الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الأرمن يدلون بأصواتهم في انتخابات تشريعية نتائجها غير محسومة

الأرمن يدلون بأصواتهم في انتخابات تشريعية نتائجها غير محسومة

انتخابات نتائجها محفوفة بالمخاطر لباشينيان. (أ ب)

فتحت مراكز الاقتراع في أرمينيا، اليوم الأحد، أبوابها لانتخابات تشريعية مبكرة محفوفة بالمخاطر لرئيس الوزراء الإصلاحي نيكول باشينيان بعد هزيمة عسكرية أمام أذربيجان قبل عدة أشهر في هذا البلد القوقازي الصغير.

ويتنافس الصحفي السابق باشينيان، الذي أصبح رئيساً للحكومة في 2018، بعد ثورة سلمية ضد النخب الفاسدة القديمة، مع خصمه الرئيس السابق روبرت كوتشاريان، الذي يتهم منافسه بعدم الكفاءة، ويطرح نفسه على أنه قائد يتمتع بخبرة.

ودُعي نحو 2.6 مليون ناخب أرمني إلى التصويت لاختيار أكثر من مئة نائب لولاية مدتها خمس سنوات في تصويت يجري على أساس التمثيل النسبي.

وانهارت شعبية باشينيان القياسية بعد هزيمة أرمينيا في حرب ضد جارتها الآذرية في خريف 2020.

وبعد معارك استمرت ستة أسابيع وخلفت أكثر من 6500 قتيل، اضطرت يريفان إلى التنازل عن أراضٍ مهمة كانت تسيطر عليها منذ الحرب التي جرت في أوائل تسعينات القرن الماضي للسيطرة على منطقة «ناغورنو قره باغ» الانفصالية الواقعة في جيب آذري وتقطنها غالبية من الأرمن.

وأثارت هذه الهزيمة التي اعتُبرت إهانة وطنية، أزمة سياسية في أرمينيا، ما اضطر باشينيان إلى الدعوة إلى هذه الانتخابات المبكرة على أمل تخفيف حدة التوتر وتعزيز شرعيته.

ورغم الإصلاحات التي أجراها رئيس الوزراء، تخلى كثيرون من أنصاره عنه بعد نزاع ناغورنو قره باغ، وانتقلوا إلى صفوف خصمه، رغم ارتباطها بالنخب القديمة المتهمة بنهب البلاد.

وبعد حصوله على أكثر من 70% من الأصوات في الانتخابات التشريعية في 2018، يسعى باشينيان حالياً للحصول على نسبة 60%. لكن الاستطلاع الوحيد المتاح لا يمنح حزبه «العَقْد المدني» سوى 25%، بعد حزب خصمه كوتشاريان الذي يتوقع أن يحصد 29% من الأصوات.

وهناك أحزاب أخرى بين التشكيلات الـ25 المتنافسة، قد تتمكن من دخول البرلمان، حسب الاستطلاع الذي نشره الجمعة معهد «إم بي جي» التابع لمؤسسة غالوب الدولية.

وفي مواجهة مخاطر هزيمة انتخابية أو نتيجة غير محسومة للاقتراع، دعا باشينيان مواطنيه إلى التصويت لمنحه «تفويضاً فولاذياً». وقال الخميس إن «الأرمينيين يرون أن هناك قوى تثير مواجهات سياسية، حرباً أهلية».

وفي الأيام الأخيرة من الحملة، نظم كل من المتنافسين عرضاً للقوة. وقد جمع كلّ منهما حوالي عشرين ألفاً من مؤيديه في الساحة المركزية في يريفان، عاصمة البلد الجبلي الفقير.

وقاد كوتشاريان هذه الجمهورية السوفياتية السابقة من 1998 إلى 2008، ويَشتبه منتقدوه في أنه ضالع بالفاسد. وقال، الجمعة، لمناصريه إن «الحكومة غير قادرة على حل مشاكلنا الحالية».

وأضاف كوتشاريان «على عكس الإدارة السياسية الحالية، نحن فريق لديه خبرة ومعرفة وقوة وإرادة»، محذراً من محاولات «سرقة أصواتنا».

وبعد أن كشفت الحملة الانتخابية انقساماً عميقاً بين المعسكرين الرئيسيين، يتوقع كثير من المراقبين خروج احتجاجات أو حتى اندلاع أعمال شغب بعد الانتخابات.

واعتبر الرئيس أرمين سركيسيان أن «التحريض على الكراهية والعداوة» غير مقبول، داعياً مواطنيه إلى التصويت «بنزاهة وحرية».

وإذا لم تُفضِ انتخابات الأحد إلى أي غالبية أو تحالف غالبية، سيتعيّن تنظيم دورة ثانية في 18 يوليو بين الحزبين اللذين يحصلان على أعلى نسبة من الأصوات.