الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

مايا.. رئيسة تحذر من «سارقي» ثروات أفقر دول أوروبا

مايا.. رئيسة تحذر من «سارقي» ثروات أفقر دول أوروبا

تحوّلت رئيسة مولدوفا (48 عاماً) إلى رمز للتغيير. (أرشيفية)

تختار مولدوفا نواب برلمانها الأحد في انتخابات مبكرة دعت إليها الرئيسة الجديدة مايا ساندو القريبة إلى الأوروبيين، رغبةً منها في تعزيز موقعها في مواجهة منافسيها الدائرين في فلك موسكو.



اعتلت ساندو سدّة الرئاسة نهاية عام 2020، متعهدة بالتصدي للفساد المستشري في هذه الدولة الصغيرة المحصورة بين أوكرانيا ورومانيا والتي تهزّها أزمات سياسية متوالية منذ الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي في 1991.



إلا أنّ مساعي الخبيرة الاقتصادية سابقاً في البنك الدولي والبالغة 48 عاماً، تعرقلها سيطرة حزب الرئيس السابق إيغور دودون على البرلمان.

وفي ختام مواجهة طالت مع النواب، نجحت ساندو في أبريل في حلّ البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة.



وقالت الرئيسة مخاطبة شعبها «أمامكم فرصة للتخلص من السارقين وانتخاب حكومة ملائمة»، مناشدة المواطنين المشاركة.

وأثارت كلمتها حماسة طيف واسع من المولدافيين الذين أرهقهم الفساد.

ويوضح سيرغي غيراسيمتشوك الخبير في الشؤون المولدافية في مركز دراسات «المنظور الأوكراني» في كييف، أنّ «ساندو في حاجة إلى غالبية» من أجل «تنفيذ الإصلاحات الموعودة على صعيدي مكافحة الفساد والاندماج مع أوروبا».



و«تحوّلت رئيسة مولدوفا إلى رمز للتغيير»، وفق الباحث في العلوم السياسية أليكسي تولوبر.



وأوضح أنّ «في مولدوفا حيث صار الفساد وسيلة للحياة لا جريمة، يتطلع الناس إلى أن تأخذ دولتهم أخيراً المسار المناسب بعد 30 عاماً من التآكل».

بيد أنّ هذه الحماسة لا تشمل الجميع. ففاديم، المتقاعد الستيني في كيشيناو، يعتبر أنّ «مولدوفا دولة سوفييتية، أوروبا غريبة علينا».



وستكون أمام ساندو فرصة لتشكيل ائتلاف حكومي مع كتلة رجل الأعمال الشعبوي ريناتو أوساتي المرشحة لدخول البرلمان، وذلك في حال أخفقت في تحقيق غالبية مطلقة.

ويجزم العديد من المحللين بأنّ اقتراع الأحد سيوجّه ضربة قوية لموسكو الراغبة في إبقاء مولدوفا ضمن دائرة نفوذها.

ويعرب سيرغي غيراسيمتشوك عن قناعته بأنّ «الغالبية البرلمانية ستكون موالية لأوروبا والتأثير الروسي سيضعف».



وعادة ما تتأرجح هذه الجمهورية السوفييتية السابقة ذات الـ2,6 مليون نسمة، بين دعاة التقارب مع موسكو والآخرين الساعين إلى دخول الاتحاد الأوروبي، في ضوء النتائج المنبثقة عن الانتخابات.

وسبق لساندو أن استفزت الكرملين بدعوتها إلى مغادرة القوات الروسية «ترانسدنيستري»، المقاطعة الانفصالية الخارجة عن سيطرة مولدوفا منذ نحو 30 عاماً. ودعت إلى انتشار مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مكانهم.

ويتنافس 20 حزباً وكتلتان انتخابيتان على مئة ومقعد برلماني واحد لولاية من 4 سنوات. ويتطلب دخول البرلمان حيازة 5% و7% من الأصوات على التوالي.

وكانت مولدوفا جزءاً من السلطنة العثمانية لوقت طويل، ثم دخلتها روسيا قبل ضمّها إلى رومانيا في مرحلة سبقت تحوّلها عام 1940 إلى جمهورية مولدافيا الاشتراكية السوفييتية. حازت على استقلالها عند تفكك الاتحاد السوفييتي في 1991.

وغالبا ما تنعت مولدوفا بأنّها واحدة من أفقر دول أوروبا إلى جانب أوكرانيا.

تشير أرقام البنك الدولي لعام 2020 إلى بلوغ الناتج المحلي للفرد 4550 دولاراً أمريكياً سنوياً، ما يناهز الثلث في رومانيا ويقلّ بثماني مرات عن فرنسا.

تفتقر هذه الدولة إلى موارد طبيعية وتعتمد كثيراً على جاليتها. لكنّ تدفق مئات آلاف من سكانها إلى الخارج، بين روسيا والاتحاد الأوروبي، أثار نزيفاً لليد العاملة رغم التحويلات المالية التي يوفّرونها.