السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

بايدن يعِد بتقديم «دعم» أمريكي لأفغانستان رغم انسحاب قواته من هذا البلد

بايدن يعِد بتقديم «دعم» أمريكي لأفغانستان رغم انسحاب قواته من هذا البلد

جو بايدن - أب.

وعد الرئيس جو بايدن، الجمعة، نظيره الأفغاني أشرف غني بتقديم «دعم» لبلاده، في وقتٍ فتح إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان مرحلة من عدم اليقين.

وقال الرئيس الديمقراطي «قوّاتنا تُغادر، لكن هذه ليست نهاية دعمنا لأفغانستان». وكان بايدن أعلن في أبريل سحب 2500 جندي أمريكي ما زالوا موجودين في هذا البلد.

وأضاف الرئيس الأمريكي في المكتب البيضوي «سيتعيّن على الأفغان تقرير مستقبلهم وماذا يريدون»، مشدّداً على أن مهمّة «صعبة للغاية» تنتظر القادة الأفغان تتمثل في وضع حدّ للعنف.

والهدف المعلن للبيت الأبيض هو العمل مِن كثب مع الحكومة في كابول، لضمان أنّ أفغانستان «لن تصبح مرّة أخرى ملاذاً لجماعات إرهابية تشكّل تهديداً للأراضي الأمريكية».

لكنّ الأسئلة كثيرة وتثير القلق: هل تستولي طالبان على كابول بعد رحيل آخر الجنود الغربيّين؟ كيف سيتمّ ضمان أمن الدبلوماسيّين الغربيّين ومطار العاصمة؟ ماذا سيحلّ بآلاف الأفغان الذين عملوا مترجمين مع القوات الأمريكيّة؟

ومن باريس، أقرّ وزير الخارجيّة الأمريكي أنتوني بلينكن بأنّ هجمات المتمرّدين على قوات الأمن الأفغانيّة تتكثّف بشكل مقلق.

وقال بلينكن «نشهد تصاعداً للهجمات ضدّ القوّات الأمنيّة الأفغانيّة في بعض المناطق من هذا البلد، مقارنة بالعام الماضي. لكنّ بقاء الوضع على ما هو عليه ما كان سيُساعد. الوضع القائم لم يكن خياراً».

وأضاف «نتابع مِن كثب الوضع على الأرض، بخاصّة ما إذا كانت طالبان جادّة في رغبتها في إيجاد حل سلمي لهذا النزاع».

والتقى الرئيسان الأمريكي والأفغاني بعد ظهر الجمعة في المكتب البيضوي لمناقشة هذه القضايا الشائكة. ولم يتقرّر تنظيم مؤتمر صحفي بعد الاجتماع.

قرر بايدن في أبريل سحب 2500 جندي أمريكي ما زالوا موجودين في أفغانستان بحلول 11 سبتمبر يوم الذكرى العشرين للهجمات التي قادت واشنطن إلى إطاحة نظام طالبان الذي كان يؤوي إرهابيي القاعدة.

وتؤكّد واشنطن عزمها على مواصلة «دعم الشعب الأفغاني». وأعلن البيت الأبيض، الخميس، إرسال ثلاثة ملايين جرعة من لقاح جونسون أند جونسون لمساعدة البلاد على مواجهة جائحة كوفيد-19.

لكنّ عدداً من النواب والخبراء يخشون من أن يستعيد المتمرّدون السيطرة على البلاد، وأن يفرضوا نظاماً أصوليّاً مشابهاً للنظام الذي أقاموه بين عامي 1996 و2001.

إضافةً إلى ذلك، يبدو أنّ أشرف غني يواجه عزلة متزايدة.

وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار، الخميس، إنّ «هذه الزيارة تتعلّق أوّلاً بالتزامنا المستمرّ، ودعمنا الشعب الأفغاني وقوّات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية».

وأضافت أنّ بايدن «سيشدّد على الحاجة إلى الوحدة والتلاحم وضرورة تركيز الحكومة الأفغانية على التحديات الرئيسية التي تواجهها أفغانستان».

ويؤكد دبلوماسي غربي في كابول طلب عدم كشف هويته، أن غني «لا يستمع سوى لثلاثة أو أربعة أشخاص، بينهم مدير مكتبه ومستشاره للأمن القومي وبالطبع زوجته»، معتبراً أنه رجل «حذر من الجميع».

وقال أندرو واتكينز من مجموعة الأزمات الدولية إنّ «غني لا يتمتّع بشرعيّة كبيرة في بلده» ويحتاج إلى «اعتراف دولي» اليوم أكثر من أيّ وقت مضى.

وما زال غني يأمل في إقناع طالبان بأن يقبلوا بدور في حكومة وحدة وطنيّة انتقاليّة، لكن يبدو أن المتمردين الذين يشجعهم تقدمهم العسكري، لا يميلون إلى التفاوض.

ويجري الانسحاب الأمريكي الذي يشمل نحو 2500 عسكري أمريكي و16 ألف متعاقد مدني، بوتيرة حثيثة، ما يثير تكهنات بأنه قد يُنجَز اعتباراً من يوليو أي قبل الموعد النهائي في 11 سبتمبر.