الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

نموذج «المصارع جون سينا».. المال سر نجاح القوة الناعمة للصين بأمريكا

نموذج «المصارع جون سينا».. المال سر نجاح القوة الناعمة للصين بأمريكا

جون سينا: «أنا آسف حقاً، يجب أن تفهموا أنني أحب الصين واحترمها». (أرشيفية)

يتصاعد في أوساط النخبة الأمريكية الحديث عن القوة الناعمة للصين ودورها في استمالة العديد من المشاهير ورجال المال في الولايات المتحدة بهدف تعزيز حضور بكين والاحتفاء بما تحققه من صعود بغض النظر عن الموقف الأمريكي الرسمي المتشدد حيال هذا الأمر.

وسلط الكاتب الصحفي بيدرو لـ. جونزاليز، مساعد رئيس تحرير موقع «أمريكان جريتنس» الإخباري، في تحليل نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأمريكية الضوء على هذه الظاهرة، مشيراً في البداية إلى مقطع فيديو نشره موقع «ويبو» الصيني للتواصل الاجتماعي، ويظهر فيه الممثل الأمريكي والمصارع المحترف الشهير جون سينا، وهو يقول: «أنا آسف حقاً. يجب أن تفهموا أنني أحب الصين واحترمها».

وجاء تصوير الفيديو بعد أن ارتكب المصارع ضخم الجثة، «خطأ» عندما أشار إلى تايوان كدولة، وذلك في مقابلة ترويجية، وقد «أدى هذا الخطأ إلى تحوله من رجل يبلغ طوله 6 أقدام ووزنه 250 رطلاً، إلى قطة صغيرة تقدم اعتذاراً».



«مشروع استعماري»

وانضم جون سينا بذلك إلى سلسلة طويلة من نجوم أمريكا الذين لم يراعوا أمورا حساسة بالنسبة للصين، وبينهم داريل موري، الذي كان يشغل منصب المدير العام لـفريق «هيوستون روكيتس» للسلة، عندما غرد عبر «تويتر» وأعرب عن تأييده للاحتجاجات في هونغ كونغ في 2019.

وحذف موراي تغريدته المسيئة، ونأى مالك فريق «هيوستون روكتس»، تيلمان فيرتيتا، بنفسه عن القنبلة القابلة للانفجار. وقام اتحاد كرة السلة في الصين بتجميد العلاقات مع «هيوستن روكيتس» بسبب «التصريحات غير اللائقة» لموري، كما سحب «بنك شنغهاي بودونج للتنمية» دعمه للفريق الأمريكي. وبحلول شهر أكتوبر من عام 2019، انتشرت شائعات بأن بكين طالبت بإقالة موري، في أكتوبر 2020، أعلن موري استقالته، وقوبل ذلك بترحيب حار في الصين.

وأوضح جونزاليز أن العلاقات التجارية بين هوليوود والفرق الرياضية والشركات في أمريكا تضع، على نحو متزايد، مجموعة واسعة من المصالح تحت سيطرة الصين، ويقول إن «هذا المشروع الاستعماري بالأساس يأتي مع رقابة تخنق حتى أي نوع من النقد البسيط لبكين».





معهد ووهان


ومؤخراً، كشفت بيانات جمعها باحثون مستقلون، أن معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، تلقى منحاً اتحادية من منظمة «إيكو هيلث أليانس» الأمريكية، غير الربحية، والمعنية بحماية الإنسان والحيوان والبيئة ضد الأمراض المُعدية.

وكانت صحيفة «الديلي ميل» البريطانية ذكرت أن: «المنظمة الأمريكية، غير الربحية، التي أنشئت للبحث في الأمراض الجديدة، قدمت أيضاً تمويلاً جزئياً، لتجارب «أبحاث طفرة اكتساب الوظيفة» المثيرة للقلق للجدل الشديد، حيث يتم تحويل الفيروسات الخطيرة لتصبح أكثر عدوى من أجل التأثير على الخلايا البشرية.»

وتلقت منظمة «إيكو هيلث أليانس» حوالي 123 مليون دولار من الحكومة الاتحادية الأمريكية. وقدمت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وحدها 39 مليون دولار للمنظمة منذ 2013، ولم يتضح مقدار ما انتهى به المطاف من هذا المبلغ إلى معهد ووهان.

