة باسمه جين ساكي إن بايدن «سيؤكد على القوة المستديمة للعلاقة الخاصة» قبل أن تشدد على الأولويات الأمريكية في قمة مجموعة السبع، لا سيما القيم الديمقراطية المشتركة والتغير المناخي وإنعاش الاقتصاد بعد أزمة وباء فيروس كورونا المستجد.

وكان جونسون أول قيادي أوروبي اتصل به بايدن بعد تسلم مهامه في يناير خلفاً للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وإن كانت توجهات رئيس الوزراء المحافظ الشعبوية حملت على مقارنته بترامب الذي كثيراً ما كان يمدحه، إلا أنه أقرب إلى إدارة بايدن في المسائل السياسية الكبرى. فكلاهما يبدي التصميم ذاته على مكافحة أزمة المناخ ويعرب عن مواقف متشابهة حيال التحديات التي تطرحها الصين وروسيا.

وقبل بضعة أيام من قمة مجموعة السبع، أيدت لندن خطة فرض ضريبة حدّ أدنى عالمية على الشركات وتوزيع العائدات الضريبية المتأتية من الشركات المتعددة الجنسيات، لا سيما عمالقة الإنترنت بشكل أفضل، وهو مشروع دافع عه بايدن.

إلا أن التوتر لا يزال قائماً حول مسألة أيرلندا الشمالية، إذ يرفض البيت الأبيض محاولات لندن للعودة عن الالتزامات التجارية التي قطعتها للاتحاد الأوروبي في إطار اتفاق بريكست.

ومن المتوقع أن يبحث بايدن وجونسون نتائج المفاوضات التي تجري الأربعاء بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي حول المحافظة البريطانية خلال لقائهما الخميس، بحسب ما تتوقع خبيرة العلاقات الدولية في كلية لندن الجامعية جولي نورمان.

وكان البيت الأبيض قد حذر الحكومة البريطانية من أن أي إخلال باتفاق السلام الموقع في 1998، قد يهدد نجاح اتفاق تجاري يسعى إليه جونسون بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وأنهى اتفاق السلام المعروف بـ«اتفاق الجمعة العظيمة» الذي تم التوصل إليه بمشاركة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، نزاعاً استمر 30 عاماً في أيرلندا الشمالية بين الجمهوريين الكاثوليك بمعظمهم، والوحدويين البروتستانت بغالبيتهم، وخلف نحو 3500 قتيل.

وقالت نورمان رداً على أسئلة «فرانس برس»: «كان بايدن واضحاً جداً في تصريحاته بهذا الشأن حتى قبل انتخابه، إذ أكد إلى أي مدى يعتزم التثبت من أن اتفاق الجمعة العظيمة سيكون محمياً مهما حصل»، موضحة أن الرئيس الذي يعتز بأصوله الأيرلندية كان يوجه كلامه «بشكل واضح جداً إلى جونسون».

وأياً كان توصيف كل من لندن وواشنطن للعلاقة الثنائية، تعتبر جولي نورمان أن تحالفهما «قوي» مضيفة «هذا هو الأهم، أياً كانت الصفة التي نختارها».