السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

إيطاليا تبتعد عن موسكو وبكين.. وتعود لأحضان الأطلسي

إيطاليا تبتعد عن موسكو وبكين.. وتعود لأحضان الأطلسي

ماريو دراغي وأمين عام حلف الناتو. (أ ف ب)

انتهى الموقف الغامض لإيطاليا حيال روسيا والصين، فقد غيّر رئيس الحكومة الإيطالي ماريو دراغي بحزم، المسار ليصبح باتجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، وذلك خلال قمة مجموعة الدول السبع الأخيرة وقمة الحلف.

ويَعتبر الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، والمسؤول السابق في بنك غولدمان ساكس والبنك الدولي، أن إيطاليا جزءٌ من الأسرة الأوروبية، وهي من حلف شمال الأطلسي، وتشترك في قيم الديمقراطيات الليبرالية.

وفي ختام قمة مجموعة السبع الأخيرة، انتقد هذا الاقتصادي المتدرب في الولايات المتحدة الحكومات التي تستخدم المعلومات «المضللة»، في لغة لاذعة تتناقض مع موقف الحكومة السابقة برئاسة جوزيبي كونتي، المدعومة من حركة «5 نجوم» برئاسة لويجي دي مايو آنذاك، وحزب الرابطة (يمين متطرف) بزعامة ماتيو سالفيني الذي كان نائباً لرئيس الوزراء.

سالفيني المعجب بالرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي السابق دونالد ترامب كان يحب القول عن الرئيس الروسي «هناك حاجة لرجال مثله يعلون مصالح مواطنيهم، بالعشرات» في إيطاليا.

ووقعت حكومة كونتي في مارس 2019 بروتوكول اتفاق لترسيخ دخول إيطاليا في «طرق الحرير الجديدة»، وهي أول دولة عضو في مجموعة السبع تنضم إلى هذا المشروع الهائل للبنى التحتية البحرية والبرية، الذي أطلقته بكين عام 2013 رغم قلق بروكسل وواشنطن.

ورداً على سؤال، الأحد، عن هذا البروتوكول، قال دراغي: «نحن ندرسه بعناية». وأضاف: «لا أحد يجادل في واقع أن الصين لها الحق في أن تكون اقتصاداً كبيراً مثل الآخرين، ما هو موضع تساؤلات هو السُبل التي تستخدمها».

يقول جان بيار دارني، المستشار العلمي في معهد الشؤون الدولية، لوكالة فرانس برس، إن «الأمر بسيط للغاية: ماريو دراغي يعيد على رأس الحكومة الإيطالية ترسيخ سياسة كلاسيكية مؤيدة لأوروبا، ومؤيدة للأطلسي، تتناقض مع الخطوط السيادية بشأن الانفتاح على الصين وروسيا».

المصرفي السابق يعرف أيضاً كيف يجري حساباته، فبينما حصلت إيطاليا على حصة الأسد من خطة النهوض الاقتصادي الأوروبية (191,5 مليار يورو من أصل 750 ملياراً)، يسجل ثالث اقتصاد في منطقة اليورو عجزاً تجارياً كبيراً مع كل من الصين (-18,6 مليار يورو عام 2019) وروسيا (-6,4 مليار يورو).

الصين وروسيا هما على التوالي في المرتبة التاسعة والـ16 بين زبائن إيطاليا، بعيداً جداً خلف ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة التي تستوعب معاً ثلث صادراتها، بحسب الإحصاءات الرسمية.

ويقول ماسيمو فرانكو، كاتب الافتتاحية في صحيفة «كورييري ديلا سيرا»، أبرز صحيفة إيطالية، إن خطاب دراغي في مجموعة السبع ضد الصين وروسيا يشكل تعهداً بالالتزام تجاه شركائه الأجانب، لكن أيضاً «رسالة موجهة إلى الأحزاب في حكومته».

وتشارك حركة 5 نجوم وحزب الرابطة في حكومة دراغي، الذي شكل ائتلافاً متنوعاً لإخراج البلاد من الأزمة الناجمة عن وباء كوفيد-19. ويعود له الفضل أيضاً في إنقاذ اليورو خلال الأزمة المالية عام 2008 حين كان على رأس البنك المركزي الأوروبي، وقد رشحه الإيطاليون على أمل أن ينهض بالاقتصاد.

ومع انتزاع الحصة الكبيرة من بروكسل في خطة التعافي، سيكون من الصعب أن يستمع إلى حلفائه في السلطة.

وقال فرانكو بافونشيلو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جون كابو في روما، لوكالة فرانس برس، إن «ماريو دراغي لديه المزيد من القوة» لاتخاذ قرار بشأن السياسة الخارجية.

واعتبر ماسيمو فرانكو أن دراغي «يتوجه في الوقت نفسه إلى بعض القوى السياسية التي أظهرت في بعض الأوقات نزعة إلى دفع البلاد نحو مواقف غامضة، إلى حد إعطاء الانطباع بوجود مسافة خطرة متساوية بين حلف الأطلسي وروسيا الاتحادية أو الصين».