ورغم ذلك، أشار الباحثون إلى أنه في الفترة بين 2017 و2020، شملت المنح من البنتاغون 6 ملايين دولار، جاءت تحديداً من وكالة الحد من التهديدات الدفاعية، تحت وصف: فهم أخطار ظهور الأمراض حيوانية المنشأ التي تنقلها الخفافيش في غرب آسيا.

وحتى بعد حظر «أبحاث طفرة اكتساب الوظيفة» في 2014، من قبيل المفارقة، بسبب مخاوف من أنها قد تؤدي عن طريق الخطأ إلى اندلاع جائحة، استمرت «إيكو هيلث أليانس» في توفير التمويل عبر ثغرات.

ويبدو أن رئيس «إيكو هيلث أليانس»، بيتر دازاك، قاد حملة شرسة لإسكات الدعاوى بشأن نظرية تسرب فيروس كورونا المستجد من مختبر في ووهان.



تضارب مخزي

وفي فبراير الماضي، نشر دازاك خطاباً في دورية «ذا لانسيت» الطبية، ذائعة الصيت، بعدما أقنع أكثر من عشرين عالِماً بالتوقيع عليه، ما زاد على نحو فعال من الكلفة المهنية لاقتراح تسرب كورونا من مختبر ووهان. كما أغدق دازاك الثناء على جهود الصين في احتواء الوباء.

وأخيراً، انضم دازاك إلى فريق من الباحثين كلفته منظمة الصحة العالمية بتحديد أصل الفيروس.

وقال جيمي ميتزل، الذي كان مسؤولاً رفيع المستوى في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، لـ«الديلي ميل» إن تعيين دازاك ضمن فريق منظمة الصحة العالمية شكل «تضارباً ضخماً ومخزياً للمصالح.» وأوضح ميتزل أن المنظمة العالمية، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالصين، مكنت رجلاً لديه مصالح مالية وأخرى متعلقة بالسمعة في تقويض مصداقية النظريات المتعلقة بتسرب فيروس كورونا من مختبر ووهان.

ولم تكن البنتاغون الجهة الوحيدة التي ترسل أموالاً إلى الصين. فقد أشار الباحثون إلى أن «إيكو هيلث أليانس» تلقت 7.64 مليون مليون دولار من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، و13 مليون دولار من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، كما ظهرت وثائق تكشف إرسال وزارة الأمن الداخلي 2.3 مليون، ومؤسسة العلوم الوطنية 2.6 مليون دولار.





كما ظهر في الآونة الأخيرة أن مستشاري الاقتصاد تمكنوا من إبعاد الرئيس السابق دونالد ترامب عن مواجهة خبير الأمراض المعدية الأمريكي البارز أنتوني فاوتشي، بشأن تمويل معهد ووهان لأبحاث الفيروسات.

والإدارة الأم للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، الذي يرأسه فاوتشي، هي وزارة الصحة والخدمات الإنسانية. ويقدر إجمالي ما أرسلته «إيكو هيلث أليانس» من أموال حكومية أمريكية من المعاهد الوطنية للصحة في أمريكا إلى مختبر ووهان بنحو 3.4 مليون دولار.



ولكن كبار المستشارين الأمريكيين، وبينهم كبير مستشاري ترامب الاقتصاديين، لاري كودلو، جاهدوا ضد فكرة مواجهة فاوتشي، والمطالبة بمساءلة الصين.

وكما كان الحال مع هوليوود و رابطة دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، لعبت أموال الحزب الشيوعي الصيني دوراً في هذا الشأن، وفقاً لتحليل الكاتب الأمريكي.

وعلاوة على ذلك، كشفت الصحفية الشهيرة شاري ماركسون، الحائزة على عدد من الجوائز، أن دوائر الاستخبارات لجأت إلى مشورة دازاك في إطار سعيها لتحديد طبيعة ومنشأ فيروس كورونا، وإلى أطراف مهتمة أخرى، ونشر مكتب مدير الاستخبارات الوطنية بياناً يفيد بأنه ليس من الممكن أن يكون فيروس كورونا جرى تخليقه.