الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

بعد غزة.. احتجاجات كوبا تدفع بايدن لتغيير أولوياته

بعد غزة.. احتجاجات كوبا تدفع بايدن لتغيير أولوياته

الشرطة تعتقل أحد المتظاهرين المناهضين للحكومة في هافانا. (أ ف ب)

حدد الرئيس الأمريكي جو بايدن أولويات إدارته، ولم يكن من بينها تعديل سياسة بلاده تجاه كوبا، بعدما صنفها سلفه دونالد ترامب بأنها دولة راعية للإرهاب، لكن المظاهرات الأخيرة التي شهدتها كوبا خلال عطلة نهاية الأسبوع، أثارت تساؤلات حول "هل سيغير بايدن سياساته ويجعل كوبا من أولوياته؟".

وذكر تقرير نشره موقع "بوليتيكو"، أن الإشارات التي صدرت عن إدارة بايدن، في مستهل توليه منصبه، بشأن سياساته تجاه كوبا، كانت تشير إلى أن كوبا ليست من أولويات إدارته، وهو ما قالته المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي في مارس الماضي قائلة "التحول في السياسة تجاه كوبا ليس على رأس أولويات الرئيس بايدن"، وكررت نفس الموقف بعد تنحي الزعيم الكوبي راؤول كاسترو عن قيادة الحزب الشيوعي في كوبا.

تأثير المظاهرات



وكان الآلاف قد خرجوا للشوارع في مظاهرات الأحد في كوبا، في احتجاجات على نقص المواد الغذائية والأدوية، بينما تمر البلاد بأزمة اقتصادية قاسية، كما طالبوا بإنهاء سيطرة "الديكتاتورية" المستمرة منذ عام، فوصفها بايدن بأنها "نداء من أجل الحرية"، إلا أن ذلك أثار التساؤلات حول وضع ومستقبل سياسة بلاده تجاه كوبا، فهل سيشجع بايدن وإدارته المظاهرات الكوبية، وهل يمكن أن يفرض عقوبات جديدة بخلاف العقوبات التي فرضها ترامب على كوبا، للضغط على قادتها.


وتعد كوبا هي ثاني مثال يوضح أن إدارة بايدن قد تحيد عن أولياتها، ففي وقت سابق من العام الجاري، وجد بايدن وإدارته أنه يجب عليهم الانخراط في التعامل مع الحرب التي نشبت في غزة، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة، بعدما كانت إدارته قد أوضحت أنها ستقلل من انخراطها في هذا الصراع.

موجة هجرة

ونقل التقرير عن اثنين من المقربين من مسؤولي إدارة بايدن، أحدهما محلل في شؤون كوبا، أن فريق إدارته كان يفكر قبل اندلاع المظاهرات الأخيرة في كوبا، في طرق للتخفيف من معاناة الأهالي في كوبا، مثل تخفيف قيود السفر إليها، والقيود المفروضة على التحويلات المالية إلى الأهل والأقارب المقيمين بها، وهي أمور ناقشها بايدن بنفسه خلال حملته الانتخابية.

وأضاف المحلل "الإدارة كان لديها قلق تجاه الأزمة الإنسانية في كوبا، واحتمال أن تؤدي إلى موجة هجرة، والآن بدأ البيت الأبيض ينتبه للوضع في كوبا".

وقال التقرير إنه خلال الأشهر الماضية، كان عدد المهاجرين من كوبا قد زاد بشكل واضح، كما تم اعتراض هجرة 500 مواطن من كوبا وإعادتهم، خلال العام المالي الحالي، بعدما كان العدد 49 فقط في عام 2020، وكان 313 في 2019، طبقاً لإحصاءات خفر السواحل الأمريكية.

وكان بعض القادة بالحزب الجمهوري، ومنهم السيناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو قد أعرب عن مخاوفه من أن تبدأ الحكومة الكوبية تشجيع مواطنيها على الهجرة الجماعية لأمريكا مثلما حدث في عام 1994، عندما شهدت كوبا احتجاجات واسعة، إلا أن الخبراء يستبعدون فكرة لجوء الكوبيين إلى الهجرة بحراً بشكل واسع إلى أمريكا، نظراً لأن واشنطن لم تعد سياساتها مرحبة بالكوبيين عند وصولهم إلى الأراضي الأمريكية.

وحتى الآن فإن أكبر حلفاء بايدن في الكونغرس ما زالوا يدعمون تحركاته بالإبقاء على العقوبات والقيود التي فرضها ترامب على كوبا، كما أن مظاهرات كوبا تأتي في وقت تشتعل فيه الأوضاع في هاييتي بعد مقتل رئيسها، في ظل مخاوف في أمريكا من حدوث موجة هجرة من هاييتي إلى أراضيها.