الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الصين وأمريكا.. معركة جديدة تحت عنوان «السيطرة على المستقبل»

الصين وأمريكا.. معركة جديدة تحت عنوان «السيطرة على المستقبل»

الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي جو بايدن. (أ ف ب)

معركة جديدة على الأبواب بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، واشنطن وبكين، تتخذ هذه المرة من التكنولوجيا عنواناً لها فيما تمتد ساحتها لتشمل معالم نفوذ العملاقين في الساحة الدولية عبر التقنيات الجديدة وتكنولوجيا المستقبل.



الأربعاء، تصاعدت وتيرة المواجهة بين الطرفين، مع إقرار مجلس الشيوخ الأمريكي مشروعاً للاستثمار بقيمة 250 مليار دولار، بهدف دعم التصنيع والتكنولوجيا في محاولة واضحة للتغلب على المنافسة الصينية في هذا المجال.

«عدو خيالي»

فور إعلان الخطوة الأمريكية، بادرت الصين إلى انتقادها، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج وين بين أنه "بينما تلتزم الصين بتطوير علاقة مربحة للجانبين"، فإن التشريع الأمريكي الجديد «يشوه الحقائق ويشوه مسار التنمية والسياسات الداخلية والخارجية للصين».

وأضاف: «كيفية تخطيط الولايات المتحدة لتطوير نفسها وتعزيز قدرتها التنافسية هو أمر يخص الولايات المتحدة نفسها، ومع ذلك، لا ينبغي أن تعامل الولايات المتحدة الصين كعدو خيالي».

وتعتزم الصين السيطرة على قطاع تكنولوجيا المستقبل بواسطة الخطة التي أطلقتها قبل 6 سنوات بعنوان «صنع في الصين 2025»، فيما تبدو الولايات المتحدة مصممة على الدفاع عن الموقع الريادي لشركاتها الوطنية.

وحدة الحزبين

ووافق مجلس الشيوخ الأمريكي على التشريع بأغلبية 32/68 صوتاً، في عرض نادر للاتحاد بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

ويسمح القانون بإنفاق 190 مليار دولار، مع تخصيص معظم المبلغ لتعزيز البحث والتطوير في الجامعات والمؤسسات الأخرى.

كما يشمل 52 مليار دولار من الإنفاق الطارئ لمساعدة الشركات المصنعة المحلية لأشباه الموصلات على توسيع الإنتاج.

ورحب بايدن بتبني النص في مجلس الشيوخ، مؤكداً أن الولايات المتحدة «تخوض منافسة لكسب القرن الحادي والعشرين».

وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، إن «من سيفوز في السباق على تقنيات المستقبل» مثل الذكاء الاصطناعي «سيكون القائد الاقتصادي العالمي»، متسائلاً «هل نريد أن تكون هذه صورة العالم ديمقراطية؟ أم نريد صورة استبدادية مثل تلك التي يريد الرئيس شي أن يفرضها على العالم؟».

الاستراتيجية الصينية

وتعمد الصين إلى دعم شركاتها واستثمار مبالغ ضخمة فيها، وعلى هذا الصعيد، تنص الخطة الأمريكية على تشجيع الشركات الأمريكية والإنتاج المحلي وتالياً الوظائف الأمريكية.

وسيتم استثمار 52 مليار دولار على 5 سنوات لحض الشركات على إنتاج أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، ولتطوير البحث والتنمية في هذا المجال.

كما تخصص الخطة 1,5 مليار دولار لتطوير شبكة الجيل الخامس.

أي علاقة في المستقبل؟

شهدت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة توتراً شديداً في عهد ترامب، غير أن اقتصاديهما لا يزالان متداخلين إلى حد بعيد.

وتقلصت المبادلات بين البلدين بسبب الحرب التجارية وانتشار وباء كوفيد-19، فيما يبقى السؤال مطروحاً عما إذا كانت أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم ستباشران فك ارتباط حقيقياً بينهما.