الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

باحث بريطاني يروي تفاصيل الإخفاقات الأولى خلال أزمة كورونا

قال الباحث الطبي البريطاني جيريمي فارار، عضو المجموعة الاستشارية العلمية لحالات الطوارئ في بريطانيا، إن مصدر فيروس كورونا لا يمكن تحديده بشكل قاطع، مشيراً إلى أن ميزان الأدلة العلمية بات يميل بقوة إلى المنشأ الطبيعي للفيروس.



وأضاف في مقابلة أجرتها معه صحيفة الغارديان البريطانية، أن الصين تأخرت في إبلاغ العالم بوجود الوباء لمدة شهر، ومع ذلك بحلول 20 يناير 2020 كان لدى خبراء الصحة العامة معلومات كافية لطريقة التعامل مع الوباء، إلا أن الاستجابة في معظم أنحاء العالم خاصة بريطانيا كانت بطيئة جداً.

وأكد أن تأخير الاستجابة الذي جرى في البداية كان له تأثير كبير في انتشار الوباء أكثر من التأخيرات اللاحقة.

المنظمة والوباء

وقال جيمي فارار الذي يترأس أيضاً مجموعة استشارية تابعة لمنظمة الصحة العالمية، كما أنه يعمل أستاذاً في جامعة أكسفورد، عن أداء المنظمة خلال الوباء، إنه تم تقويضه بشكل منهجي على مدى الـ20 عاماً الماضية، وبالتالي لم يكن لديها ما يكفي من التمويل ولذلك فهي منظمة مقيدة للغاية، وعلى الرغم من ذلك كان أداؤها جيداً طوال فترة الوباء.

مناعة القطيع



أشار فارار، إلى أن استراتيجية مناعة القطيع لا يمكن تحقيقها دون أن تمرض نسبة كبيرة من المجتمع وبالتالي حدوث معدل عالٍ من الوفيات، حيث لا يتم تحقيقها دون حصول 80% من السكان على المناعة.

أوضح أنه كان هناك انفصال واضح بين المشورة العلمية وما تتم مناقشته داخل الوزارات الحكومية البريطانية، حيث إذا تحدثنا عن إصابة 80% من البريطانيين، وسنفترض أنه يموت منهم 1%، فإننا نتحدث عن نصف مليون شخص سيموتون، وهو رقم ليس بالصغير.

عواقب تأخر الإغلاق



تطرق فارار إلى تأخر الحكومة البريطانية في فرض الإغلاق عن غيرها من الدول الأوروبية، وأكد أنه طالب في منتصف مارس 2020 بأن تحذو بريطانيا حذو إيطاليا وفرنسا وتطبق حالة الإغلاق.

وأشار أيضاً إلى أن تأخر بريطانيا في تطبيق الإغلاق حتى 23 مارس كان له عواقب شديدة، فلو تم الإغلاق في 13 أو 14 مارس، كان من الممكن إنقاذ آلاف الأرواح، وأكد أن اتخاذ هذا الإجراء كان بلا شك أمراً صعباً من الناحية السياسية.

وأوضح أيضاً أن الخطأ تكرر مرة أخرى في الخريف الماضي على الرغم من تحذير الخبراء وتوقعاتهم الدقيقة بشأن الوباء، مشيراً إلى أنه من الواضح أن تطبيق الإغلاق في سبتمبر الماضي كان من شأنه أن يجنبنا العديد من الموجات اللاحقة، وكان سيمكن بريطانيا من إدارة الفترة بين أكتوبر إلى مارس 2021 بشكل أفضل بالإضافة إلى إنقاذ الكثير من الأرواح.

يعتقد جيمي أنه يجب إجراء تحقيق عام في بريطانيا بسبب التقصير الذي حصل منذ بداية الوباء، وأكد أن ذلك ليس بهدف إلقاء اللوم على شخص معين، ولكن لأنه ستتم مواجهة المزيد من الأزمات، وبالتالي إهمال الصحة العامة، وتشغيل هيئة الخدمات الوطنية الصحية في حدود الكفاءة، أمر يجب أن نفكر به فيما يتعلق ببناء قدر أكبر من المرونة في النظام الصحي.

وأوضح أن التحقيق العام يحتاج إلى النظر على نطاق واسع في أحداث السنوات الخمس إلى العشر الماضية التي سبقت الأزمة ثم اتخاذ القرار في الأزمة.