الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«صوتي لن يغير شيئاً».. لماذا رفض الفرنسيون المشاركة في الانتخابات؟

«صوتي لن يغير شيئاً».. لماذا رفض الفرنسيون المشاركة في الانتخابات؟

تعتبر هذه الانتخابات استطلاعاً لتوجهات الناخبين قبل الاقتراع الرئاسي العام المقبل. (أ ف ب)

تسبب الامتناع الشعبي الكبير عن التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات الإقليمية في فرنسا في خلط أوراق الأحزاب والشخصيات السياسية الكبرى قبل عام من الانتخابات الرئاسية.

وسلطت صحف فرنسية الضوء على أسباب ظاهرة رفض الفرنسيين المتزايد للذهاب إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الاستحقاقات الانتخابية.

الأعلى في تاريخ الجمهورية

صحيفة «لوباريزيان» أكدت في تقرير حول نتائج الانتخابات أن الكثير من الممتنعين عن التصويت تحججوا علناً بالقول «مهما كان صوتي فإن الأمر لن يغير شيئاً» من واقع تسيير البلاد، وفق آرائهم.

قالت الصحيفة إن أكثر من ثلثي الفرنسيين المسجلين (66.6%) لم يشاركوا في اقتراع الأحد الماضي، واصفة الأمر بأنه حدث سياسي فريد من نوعه في تاريخ البلاد يمثل «إشارة إنذار» للمسؤولين المحليين.

ورصدت «لوباريزيان» آراء بعض سكان مناطق فرنسية مختلفة، موضحة أن الغالبية العظمى باتت تواجه دعوات السياسيين للمشاركة الانتخابية بصوت واحد يعبر عن الامتناع الممزوج بغضب من أداء النخبة وسخرية وإحباط من الواقع.



منتخبون يقاطعون

أشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء جان كاستكس أطلق يوم الاثنين 21 يونيو «نداءً رسمياً» للممتنعين عن التصويت مؤكداً أن«الفوز في ظل الامتناع يعني خسارة الديمقراطية».

مقابل هذه الدعوة تصاعدت أصوات الرافضين للمشاركة بالقول إن أصواتهم لا يبدو أنها هي ما سيغير الواقع «يبقى النظام كما هو، إن ما يجب القيام به هو تغيير آلية عمل النظام»، تقول الصحيفة.

لفت التقرير إلى أن «المقاطعة الواسعة للانتخابات» شملت مواطنين من كافة الأطياف بما فيهم مُنتخبون سابقون، على غرار عمدة بلدة إيشنون في شرق فرنسا دومينيك لوت، الذي أكد أن هذه أول مرة تحدث فيها مقاطعة لصندوق الاقتراع بهذه الطريقة.



ماكرون ولوبان

وفي السياق ذاته، تساءلت يومية ليبراسيون الفرنسية عن مستقبل كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزعيمة حزب التجمع الوطني مارين لوبان قائلة «ماذا لو لم يكونا في رئاسيات 2022؟»، موضحة أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الإقليمية خلطت الأوراق قبل عام من الانتخابات الرئاسية.

ولم يحقق حزب ماكرون «الجمهورية إلى الأمام» نتائج جيدة، فيما جاءت نتائج حزب مارين لوبن التي خاضت في 2017 الدورة الحاسمة من الاستحقاق الرئاسي، أدنى من التوقّعات ومن الانتخابات المحلية التي أجريت في 2015.

وأعربت لوبن عن خيبتها لأن ناخبي الحزب لم يُقبِلوا على الاقتراع، داعية إياهم إلى الإقبال بكثافة في الدورة الثانية، واعتبرت أن «الناخبين بمقاطعتهم الكبيرة تركوا المجال مفتوحاً أمام المنتخبين المنتهية ولايتهم للبقاء في مناصبهم».

وتُجرى الجولة الثانية من الانتخابات الإقليمية يوم 27 يونيو، وتعتبر هذه الانتخابات استطلاعاً لتوجهات الناخبين قبل الاقتراع الرئاسي العام المقبل.