الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

أمريكا أولاً.. بايدن على خطى ترامب ولكن بطريقته الخاصة

أمريكا أولاً.. بايدن على خطى ترامب ولكن بطريقته الخاصة

جو بايدن - أب.

«أمريكا أولاً» كان ذلك الشعار الذي رفعه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال فترة رئاسته في التعامل مع حلفاء أمريكا معلياً مصالح واشنطن على كل شيء ووضعها في المقام الأول حتى ولو كانت العواقب كارثية في بلدان أخرى.

وفي الانتخابات الأمريكية 2020 خسر ترامب أمام خصمه الرئيس الحالي جو بايدن، الذي تعهد بالالتزام الدولي ووقوف أمريكا مرة أخرى إلى جانب حلفائها، وأطلق شعار "أمريكا عادت" لحملته الانتخابية.



ولكن على الرغم من ذلك، وصفت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن ما حصل الأسبوع الماضي في أفغانستان، زعزع إيمان الحلفاء القدامى، ودفع البعض إلى التساؤل عما إذا كانت خطة «أمريكا أولاً» لا تزال قائمة.

وفي خطاب ألقاه بايدن، عقب انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وعودة طالبان إلى سدة الحكم، أعرب الرئيس الأمريكي عن أسفه لانسحاب بلاده الفوضوي والمهين من أفغانستان، ما وضع آلاف الأفغان الذين عملوا لصالح القوات الأمريكية في خطر.

وبرر الرئيس الأمريكي ذلك بان إدارته تتبع إرادة الشعب الأمريكي، أن الحرب استنزفت الكثير من الدماء والأموال الأمريكية ولا يمكن تبرير خسارة المزيد.

ووصف السياسي البريطاني توم توجندهات، الذي خدم كضابط بالجيش في أفغانستان، محاولة بايدن إلقاء اللوم على الجيش الأفغاني لافتقاره إلى الإرادة للقتال بأنه تبرير «مخزٍ».

جرعة معززة



وفيما يخص وباء كورونا العالمي والسلالات الجديدة، أعلن بايدن الأربعاء أن الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح سيكونون مؤهلين للحصول على جرعة تعزيزية لمكافحة ضعف المناعة.

ومن ناحية أخرى دعت منظمة الصحة العالمية إلى وقف منح الحقن المعززة حتى نهاية الشهر المقبل، معتبرة أن الأشخاص الذين لم يتلقوا جرعة واحدة بعد يجب أن تكون لهم الأولوية.

وقال الرئيس التنفيذي بالإنابة لحملة one وهي حملة تهدف لمكافحة الفقر المدقع لوكالة أسوشيتيد برس الشهر الماضي: «فكرة أن الشخص السليم والملقح يمكنه الحصول على جرعة معززة قبل أن تحصل عليها ممرضة أو جدة في جنوب أفريقيا فكرة شائنة».

وأثار تركيز بايدن البارد على المصالح الأمريكية استياء الكثيرين ممن يقدرونه بسبب افتقاده للتعاطف الذي لطالما افتقده سلفه بشدة.

وأضافت الغارديان أن ترامب استخدم كلمة أمريكا أو الأمريكان ما لا يقل عن 36 مرة خلال تصريحات أدلى بها في وقت سابق من هذا الشهر حول تعزيز الريادة الأمريكية في صناعة السيارات والشاحنات التي تعمل بالطاقة النظيفة.

وقال بايدن: «عندما نستثمر في بنيتنا التحتية، سنشتري المنتجات الأمريكية والمواد الأمريكية والخدمات من الشركات الأمريكية المصنوعة في أمريكا من قبل العمال الأمريكيين».

أمريكا أولاً باسم آخر



قال لاري جاكوبس مدير مركز دراسة السياسة والحوكمة في جامعة مينيسوتا إن مصطلح أمريكا أولاً هو لغة ترامب، لكن بايدن يستخدم ما يمكن وصفه بالقومية التقدمية التي تهدف إلى تحويل الموارد من القضايا الخارجية إلى الداخلية لمساعدة الأمريكيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن على عكس ترامب، فهو يستثمر في الاتفاقيات والمؤسسات الدولية، ولكنه يتبع أيضاً إلى جانب ذلك نهجاً صارماً، حيث انسحب من أفغانستان عندما لم يعد وجود أمريكا فيها يخدم مصالحها، كما أنه يسعى في نفس الوقت إلى محاكاة أسلافه جورج دبليو بوش وباراك أوباما، من خلال استثمار رأس المال السياسي في محاولة جلب الديمقراطية إلى الشرق الأوسط أي عبر إثارة قضايا دولية.

أزمات غير عادية



وتولى بايدن منصبه قبل 7 أشهر وسط أزمات غير عادية، كجائحة وباء كورونا والانهيار الاقتصادي والعدالة العرقية والهجوم على الكونغرس.

وأشارت الصحيفة إلى أنه وسط هذه الأزمات من المتوقع أن يكون هناك القليل من التركيز على الضرورات المحلية، حيث حاول كل رئيس أن يضع مواطنيه في المقام الأول فبعضهم أكثر براعة ونجاحاً من الآخرين.

وقالت ويندي شيلر وهي أستاذة في العلوم السياسية في جامعة براون في بروفيدنس في رود آيلاند، إن الأمر يتعلق بالموقف الأيديولوجي الشامل لنهج أمريكا أولاً.

وأوضحت أن موقف بايدن فيما يتعلق بالانسحاب من أفغانستان كان يتعلق بوضوح بمهمته ومجموعة أهدافه التي تركز بشكل كبير على تحسين الظروف في الولايات المتحدة وتجنب خسائر الأرواح.

وأشارت شيلر إلى أن بايدن لديه القليل نسبياً ليقوله بشأن القضايا الدولية الملحة كقضية أوكرانيا وأقليات الأويغور في الصين.



ومع ذلك وعد بايدن بإعادة أمريكا إلى رأس الطاولة العالمية، حيث عاد فور توليه منصبه إلى اتفاقيات باريس المناخية وانضم إلى اجتماعات الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع والناتو في محاولة لرأب الصدع الذي تركه ترامب.

ودافع بايدن عن قرار الجرعة المعززة، وأوضح أن أمريكا قد تبرعت بجرعات للدول الأخرى أكثر من أي دولة أخرى، كما وعد بالتبرع بأكثر من 200 مليون جرعة إضافية خلال الأشهر القادمة.

كما أوضح بايدن في العديد من خطاباته بأنه يعتبر القوة المحلية للولايات المتحدة أمراً بالغ الأهمية لإثبات قضية عالمية تتعلق بأن الأنظمة الديمقراطية لا تزال قادرة على التقديم لشعوبها بشكل أكثر فاعلية من الأنظمة الاستبدادية.