شهدت الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية، انخفاضاً كبيراً في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، مع تزايد أعداد الحاصلين على اللقاحات ضدها، ولذا كانت الآمال بأن يكون احتفال أمريكا بعيد الاستقلال في 4 يوليو، احتفالاً آخر بيوم الحرية، والعودة للحياة الطبيعية، لكن سرعان ما تدهورت الأوضاع، ووصلت أعداد الإصابات اليومية إلى 150 ألف حالة، بسبب السلالة دلتا من فيروس كورونا.
وفي خضم تلك التطورات، تثور المخاوف من ظهور سلالة جديدة، قد تكون أشد عدوى وفتكاً من دلتا، `لذ استعرض تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية عدداً من التوصيات طالب الرئيس الأمريكي جو بايدن ياتخاذها لمواجهة ذلك.
جرعة تنشيطية ثالثة
وذكر التقرير أنه بينما كان الأمريكيون يسيرون نحو الوصول لمناعة القطيع، والعودة للحياة الطبيعية، إلا أنهم قد يشهدون قيوداً مشددة تستمر لعدة أشهر، فقد دفعت السلالة دلتا البيت الأبيض إلى الإعلان عن تقديم جرعة تنشيطية ثالثة من لقاحات فايزر وموديرنا، بخلاف لقاح جونسون آند جونسون، إذا وافقت عليها هيئة الدواء والأغذية الأمريكية، وذلك اعتباراً من 20 سبتمبر المقبل.
وأكد التقرير أن تقديم جرعات تنشيطية ثالثة من اللقاحات ضد السلالة دلتا وغيرها من سلالات كورونا، لمن حصلوا بالفعل على جرعتين من اللقاحات، بدلاً من تقديم تلك الجرعات لبقية سكان العالم، الذين لم يتلقوا أي جرعات من اللقاحات، يعد من قبيل سوء توزيع الموارد، في عالم يعاني من محدودية اللقاحات المتوفرة، وإذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تريد أن ينعم مواطنوها بالحياة بعيداً عن الخوف من السلالات الجديدة، فيجب عليها في تلك الحالة أن تساعد على تطعيم باقي سكان العالم، وليس فقط المواطنين الأمريكيين.
خطورة السلالات الجديدة
فالسلالات الجديدة تظهر عندما تتكاثر الفيروسات وتتحور، لتكون أكثر قدرة على البقاء، وتكمن الخطورة في أن بعض تلك السلالات مثل دلتا، تستطيع البقاء، ولذا فإن الخطورة تكمن في تكاثر الفيروس وتحوره، بشكل يجعله قادراً على تجاوز مناعة اللقاحات الحالية، والبقاء حياً.
ومن ثم، فإن تطعيم أكبر عدد من البشرية، سيخفض أعداد الإصابات الجديدة، وبالتالي تقل فرصة تكاثر الفيروس وتحوره إلى سلالات أكثر خطورة، كما أنه كلما زادت أعداد الإصابات الجديدة، فإن ذلك يجعل من الأسهل ظهور سلالات جديدة بشكل أسرع، وبالطبع فإن مكان ظهورها لا يهم، فسيكون بمقدورها الوصول إلى أمريكا.
4 خطوات هامة
وأكد التقرير أن تطعيم الأمريكيين فقط لن يحميهم، ولذا فإن إدارة بايدن مطالبة بالإقدام على 4 خطوات هامة، أولها الإسراع بتبرعات أمريكا من جرعات اللقاحات وزيادتها، خاصة وأن تعهد بايدن بتقديم 500 مليون جرعة من لقاحات فايزر لمبادرة كوفاكس هو أمر لا يكفي.
أما الخطوة الثانية، فهي احتياج أمريكا إلى التوسع في إنتاج اللقاحات لتلبية الطلب العالمي منها، خاصة مع ظهور الحاجة إلى تقديم جرعات تنشيطية، لمن يعانون من نقص المناعة، والخطوة الثالثة هي حل إشكالية ضعف البنية التحتية بالدول منخفضة الدخل، ما يسبب انتهاء صلاحية اللقاحات، ولذا فعلى واشنطن التراجع عن وقف دعم البنية التحتية بتلك الدول.
أما الخطوة الرابعة، فهي قيام منظمة الصحة العالمية، وبدعم كامل من واشنطن، بتجهيز خطة خارطة طريق فوراً، لتطعيم كل سكان العالم، كما أنه على بايدن تنظيم مؤتمر دولي لتوفير التمويل العالمي لذلك.