الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

أدلة جديدة.. كيف تساهم حرائق الغابات في ارتفاع إصابات كورونا؟

أدلة جديدة.. كيف تساهم حرائق الغابات في ارتفاع إصابات كورونا؟

ربط الباحثون 41% من وفيات كوفيد-19 بمستويات عالية من دخان حرائق الغابات - أب.

توصل فريق من الباحثين في جامعة هارفارد الأمريكية إلى أن هناك ارتباطاً بين التعرض لمستويات مرتفعة من تلوث الجسيمات الدقيقة المصاحبة لدخان حرائق الغابات، وارتفاع حالات الإصابات والوفيات بفيروس كورونا.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن بعض المقاطعات في ولاية كاليفورنيا وواشنطن التي تعرضت لحرائق الغابات بشدة العام الماضي كانت إصابات كورونا المتزايدة فيها مرتبطة بالتلوث.

وخلصت دراسة قام بها فريق هارفارد نشرت أمس الجمعة في مجلة Science Advances إلى أن ما يقارب من 20% من حالات الإصابة بكوفيد-19 مرتبطة بارتفاع مستوى دخان حرائق الغابات في بعض المقاطعات في ولاية كاليفورنيا وواشنطن التي تعرضت لحرائق الغابات بشدة العام الماضي، ووجد الباحثون أيضاً أنه يمكن ربط نسبة الوفيات التي كانت عالية في مقاطعات معينة بدخان الحرائق.

وقالت فرانشيسكا دومينيتشي، أستاذة الإحصاء الحيوية في جامعة هارفارد، التي شاركت في تأليف الدراسة عن التفاعل بين الدخان الناتج عن الحرائق وفيروس كورونا، إنه من الواضح بشكل عام أنه مزيج خطير للغاية، وأشارت إلى أن الأمر مخيف، وذلك لأننا ما زلنا مستمرين في مواجهة حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم.

بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في أجزاء من الغرب الأمريكي، كان الوباء مجرد واحد من الكوارث التي واجهوها العام الماضي.

كاليفورنيا



وفي عام 2020، شهدت ولاية كاليفورنيا 5 من أكبر 6 حرائق غابات في تاريخ الولاية الحديث، وهي مجموعة قياسية من الحرائق الضخمة التي ضربت الولاية، لتحتل المرتبة الثانية في قائمة أكبر الحرائق.

وغطى الدخان الناتج عن هذه الحرائق وعشرات الحرائق الأخرى الولايات الغربية العام الماضي، إذ حطمت أعمدة الدخان التي انطلقت في المدينة الأرقام القياسية في ولايتي أوريغون وواشنطن.

ووجدت دراسات سابقة أدلة على أن تلوث الهواء يمكن أن يزيد من حدة أعراض كوفيد-19، ويسرع من انتشار السلالة الجديدة من فيروس كورونا، على الرغم من عدم الوصول للآلية التي يتفاعل من خلالها الفيروس مع الجسيمات.

وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها على موقعها الإلكتروني، إن دخان الحرائق من الممكن أن يهيج الرئتين ويجعلهما أكثر عرضة للإصابة بعدوى الرئة التي يسببها الفيروس.

دراسات سابقة تؤكد



ووجدت دراسة نشرت هذا العام من قبل علماء في معهد أبحاث الصحراء في نيفادا، أن معدل الإصابات بفيروس كورونا في مقاطعة واشو بولاية نيفادا، زاد بشكل ملحوظ خلال فترات ارتفاع معدل دخان الحرائق المرتبطة بالغابات، بينما سعت الدراسة التي أجراها خبراء هارفارد إلى تحديد العلاقة.

التلوث مرتبط بوفيات كوفيد

وللتحقق من العلاقة بين الدخان وكوفيد-19، قام الباحثون من جامعة هارفارد بتطوير نماذج إحصائية لتحليل البيانات من 92 مقاطعة في ولايات كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن حيث اندلعت حرائق الغابات بين مارس وديسمبر 2020.

وأظهرت الدراسة أنه في تلك الولايات الثلاث، توفي أكثر من 73000 شخص بسبب الوباء.

وجمع الباحثون عدة معلومات حول حالات كوفيد-19، والوفيات في تلك المقاطعات بمرور الوقت، واستخدموا أجهزة استشعار الأقمار الصناعية لتتبع وقت اشتعال حرائق الغابات وأجهزة استشعار على مستوى الأرض لتتبع مستويات الجسيمات الدقيقة المعروفة باسم PM2.5 وهي المادة الأساسية الملوثة في دخان حرائق الغابات.

وبعد جمع المعلومات، أعطى الخبراء مدة شهر للسماح بالتأثيرات الصحية للتطور بعد الإصابة، وقالت دومينيتشي إن نماذجهم أخذت أيضاً في الاعتبار المتغيرات الأخرى كالطقس والسكان والاتجاهات العامة في الوباء للسيطرة على العوامل التي قد تحرف النتائج.

ووجد الدراسة دليلاً قوياً على وجود صلة بين الزيادات في الجسيمات، ومخاطر حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 والوفيات.

وأفادت الدراسة بأنه في بعض المقاطعات كانت النسبة المئوية للعدد الإجمالي لحالات كورونا مرتفع بالإضافة إلى وفيات كورونا التي كانت بسبب ارتفاع مستوى PM2.5 بشكل كبير.

وأظهرت مقاطعات بوت في ولاية كاليفورنيا، وويتمان في ولاية واشنطن، بعضاً من أكبر تأثيرات دخان حرائق الغابات على حالات كوفيد-19، حي وجدت نماذج الدراسة أن 18.2% من حالات كورونا في ويتمان العام الماضي و17.3% من حالات بوت مرتبطة بسوء جودة الهواء في الأيام التي اندلعت فيها حرائق الغابات

.

ومع اندلاع حرائق الغابات في مناطق شاسعة من الغرب الأمريكي في السنوات الأخيرة، واجهت سلطات الصحة العامة، بشكل متزايد حالات مرضية مرتبطة باستنشاق جرعات كبيرة من الدخان، وقال المسؤولين الصحيون، إن الدخان يفاقم من أمراض الجهاز التنفسي كالربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، ومن الممكن أن يكون لها عواقب مترتبة على الصحة العقلية بما في ذلك أمراض القلق والاكتئاب التي تأتي مع العيش تحت غطاء من الدخان.

وقالت كايتلين كيلي المختصة في معايير جودة الهواء في وزارة الصحة بولاية واشنطن، في بحث أجري العام الماضي، أظهرت الأدلة أن الدخان يمكن أن يؤدي إلى آثار صحية أسوأ لمرضى كوفيد-19. وفي حال استنشق المصاب بفيروس كورونا دخان الحرائق الناتج عن الغابات سيؤدي إلى تفاقم الأعراض لديه.

وقالت إيرفا هيرتز بيكيتو، عالمة الأوبئة البيئية بفرع جامعة كاليفورنيا في ديفيس، والتي تدرس الآثار الصحية لدخان حرائق الغابات، إنه عندما يكون هناك المزيد من الجزيئيات في الهواء، فإن هذه الميكروبات لديها بالفعل فرصة أكبر للوصول الرئتين.

وفي مقاطعة بوتي، على سبيل المثال، ربط الباحثون 41% من وفيات كوفيد-19 بمستويات عالية من دخان حرائق الغابات، حيث كان هناك نحو 14000 حالة إصابة بالفيروس و200 حالة وفاة في مقاطعة بوت أثناء الوباء، وفقاً للبيانات التي جمعتها واشنطن بوست.