الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

رفع القيود.. هل تسعى بريطانيا إلى الوصول لمناعة القطيع؟

رفع القيود.. هل تسعى بريطانيا إلى الوصول لمناعة القطيع؟

فيروس كورونا في بريطانيا أصبح عدوى إلى حد كبير بين الشباب - EPA.

زعم مستشار صحي بالحكومة البريطانية أن النهج البريطاني بتخفيف قيود كورونا المتبقية هو تحرك متعمد من قبل بعض الوزراء الذين يريدون السماح للعدوى بالانتشار بين الشباب في محاولة لتعزيز مستويات المناعة لتفادي مواجهة ضغوط محتملة على القطاع الصحي وتحقيق مكاسب سياسية مع حلول فصل الشتاء وفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية.

وتأتي هذه المزاعم بعد تخفيف قيود كورونا المتبقية في بريطانيا يوم الاثنين الماضي، ورفع جميع القواعد المتعلقة بالتباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة على الرغم من استمرار ارتفاع معدلات العدوى.

وأثار العلماء مخاوف من إعادة فتح الأماكن المزدحمة، وإلغاء التباعد دون إجراء اختبار لكورونا أو الوصول إلى نسبة تطعيم عالية بين السكان، وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الاثنين إن جوازات سفر كورونا ستكون مطلوبة لمثل هذه الأماكن ولكن لن تكون جاهزة قبل نهاية سبتمبر.


إصابة أكبر عدد




وقال البروفيسور روبرت وست من جامعة كوليدج لندن إن قرار الحكومة البريطانية يوضح رغبتها في إصابة أكبر عدد ممكن من الأشخاص بالعدوى في أسرع وقت ممكن مع استخدام خطاب توخي الحذر كوسيلة لإلقاء اللوم على الجمهور فيما يتعلق بالعواقب.

وقال ويست: "يبدو أن الحكومة تتجاهل الضرر الذي سيلحق بالصحة وخدمات الرعاية الصحية من أجل رأس المال السياسي الذي ستكسبه من هذا النهج".

وأوضح أن موجة كبيرة من العدوى إلى جانب برنامج التلقيح الشامل ستدفع بريطانيا إلى الاقتراب من مناعة القطيع، وهي المرحلة التي سيصبح فيها لدى عدد كافٍ من السكان مناعة ضد الفيروس.

ومن غير الواضح حدود عتبة مناعة القطيع اللازمة في ظل انتشار سلالة دلتا، ولكن العلماء يقدرون أنه يجب أن يحصل 85% من السكان على المناعة الكافية.

ونفى وزراء الحكومة البريطانية مراراً وتكراراً أن تحقيق مناعة القطيع من خلال ارتفاع الإصابات هو هدف لديهم.

إزالة القيود



وخففت بريطانيا الاثنين أغلب القيود كالتباعد الاجتماعي، ونظام العمل من المنزل بالإضافة إلى ارتداء الكمامات.

ودفعت هذه الخطوات إلى سلسلة من الدعوات التي تحث على ارتداء الكمامات في وسائل النقل العام، كما أن رفع القيود على التجمعات في الأماكن المغلقة يسمح بإعادة فتح جميع الشركات.

وتظهر بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية، أن فيروس كورونا في بريطانيا أصبح عدوى إلى حد كبير بين الشباب، وتعد الحالات في الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 11 و16 عاماً أكثر شيوعاً بأربعة أضعاف تقريباً وفي الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً تقريباً 6 أضعاف الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 50 و69 عاماً.

وعلى الرغم من أن خطر الإصابة بالمرض منخفض بشكل عام، إلا أن الشباب قادرون على المساعدة في تأجيج الوباء لفترة طويلة، ما يؤدي إلى زيادة الحالات لدى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.

وأعرب البروفيسور جون دروري، وهو عالم نفس اجتماعي بجامعة ساسكس عن قلقه إزاء التغييرات التي دخلت حيز التنفيذ يوم الاثنين.

وأوضح دروري أن الأبحاث الحديثة أظهرت أن الجماهير لديها وعي بشأن المخاطر وكيفية التصرف، حيث إن الجمهور لم يعزف فقط عن ارتداء الكمامات، بل تجنب الأماكن المزدحمة أيضاً.

وأضاف أن ذلك كان له تأثير واضح على السلوك العام، على الرغم من أن أولئك الذين تخلوا عن احتياطات الوقاية من كوفيد-19 أقلية كبيرة وليسوا أغلبية.

وتابع: "لحسن الحظ يدرك الكثير من الناس ارتفاع معدلات الإصابة والمخاطر التي يتعرض لها الكثير من الناس في المجتمع، بما في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، ويستمرون في ارتداء الأقنعة والابتعاد عن الأماكن المكتظة".

وقال متحدث باسم الحكومة أن مناعة القطيع لم تكن أبداً جزءاً من استراتيجية الحكومة في سبيل مكافحة الوباء، وأوضح أن النهج هو حماية المؤسسات الطبية والرعاية الاجتماعية وإنقاذ الأرواح، وضمان تلقيح أكبر عدد ممكن من الأشخاص لغاية تعلم التعايش مع كوفيد-19.