الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

«إنذار أحمر للبشرية»: التغيرات المناخية غير مسبوقة.. لا مكان للفرار

«إنذار أحمر للبشرية»: التغيرات المناخية غير مسبوقة.. لا مكان للفرار

مناخ الأرض سيزداد سخونة.. والبشر هم المسؤولون. (أ ف ب)

للاطلاع على الانفوغراف بالدقة العالية اضغط هنا

وصف تقرير طال انتظاره ونشرته -اليوم الاثنين- لجنة علمية تابعة للأمم المتحدة التغيرات المناخية الأخيرة بأنها «غير مسبوقة»، وأكد مسؤولية النشاط البشري عنها.

وجاء في التقرير الصادر عن «الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ» أن «نطاق التغيرات الأخيرة في جوانب النظام المناخي ككل... غير مسبوقة منذ قرون أو عدة آلاف من السنين».

وكتب واضعو التقرير أنه في ضوء الأدلة المتاحة، فإن لديهم «ثقة عالية» في أن تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كانت أعلى في عام 2019 مما كانت عليه في أي مرحلة خلال مليوني عام على الأقل، كما أن درجة حرارة سطح الأرض «ارتفعت منذ عام 1970 بشكل أسرع مقارنة بأي 50 عاماً أخرى خلال الألفي عاماً الماضية على الأقل».



وقام 234 خبيراً من 66 دولة بكتابة التقرير الأكثر شمولاً الذي تصدره اللجنة التابعة للأمم المتحدة منذ عام 2013.

وأشار الخبراء إلى أنه «من المرجح جداً» أن يكون التأثير البشري هو السبب الرئيسي لانحسار الأنهار الجليدية حول العالم على مدار العقود الثلاثة الماضية، وذوبان الغطاء الجليدي الهائل في جرينلاند، وتراجع الغطاء الثلجي الربيعي في أمريكا الشمالية.

وستكون مثل هذه الحوادث مستقبلاً غير مسبوقة في تاريخ البشرية من حيث «الحجم» و«التكرار» والوقت من العام الذي تضرب فيه أو المنطقة الجغرافية المتأثرة، كما يقول العلماء.

ووفقاً للتقرير الذي وصفته الأمم المتحدة بـ«الإنذار الأحمر للبشرية»، فإن مناخ الأرض يزداد سخونة، حتى إن درجات الحرارة خلال عقد من الزمان قد تتجاوز مستوى الاحترار الذي سعى قادة العالم إلى منعه منذ اتفاق باريس.

وتنبأ التقرير بأن يصل الاحترار العالمي إلى 1,5 درجة مئوية، مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية قرابة عام 2030، أي قبل 10 سنوات من آخر التقديرات الذي وضعت قبل 3 سنوات.



وقالت ليندا ميرنز، المؤلفة المشاركة للتقرير، عالمة المناخ في المركز القومي لأبحاث الغلاف الجوي بالولايات المتحدة: «من المؤكد أن الأمور ستزداد سوءاً. لا أرى أي منطقة آمنة... لا مكان للفرار، لا مكان للاختباء».

التقرير الرسمي وصف تغير المناخ بأنه من صنع الإنسان وشيء «لا لبس فيه»، وتوقع درجات حرارة أكثر سخونة خلال القرن الحادي والعشرين، مقارنة بالتقرير السابق الصادر عام 2013.

وأوضح التقرير أن النشاطات البشرية تسببت في ارتفاع درجة الحرارة 1,1 درجة تقريباً منذ القرن التاسع عشر. وقالت فاليري ماسون ديلموت، الرئيسة المشاركة لمجموعة الخبراء التي طورت هذا النص: «من الواضح منذ عقود أن نظام مناخ الأرض يتغير ودور التأثير البشري في النظام المناخي لا جدال فيه».

واعتبر خبراء المناخ أن بعض عواقب الاحترار المناخي، بما فيها ذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه البحر ستبقى «غير قابلة للعكس لقرون أو آلاف السنين».

وبغض النظر عن معدل انبعاثات غازات الدفيئة في المستقبل، فإن مستوى المحيطات سيستمر في الارتفاع «لقرون بل لآلاف السنين»، خصوصاً في ظل تسارع وتيرة ذوبان القمم الجليدية، وفقاً للتقرير الذي يقدر أن يرتفع مستوى سطح البحر إلى متر بحلول عام 2100.



وحذر المسؤولون من أن قدرة الغابات والتربة والمحيطات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون المنبعث من النشاطات البشرية من المرجح أن تتراجع مع استمرار الانبعاثات، وهو أمر يهدد الجهود المبذولة للحد من ظاهرة الاحترار المناخي.

وعلى مدى العقود الستة الماضية، نجحت مصارف الكربون هذه في إزالة 56% من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من النشاطات البشرية من الغلاف الجوي، ما يحد من ظاهرة الاحترار المناخي. لكنها قد تصبح «أقل فعالية» في المستقبل.