الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

تعليم كورونا.. (1+1=4) في أمريكا اللاتينية

(1+1= 4)... كانت تلك إجابة تلميذة في أمريكا اللاتينية، مما يكشف مدى تدهور التعليم هناك، بعدما أدت جائحة كورونا إلى منع ملايين التلاميذ من التوجه للمدارس، والاقتصار على التعليم عن بعد، بينما تتزايد ظاهرة التسرب من التعليم بشكل مقلق، حسبما كشف تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

فقد سألت السيدة الكولومبية غلوريا فاسكويز (38 عاماً) ابنتها خيمينا (8 سنوات) والتي تراجع مستواها كثيراً، سؤالاً بسيطاً في الرياضيات، عن حاصل جمع (1+1)، وكان جواب الطفلة (1+1= 4). وفي نفس الوقت، ابتعد طفلها مايكول (13 عاماً) عن التعليم، وترك الأوراق التي يرسلها له مدرسوه ليذاكر منها، وهو أقصى ما يفعلونه طوال عام، من أجل العمل مع عمه، في التنقيب وسط القمامة بحثاً عن العلب والزجاجات الفارغة، كي يجمعونها ويبيعونها.

وأشارت الصحيفة إلى أن أمريكا اللاتينية تواجه أزمة في التعليم، وذلك في العام الثاني من جائحة كورونا، فقد عانت أطول فترة إغلاق في المدارس مقارنة بأي منطقة أخرى في العالم، طبقاً لما ذكرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، حيث ظلت المدارس مغلقة لنحو 16 شهراً في بعض المناطق، وبينما عاد الكثير من الطلبة إلى مدارسهم في البلدان الغنية، فإن 100 مليون طفل في أمريكا اللاتينية يتعلمون عن بعد، بشكل كلي أو جزئي.

التسرب من التعليم

وحذر المسؤولون وخبراء التعليم من أن تداعيات تلك الأزمة ستكون مقلقة، خاصة مع التدهور الاقتصادي في المنطقة بسبب الجائحة، وانقطاع العلاقات ما بين التلاميذ والفصول، كما يتسرب الطلاب من المرحلة الابتدائية والثانوية بأعداد كبيرة، من أجل العمل.

وذكرت الصحيفة أن ملايين الطلاب في أمريكا اللاتينية قد يكونون تركوا الدراسة بالفعل، بحسب البنك الدولي.

وفي المكسيك، هجر حوالي 1.8 مليون تلميذ مدارسهم خلال العام الدراسي الجاري، بسبب الجائحة، أو بسبب صعوبة الأوضاع الاقتصادية، طبقاً لوكالة الإحصاءات الوطنية.

وفي الإكوادور ترك حوالي 90 ألف تلميذ في المرحلة الابتدائية والثانوية مدارسهم، بينما تقول بيرو أن العدد يصل لديها إلى 170 ألف تلميذ، كما أن هناك أكثر من 5 ملايين طالب في البرازيل لم يحصلوا على التعليم خلال جائحة كورونا، وهو المعدل الذي قالت اليونيسيف عنه إنه لم يحدث منذ 20 عاماً.

ويخشى المسؤولون من أن الأعداد الحقيقية ربما تكون أكبر من ذلك بكثير لأن عدداً كبيراً من الأطفال ما زالوا مسجلين بشكل رسمي في المدارس، لكنهم ابتعدوا فعلياً عن الدراسة.

أزمة أجيال

ونقلت الصحيفة عن إيمانويلا دي جروبيللو المديرة الاقليمية للتعليم في البنك الدولي قولها «إنها أزمة للأجيال»، وطالبت الحكومات بتشجيع طلابها على التوجه للمدارس بأسرع وقت، وقالت: «أخشى أن الكثير من الأطفال وخاصة الذين لا يملكون جهاز كمبيوتر أو لا يتصلون بالإنترنت، قد يهجرون التعليم إذا اكتشفوا مدى تراجع مستواهم».

وحذر البنك الدولي من أنه إذا لم تنتهِ عمليات الإغلاق ويعود الطلاب قريباً إلى مدارسهم، فقد لا يعود الكثير منهم أبداً للمدارس، كما أن من سيعودون للمدارس سيكونون قد تخلفوا شهوراً أو ربما أعواماً عن الدراسة.

ويخشى بعض المحللين من أن منطقة أمريكا اللاتينية قد تواجه جيلاً من الأطفال الضائعين، مثل المناطق التي عانت لأعوام بسبب الحرب.

وذكرت الصحيفة أن الأعداد الحقيقية وحجم الأزمة التعليمية لن يتم الوقوف عليه إلّا بعد العودة للمدارس.