السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

«كأس أوروبا».. قمصان الرياضة بألوان السياسة

«كأس أوروبا».. قمصان الرياضة بألوان السياسة

حمل القميص الأوكراني رسماً لخريطة تظهر شبه جزيرة القرم مع شعار «المجد لأبطالنا». (أرشيفية)

في لائحته للإجراءات التأديبية، ينص الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «اليويفا» على أن استخدام الإيماءات أو الكلمات أو أي وسيلة أخرى لنقل رسالة استفزازية ذات صبغة سياسية، أيديولوجية أو دينية، أثناء أي مواجهة كروية، يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون ويعرض للمساءلة.



يعكس هذا الإجراء مستوى الصرامة التي تعامل بها الهيئات الرياضية الدولية أي محاولة لاستغلال الرياضة الأكثر شعبية حول العالم وتحويلها إلى منبر للترويج لأفكار سياسية معينة.



رغم هذه الصرامة، وعلى امتداد تاريخ الأحداث الكروية الأولى، ظلت السياسة حاضرة بشكل ما في بعض أكثر الفعاليات شهرة، مسببة جدلاً واسعاً حول صعوبة احترام الحدود بين ما هو رياضي صرف يهدف للإمتاع ودعم روح التعايش، وما هو سياسي يقصد أحياناً إثارة مواضيع حساسة ومثيرة للانقسام.



وفي بطولة كأس أوروبا المقامة حالياً، أسفرت السياسة عن وجهها بشكل واضح، لافتة أنظار الكثيرين عن فكرة البطولة القارية التي تأسست قبل أكثر 60 عاماً للم شمل الأوروبيين وتعزيز وحدتهم.

غضب روسي

فور انطلاق البطولة، تداول الإعلام الدولي خبر إعلان الاتحاد الروسي لكرة القدم، مراسلَة «اليويفا»، مبدياً غضبه من القميص الجديد لمنتخب أوكرانيا، حيث حمل القميص رسماً لخريطة أوكرانية تظهر شبه جزيرة القرم مع شعار «المجد لأبطالنا».

وجاء في الرسالة الروسية: «نلفت الانتباه إلى استخدام شعارات بخلفية سياسية على قميص المنتخب الأوكراني، وهو ما يتعارض مع المبادئ الأساسية للوائح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فيما يخص المعدات الرياضية»، وفق موقع «روسيا اليوم».





من جانبه، استجاب «اليويفا» للطلب الروسي، موجهاً فريق أوكرانيا بإجراء تعديلات على قميصه لإزالة الـ«شعار سياسي».

وقال الاتحاد إن شعار «المجد لأبطالنا»، وهو هتاف شاع في الاحتجاجات المناهضة لروسيا عام 2014، ويظهر على القميص، «ذو طبيعة سياسية واضحة».

لكن الاتحاد الأوروبي قال إن الخريطة لن تحتاج إلى تغيير لأن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة «يعترف بالحدود الإقليمية كما هو موضح بشكل عام في التصميم».

وتزامناً مع رسالة الاحتجاج الروسية، رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقميص الجديد للمنتخب الوطني الذي يتميز بـ«رموز مهمة».

وتوترت العلاقة بين روسيا وأوكرانيا منذ وصول القوى الموالية للغرب إلى السلطة في كييف عام 2014، وضم موسكو لشبه جزيرة القرم وحرب بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق أسفرت عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص.



قضية جديدة

ما إن بدأت قضية القميص الأوكراني في الهدوء، حتى اندلعت قضية أخرى مشابهة، حيث طلبت اليونان رسمياً من مقدونيا الشمالية تعديل شعار قمصان فريقها في كأس أوروبا 2020، قائلة إن النسخة الحالية تتعارض مع معاهدة تاريخية بين الدولتين الجارتين في البلقان.

واندلع الخلاف حول الأحرف الأولى من اسم FFM (الاتحاد المقدوني لكرة القدم)، والتي تقول اليونان إنه اسم الدولة البلقانية سابقاً قبل أن تحل معاهدة 2018 خلافاً دبلوماسياً طويل الأمد بين جيران البلقان، حسب وكالة «فرانس برس».

وقالت وكالة الأنباء الوطنية اليونانية الرسمية إن وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس اشتكى خلال عطلة نهاية الأسبوع في رسالة إلى نظيره المقدوني الشمالي بويار عثماني من أن اليونان «لا تقبل» الأحرف الأولى المدونة على القميص.



وطلب دندياس في رسالته تعديل الأحرف الأولى «للحفاظ على دينامية إيجابية» في العلاقات مع أثينا. لكن عثماني قال إن معاهدة 2018 المعروفة باسم اتفاقية «بريسبس» تغطي المؤسسات التي تموّلها الدولة لكن الاتحاد المقدوني ليس مؤسسة تمولها الدولة.

وقال عثماني «طالما أن الاتحاد لا يتلقى أموالاً من الدولة، فإنه ليس ملزماً بتعديل اسمه».

حتى وقت قريب، كان البلد يتنافس في البطولات الكروية الدولية تحت اسم جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة في حلّ بديل لتجنب غضب اليونان التي لم تقبل أبداً اسم «مقدونيا» لأن لديها مقاطعة تحمل نفس الاسم.

وبموجب اتفاقية «بريسبس» التي انتقدت بشدة من قبل أحزاب المعارضة اليمينية في كلا البلدين، أضافت مقدونيا كلمة «الشمال» إلى اسمها الرسمي، منهية خلافاً يعود تاريخه إلى عام 1991، وفتحت الطريق نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقد أرجأ حزب الديمقراطية الجديدة الذي يتزعمه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، والذي عارض الاتفاقية بشدة، طرح عدد من الاتفاقات الثنائية المعلقة للتصويت في برلمان البلاد.