الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

بسبب أفغانستان.. مهاجرون خائفون من عرقلة حصولهم على الجنسية الألمانية

بسبب أفغانستان.. مهاجرون خائفون من عرقلة حصولهم على الجنسية الألمانية

دفعت سيطرة طالبان على أفغانستان آلاف الأفغان للسعي للهرب عبر مطار كابول. (رويترز)

يخشى السوريون المقيمون بتأشيرات لجوء في ألمانيا أن تغذي الأزمة الأفغانية أصوات المعارضين للمهاجرين وتعطل حصولهم على الجنسية إذ لم يتبقَّ سوى 5 أسابيع على بدء الانتخابات التي ستحدد من يخلف المستشارة أنغيلا ميركل.

وبدأت بعض قيادات حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف التحذير من تدفق محتمل للاجئين الأفغان سعياً لجذب أصوات الناخبين الذين يخشون تكرار أزمة المهاجرين التي حدثت في 2015 عندما فتحت ميركل الحدود الألمانية أمام قرابة مليون مهاجر يطلبون اللجوء.

ودفعت سيطرة حركة طالبان الخاطفة على أفغانستان آلاف الأفغان والأجانب للسعي للهرب عبر مطار كابول هذا الأسبوع وسط حالة من الفوضى الأمر الذي أثار مخاوف من نزوح أكبر عبر الحدود البرية.


وحوّل إسراع ألمانيا بالعمل على إجلاء آلاف المعاونين المحليين من أفغانستان إلى جانب مواطنيها الهجرة إلى قضية كبرى في الانتخابات. وأظهر استطلاع للرأي الأسبوع الماضي أن ثلثي الألمان يخشون تكرار ما حدث عام 2015.


ولا يزال أنس موداماني، أحد ما يقرب من 800 ألف سوري فروا من الحرب في بلادهم واستوطنوا في ألمانيا، ينتظر التأهل للحصول على الجنسية. وهو يخشى الآن أن تؤدي الأزمة الأفغانية إلى تشدد الناخبين الألمان في قضية الهجرة ودفع الحكومة الائتلافية القادمة لتبني سياسات أكثر صرامة.

ويصف موداماني ميركل، التي وقف لالتقاط صورة ذاتية معها في مأوى للمهاجرين في برلين في سبتمبر 2015، بأنها «بطلة» بفضل قرارها في ذلك العام فتح الحدود الألمانية أمام ما يقرب من مليون مهاجر يطلبون اللجوء أغلبهم من السوريين.

وفي الوقت الذي تستعد فيه ميركل للتنحي في الانتخابات الألمانية يوم 26 سبتمبر، قال موداماني (24 عاماً) «أخشى من سياسات الهجرة التي ستحل علينا عندما تترك منصب المستشارة».

أصبحت صورته مع ميركل رمزاً لقرارها في 2015 بالمقامرة برصيدها السياسي من خلال الترحيب بمليون مهاجر دون إجراءات فحص قادمين في الأساس من سوريا. لكن حزبها المسيحي الديمقراطي المحافظ يتعهد الآن بعدم تكرار ما حدث في 2015.

وقد حث الحزب اليميني المتطرف الحكومة على إصدار قرار بتأجيل قبول طلبات اللجوء على أمل أن يجتذب موقفه المتشدد الناخبين الذين يخشون من زيادة طلبات اللجوء.

وقال موداماني «أعرف أن معظم الألمان لن يصوتوا لحزب البديل من أجل ألمانيا... لكن يعتريني هاجس عما قد يحدث إذا قوي مركز حزب البديل واستجابت الحكومة المقبلة بزيادة صعوبة تقدمنا بطلبات للحصول على الجنسية الألمانية مثلاً».

«تهديد»

قال كارل كوب مدير جمعية برو أسيل الخيرية لطالبي اللجوء إن المخاوف من تشديد محتمل لسياسة الهجرة الألمانية واسعة الانتشار لا بين السوريين وحدهم بل في مجتمع المهاجرين الأوسع أيضاً لا سيما الأفغان الذين يعملون باستماتة على جلب أفراد أسرهم العالقين في أفغانستان.

وأضاف «الأحداث المأساوية في أفغانستان أدت إلى نقاش مسموم عن الهجرة. وعندما يسمع اللاجئون الخطاب السلبي أنه يجب ألا يتكرر ما حدث في 2015 فهم يشعرون بالقلق من تشديد قواعد الهجرة بعد الانتخابات. ومخاوفهم مبررة».

وتبين استطلاعات الرأي أن حجم التأييد لحزب البديل من أجل ألمانيا يبلغ 10% أو أكثر قليلاً أي أقل قليلاً من النتيجة التي حققها في الانتخابات السابقة في 2017. وقد استبعدت الأحزاب الرئيسية مشاركة حزب البديل في السلطة لكن المهاجرين يخشون أن يصبح له نفوذ في صنع السياسات عندما ترحل ميركل.

وقد رفض تينو كروبالا الرئيس المشارك للحزب دعوات حزب الخضر لاستقبال طالبي اللجوء الأفغان بخلاف من ساعدوا الجيش الألماني قائلا إن هذه الخطط ستثمل «تهديداً للسكان».

وقبل 5 أسابيع من الانتخابات يتصدر المحافظون بقيادة ميركل استطلاعات الرأي بفارق ضئيل. وقد تراجعت شعبية أرمين لاشيت المرشح لخلافة ميركل منذ شوهد وهو يضحك خلال زيارة لمدينة منكوبة في الفيضانات.

وقال موداماني الذي سيصبح من حقه الحصول على الجنسية الألمانية العام المقبل إنه لو كان له أن يصوت في سبتمبر لاختار لاشيت بسبب صلته بميركل.

وأضاف «لا يمكنني أن أتصور الحياة في ألمانيا من دونها».