السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

فيضانات وجفاف.. أزمة المياه العالمية تتفاقم مع انهيار المناخ

فيضانات وجفاف.. أزمة المياه العالمية تتفاقم مع انهيار المناخ

فيضانات في القرم شهر أغسطس.(ا ف ب)

ستزداد الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات سوءاً، حيث يؤدي الاحترار العالمي إلى تعطيل دورة المياه على كوكب الأرض، وفقاً لأكبر تقييم حول علوم المناخ حتى الآن، نشرت نتائجه صحيفة الغارديان البريطانية اليوم الثلاثاء.

فقد أوضح تقرير أصدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أنه من المرجح أن يتم خلال العقدين القادمين، زيادة درجة حرارة كوكب الأرض، بمقدار درجة ونصف مئوية، وهو ما سيصاحبه تغيرات كبيرة في دورة المياه في كوكب الأرض.

ومن المتوقع بالنسبة للمناطق التي بها مياه، أن تتعرض لكميات أكبر من المياه، بينما سنجد أن المناطق القاحلة، ستكون معرضة للمزيد من الجفاف، كما أن هطول الأمطار سيزيد بنسبة 7% مع كل زيادة في درجة الحرارة بمقدار درجة واحدة مئوية.

وقال البروفيسور مايك ميريديث، المؤلف الرئيسي لتقرير الهيئة: «مع استمرار زيادة درجة حرارة الكوكب بسبب الاحتباس الحراري، فإن الغلاف الجوي يمكن أن يحتفظ وينقل المزيد من الرطوبة، ولذلك فإننا نتوقع على نطاق واسع أن نرى تسارعاً في الدورة الهيدرولوجية (حركة الماء بين المحيطات وسطح الأرض والغلاف الجوي)، مثل زيادة تبخر المياه في المناطق الاستوائية، ما سيؤدي إلى زيادة هطول الأمطار الغزيرة في المناطق المعرضة حاليا للأمطار، بخلاف زيادة وقوع الفيضانات وشدة قوتها».

وأضاف «هناك بالفعل أدلة على أننا نشهد مثل هذه التغييرات، ففي بعض المناطق الجافة، يزداد تعرضها للجفاف بشكل أكثر حدة، ولفترات أطول، وتلك المخاطر يمكن أن يصاحبها ظواهر مثل زيادة مخاطر اندلاع حرائق الغابات، وهو ما نشهده حالياً بالفعل».

من جانبه، قال المدير المشارك لمعهد غرانثام للتغير المناخي، بالكلية الملكية في لندن، البروفيسور رالف تومي: «كلما زادت درجة الحرارة، كلما زاد تبخر المياه، وهو ما يعني زيادة الجفاف بالإضافة إلى زيادة هطول الأمطار».

وأضاف: «ستظهر تلك التأثيرات في شتى أنحاء المعمورة، مثل الجفاف الذي يعد مشكلة متفاقمة في غرب وجنوب الولايات المتحدة، وفي الهند ستصبح الرياح الموسمية أكثر تقلباً، أما منطقة جنوب الصحراء الأفريقية فمن المرجح أن تتعرض لنوبات أشد من الجفاف في العديد من مناطقها، بينما تقع الفيضانات ويحدث الجفاف في الصين والقارة الأوروبية».

وتعتبر التغيرات في هطول المطر أحد أبرز تأثيرات أزمة التغير المناخي، والتي ركز عليها التقرير، كما أن مناقشات موسعة حول التأثيرات المتوقعة للتغير المناخي على المياه ستصدر في الجزء الثاني من التقرير في شهر فبراير المقبل.

من جانبه، قال المحلل البارز للسياسات حول التغير المناخي، في منظمة «ووتر ايد» الخيرية، جوناثان فار: «هذه التأثيرات حول أنظمة المياه تسبب دماراً في حياة الملايين حول العالم، وتزيد الفقر، وتؤدي إلى مشكلات بالمجتمعات، وتحول الحياة إلى صراع يومي بالنسبة للفئات الضعيفة».

وأضاف أن اجتماع حكومات العالم في الدورة 26 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في نوفمبر المقبل في غلاسكو، يجب أن يشهد اتخاذ إجراءات ليس فقط بالنسبة للانبعاثات، ولكن أيضاً بالنسبة لتقديم الدعم للدول الفقيرة للتعامل مع تأثيرات التغير المناخي التي بدأت تحدث بالفعل.