الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

ترامب.. من الترحيب باللاجئين الأفغان إلى التحذير من تدفقهم

ترامب.. من الترحيب باللاجئين الأفغان إلى التحذير من تدفقهم

عملية إجلاء لمئات الأفغان من كابول. (أ ف ب)

وراء غالبية التصريحات المفعمة بالتعاطف تجاه الحلفاء الأفغان الذين يسعون إلى الفرار من طالبان، بدأت ترتفع أصوات من اليمين الأمريكي المتشدد للتحذير من تدفق اللاجئين إلى الولايات المتحدة الآن، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

لاقت صورة أكثر من 800 أفغاني تم إجلاؤهم بشكل طارئ، الأحد، في طائرة عسكرية أمريكية، فيما كانت طالبان استولت للتو على السلطة في كابول، رسائل تعاطف واسعة النطاق من جانب الأمريكيين المتأثرين بذلك.

وقصة الطاقم الذي قرر الإقلاع بدلاً من طرد هؤلاء المدنيين بالقوة من الطائرة المحملة فوق طاقتها، كانت بالنسبة إليهم يرمز إلى تقليد الاستقبال في الولايات المتحدة الذي يفتخر فيه كثيرون.

لكن الرئيس الأمريكي السابق أصدر بياناً لاذعاً الأربعاء. وقال: «هذه الطائرة كان يجب أن تكون مليئة بالأمريكيين. أمريكا أولاً!».



لكن ترامب لم يكن يعتمد الخطاب نفسه قبل يومين من ذلك البيان. فقد كتب آنذاك: «هل يمكن أن يتصور أحد أن جيشنا خرج قبل إجلاء المدنيين وغيرهم ممن كانوا صالحين لبلدنا ويجب السماح لهم بالسعي إلى اللجوء؟»، موجهاً انتقادات لاذعة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب سرعة الانسحاب الأمريكي والفوضى التي سادت عمليات الإجلاء.

بين البيانين، صدرت أصوات معلقين نافذين من اليمين المتشدد ومن مستشار سابق مقرب من الملياردير الجمهوري للتحذير من وصول آلاف اللاجئين، مع تحذيرات تنطوي على لهجة معادية للأجانب.

«يتم غزونا»

«ارفع يدك إذا كنت تريد أن تهبط هذه الطائرة في بلادك». هذا ما كتبه مقدم البرامج ستيف كورتيس في قناة «نيوزماكس» ساخراً عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تعليقاً على الصورة الشهيرة للأفغان على متن الطائرة الأمريكية.

من جهته، قال تاكر كارلسون، المقدم الشهير على شبكة «فوكس نيوز»: أولاً نحن نغزو، ثم يتم غزونا.

خططت الولايات المتحدة لإجلاء حوالي 30 ألف أمريكي وأفغاني من كابول، بينهم مترجمون وسائقون ومتعاقدون ساعدوا القوات الدولية على مدى 20 عاماً وباتوا يخشون تعرضهم لانتقام في ظل نظام طالبان.



بالنسبة لستيفن ميلر، الذي كان مستشاراً مقرباً لدونالد ترامب في البيت الأبيض، فإن إدارة بادين وعبر إجلاء الحلفاء الأفغان لديها «هدف سياسي» واضح أكثر مما هو إنساني، موضحاً أنه قد يكون أكثر إنسانية وأقل كلفة بالنسبة للولايات المتحدة أن تتركهم في منطقتهم الأصلية، في جنوب آسيا. لكن «اللاجئين لديهم وصول سريع إلى المواطنة، بالتالي فان إعادة التوطين الأولية ستؤدي إلى موجة هجرة ضخمة متواصلة».

ولخص تشارلي كيرك، مقدم إذاعي شاب ذو مواقف راديكالية وداعمة بقوة لترامب، الأمر بشكل أكثر وضوحاً. وقال: «ألا يمكن رؤية ما يجري هنا؟ جو بايدن يريد حوالي مئتي ألف إلهان عمر أخرى»، في إشارة الى النائبة الديمقراطية في الكونغرس، اللاجئة السابقة من الصومال، «لكي يأتوا إلى الولايات المتحدة لتغيير سياستها بشكل دائم».

وأثرت هذه الأصوات على ترامب هذا الأسبوع، لكن تبقى أقلية في صفوف الجمهوريين، حيث كانت الشخصيات الكبرى حتى المقرّبة من الرئيس السابق لا تزال تدافع، الجمعة، عن استقبال أولئك الذين خاطروا بحياتهم لمساعدة الأمريكيين.



وكتب السيناتور ليندسي غراهام: «يشرفنا إجلاء الأفغان الذين قاتلوا إلى جانبنا بشجاعة». لكن البيت الأبيض يراقب بلا شك سلسلة التعليقات المعادية للاجئين، وفي مقدمتها مواقف ترامب لأنه قد ينتهي به الأمر إلى أن يؤثر على النقاش العام».

وفي الانتظار، فإن التجاذب بين الجمهوريين يعطي مادة للديمقراطيين للسخرية.

فقد كتب السناتور كريس مورفي، صباح الجمعة ساخراً: «كل الجمهوريين الذين يقولون إن لديهم واجباً أخلاقياً بإجلاء الأفغان، وكل الجمهوريين الذين يقولون إن لدينا واجباً أخلاقياً بإبقاء اللاجئين خارج البلاد، سيكون عليهم أن يجتمعوا ويتناقشوا قريباً».