الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بايدن وماكرون.. كيف وضع الرئيس الأمريكي نظيره الفرنسي في مأزق؟

بايدن وماكرون.. كيف وضع الرئيس الأمريكي نظيره الفرنسي في مأزق؟

علاقة ماكرون مع بايدن تعتبر أقل مما كانت مع ترامب - أب.

التقى قادة أوروبا للمرة الأولى بالرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن مؤخراً خلال قمة مجموعة السبع في بريطانيا، وكان التناغم والاتفاق واضحاً على وجوه قادة أوروبا، على عكس التوتر الذي بدا واضحاً في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وعلى الرغم من ذلك، أشار موقع «بوليتيكو» إلى أن تعاون بايدن مع حلفائه، ودعمه للقضايا العالمية، لن يصب في صالح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي لعب دور الزعيم الدولي الذي يدعم التعددية والمشاركة في العالم خلال عهد دونالد ترامب الذي كان يتبنى سياسة أمريكا أولاً، والتي باعدت كثيراً بين وجهات نظر أمريكا وحلفائها في أوروبا.

وأضاف الموقع أن ماكرون كان يسعى للظهور بمظهر «الهامس» في أذن ترامب ليبدو أنه في موقع الناصح له في الأحداث العالمية كما حدث في قمة مجموعة السبع في بياريتز بفرنسا عام 2019، حيث استقبل ماكرون ترامب وحاول مناقشته في عدد من القضايا كالاتفاق النووي وتغيير المناخ وغيرها.



كلا الدورين ساعدا ماكرون في اكتساب مكانة مركزية على المسرح العالمي، ولكن ظهور بايدن الأخير في قمة مجموعة السبع جعله هو بطل التعددية المشاركة الدولية حيث تمكن من استعادة موقع الريادة.

بايدن وماكرون وتحدي القيادة



وقال الموقع إن وجود بايدن مع حلفائه الأوروبيين بشكل متناغم، يشكل تحدياً لماكرون في العديد من المساعي المشتركة والتمسك بالدور القيادي العالمي الذي يستمتع به والذي تتوقعه منه فرنسا، وفي نفس الوقت محاولة الحفاظ على موقف فرنسي وأوربي مميز بشأن بعض القضايا.

وحتى الآن كشفت طريقة ماكرون في الرد على هذا التحدي عن غضب من المكانة التي حصل عليها بايدن، وذلك عبر مبادراته الدولية، فضلاً عن محاولات واضحة من جانب ماكرون للتفوق الفردي وتعديلاته على طرق الإدارة الأمريكية في العمل الدولي.

وحتى قبل أن يتولى بايدن منصبه، كان ماكرون يحاول وضع عناصر استباقيه في جدول الأعمال الدولي، وفي أواخر العام الماضي طرح فكرة «إجماع باريس» وهي مبادرة تقوم على مجموعة من الأولويات للتصدي لتحديات القرن الحادي والعشرين والتي تجاوزت مبادرة إجماع واشنطن التي تم إطلاقها عام 1989 والرامية إلى التركيز على اقتصاد القرن العشرين.



كما أيدت فرنسا قرار الاتحاد الأوروبي للمضي قدماً في صفقة استثمار مع الصين قبل أسابيع فقط من تنصيب بايدن، على الرغم من أن فريق الرئيس الأمريكي أوضح أنه يريد من الاتحاد الأوروبي «التريث».



ومنذ تولي بايدن منصبه، أعلن ماكرون مراراً أن أمريكا هي التي ينبغي عليها أن «تلحق بركب أوروبا بشأن المناخ والتنوع البيولوجي والتضامن في توزيع اللقاحات الخاصة بكورونا» وهي ركائز الأجندة العالمية المتعددة الأطراف الجديدة التي كان الأوروبيون يدعون إلى اعتمادها دون انتظار دعم ترامب.

ولطالما كان ماكرون حريصاً على الحفاظ على نهج أوروبي متميز تجاه أكبر القضايا في العالم، وفي أبريل الماضي، وقبل أيام قليلة من القمة التي عقدها بايدن حول المناخ، عقد ماكرون قمة افتراضية جمعت بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الصيني جين بينج حول المناخ.

وكان التبرير الفرنسي الرسمي لذلك عندما أبلغ ماكرون الولايات المتحدة بخططه لإجراء مثل هذه المحادثات، هو دفع الصين تجاه زيادة التزاماتها فيما يخص قضية المناخ، وذلك أثناء زيارة المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون المناخ جون كيري لباريس.

ولكن بالنسبة للبعض بدا تصرف ماكرون بأن الإليزيه يسمح للحكومة الصينية بفرض سرديتها وخططها حول القمة، حيث أعلنت بكين عن القمة قبل باريس أثناء زيارة كيري لشنغهاي من أجل إجراء جولة محادثات، وهو ما أصاب المسؤولين الأمريكيين بالحيرة من هذه الرسائل المتضاربة.

البروز في الأمم المتحدة



سعى ماكرون أيضًا إلى لعب دور من خلال الأمم المتحدة أثناء الصراع الأخير الذي اندلع بين إسرائيل وقطاع غزة، حيث اقترحت فرنسا على مجلس الأمن الدولي مشروع قرار لإعلان وقف لإطلاق النار. في حين كانت الولايات المتحدة تعرقل تبني المجلس أي قرار حول النزاع.

اللقاحات تضع ماكرون وبايدن في مواجهة



في مايو الماضي أعلن بايدن تأييده لإعلان بالتنازل عن براءات اختراع لقاحات كورونا من أجل تسهيل وصولها للدول الفقيرة، مما أغضب حلفاءه في الاتحاد الأوروبي وعلى رأسهم ألمانيا وفرنسا اللتان لم تؤيدا الأمر، وبدلاً من ذلك طالبتا الولايات المتحدة بالتبرع بجرعات اللقاح ورفع حظر تصدير مكونات اللقاح كوسيلة أسرع لمساعدة البلدان الفقيرة.

وفي وقت متأخر من يوم الأربعاء، قبل قمة مجموعة السبع التي ستركز بشدة على جائحة كورونا، بدا أن الجانبين يسعيان نحو تقارب في وجهات النظر بشأن براءات الاختراع، فقد أعرب ماكرون عن دعمه للتنازل عن براءات اختراع لقاحات للمساعدة في إنهاء جائحة الفيروس، بينما كان بايدن يستعد للإعلان عن خطط لشراء 500 مليون جرعة من لقاحات لقاح كورونا بيونتيك وفايزر لتوزيعها على دول أخرى.

العلاقات الخاصة



وأشار الموقع إلى أن علاقة ماكرون مع بايدن تعتبر أقل مما كانت مع ترامب، حيث يتبع بايدن أسلوب العمل الجماعي أكثر من ترامب ويعتمد بشكل أكبر بكثير على كبار المسؤولين.

ومن الناحية السياسية لا تعتبر آراء الثنائي متباعدة في الكثير من القضايا، فكلاهما ذو نهج «براغماتي»، يؤكد كل من المسؤولين الفرنسيين والأمريكيين أن التعاون بين البلدين، بين الدبلوماسيين والمستشارين والوزراء والرؤساء، عميق وواسع النطاق وفعال وبناء. في الوقت ذاته، على الرغم من اختلاف وجهات النظر حيال القضايا العالمية.