الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

فيضانات وحرائق.. التغير المناخي يكشف هشاشة المدن الكبيرة

فيضانات وحرائق.. التغير المناخي يكشف هشاشة المدن الكبيرة

دخان كثيف يتصاعد من غابات سيبيريا في روسيا. (أ ف ب)

تستعر حرائق الغابات في جزيرة سردينيا جنوب إيطاليا، ومناطق أخرى من جنوب القارة الأوروبية، وتزيد الرياح القوية وموجة الجفاف من سرعة انتشارها، بينما أغرقت الأمطار الغزيرة أجزاء من العاصمة البريطانية لندن، وقبلها مدناً في ألمانيا وبلجيكا فيما يكشف عن أن مدناً كبيرة حول العالم ليست مستعدة لمواجهة ظواهر التغير المناخي التي تجتاح العالم.

صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية قالت إن سلطات جزيرة سردينيا، أعلنت حالة الطوارئ الأحد، بعدما التهمت الحرائق مئات الآلاف من الأفدنة، وأجبرت السلطات على إجلاء حوالي 1500 شخص، ونقلت شبكة يورو نيوز عن رئيس إقليم سردينيا، كريستيان سوليناس قوله «إن الحرائق تعد كارثة غير مسبوقة، ودمرت عشرات الآلاف من الزراعات، وأحرقت المنازل والمحال التجارية، وقتلت الماشية».

وطلب سوليناس طائرات إضافية لمكافحة الحرائق، من الدول الأوروبية، واستجابت فرنسا واليونان وأرسلتا 4 طائرات خاصة بمكافحة الحرائق.

كما اشتعلت حرائق أخرى، وسقطت أمطار غزيرة أيضاً على بعض أجزاء من القارة الأوروبية، بعد أيام من الفيضانات التي أغرقت المنازل والشوارع في ألمانيا وبلجيكا، مؤدية لمصرع حوالي 200 شخص.

ففي شمال شرق إسبانيا، اندلعت حرائق قوية مساء السبت، لتلتهم حوالي 3 آلاف فدان، في منطقة لا تبعد إلا حوالي 62 كم غربي مدينة برشلونة، كما اندلع حريق آخر في منطقة الغابات الجافة في جنوب فرنسا يوم السبت.

تداعيات متكررة

ويقول العلماء إن الطقس المتطرف والذي يؤدي إلى الحرائق والفيضانات أصبح متكرراً بشكل متزايد، بسبب تداعيات التغير المناخي.

وذكر تقييم نشرته الوكالة الأوروبية الشهر الماضي أن «توقعات تغير المناخ تشير إلى أن الارتفاع في درجات الحرارة، وزيادة موجات الحر، والجفاف، في أغلب منطقة البحر المتوسط، وبصفة عامة في جنوب أوروبا، قد يزيد من طول فترة موسم الحرائق، ومن المساحة المعرضة لخطر اندلاع الحرائق القوية، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة التصحر».

وعلى صعيد متصل، أغرقت الأمطار عدة أجزاء من العاصمة البريطانية لندن، لتتحول الشوارع إلى أنهار، أغرقت السيارات، وتم الاستعانة بالمروحيات لإنقاذ ركاب الحافلات، بينما غرقت محطات القطارات، ما أدى إلى فوضى في حركة السفر، وفقاً لتقرير نشرته شبكة (CNN) الأمريكية.

وأوضح التقرير أن الفيضانات اجتاحت العاصمة البريطانية، في عطلة نهاية الأسبوع، وهو ما يؤكد على أن أكبر المدن وأغناها معرضة للخطر، وليست مستعدة لمواجهة تداعيات الطقس المتطرف، والذي أصبح شائعاً بسبب التغير المناخي.

تحذيرات سابقة

وكان خبراء البنية التحتية والطقس، قد حذروا خلال السنوات الماضية، من أن لندن، مثلها مثل باقي المدن الكبيرة، ليست مستعدة لمواجهة التغير المناخي، حيث إن هناك أجزاء عديدة من المدينة بنيت فوق نظام صرف لا يستطيع تحمل الأمطار الغزيرة.

ووفقاً لسلطة لندن الكبرى، فإن 17% من مساحة لندن تواجه خطراً كبيراً أو متوسطاً، بسبب الفيضانات، وأن أكثر من مليون شخص في العاصمة البريطانية يعيشون في سهل فيضان.

وبينما أقامت سلطات لندن الحواجز الضخمة على نهر التايمز، لحمايتها من فيضانه، إلا أن تلك الحواجز لا تفعل شيئاً بالنسبة للأمطار الغزيرة المفاجئة، والتي أصبحت شائعة بسبب ارتفاع درجة الحرارة.