الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

أوباما ألمح وترامب جاهر وبايدن أعلن: أمريكا تتخلى عن دور شرطي العالم

أوباما ألمح وترامب جاهر وبايدن أعلن: أمريكا تتخلى عن دور شرطي العالم

جو بايدن. (أ ف ب)

باشرت الولايات المتحدة منعطفاً في سياستها ألمح إليه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وجاهر به الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، غير أن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن هو بالتأكيد من أعلنه بأوضح العبارات، إذ أكد هذا الأسبوع بمناسبة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان أن الولايات المتحدة لم تعد تريد أن تلعب دور شرطي العالم.

وأوضح تشارلز فرانكلين، الأستاذ في كلية ماركيت للحقوق: «حان الوقت لوضع حد لهذه الحرب التي لا تنتهي.. بايدن هو الذي قال ذلك، لكن كان من الممكن تماماً أن يكون ترامب قاله».

وعلق فرانكلين بذلك على خطاب ألقاه الرئيس الأسبوع الماضي، غداة إعلان رحيل آخر العسكريين الأمريكيين من أفغانستان، بعد حرب استمرت عشرين عاماً.

ولم يعمد بايدن إلى التمويه بعد الفوضى التي واكبت الانسحاب وتسببت بتراجع التأييد له لدى الرأي العام، بل اغتنم الفرصة ليعرض بوضوح تام عقيدته

الدولية. وقال: «المسألة لا تقتصر على أفغانستان. المطلوب وضع حد لحقبة من عمليات التدخل العسكري الكبرى الهادفة إلى إعادة بناء دول أخرى».

وعلق بنجامين حداد، من المجلس الأطلسي للأبحاث في واشنطن، بتغريدة، قائلاً إن هذا هو «أفضل تعبير عن رفض الأممية» الصادر عن رئيس أمريكي «منذ عقود».

ويردد بايدن باستمرار أن «أمريكا عادت»، لكنه هذه المرة شرح شروط عودتها. ولبايدن خبرة طويلة في السياسة الخارجية كسيناتور أولاً، ثم كنائب لأوباما. وأوباما هو الذي باشر بالحد من النزعة الأمريكية للتدخلات الخارجية، لكن دون أن يفصح عن ذلك بوضوح مثل بايدن.

ويرى بايدن أن الصراع بين الدول الديمقراطية والأنظمة المتسلطة يجب أن تكون له الأولوية على العمليات العسكرية الكبرى. ويعتبر أن على الديمقراطية أن تثبت قدرتها على التصدي للتحديات الكبرى مثل التغير المناخي والوباء بشكل أكثر فاعلية من الديكتاتوريات، مع تحقيق الازدهار للطبقات الوسطى في الوقت نفسه.

وقال السفير الفرنسي السابق في واشنطن جيرار أرو، في تغريدة، إن الولايات المتحدة «طالما ترددت بين عزل نفسها عن خطايا العالم ونشر حسنات نموذجها. واختارت منذ 1945 أن تكون المدافعة عن الديمقراطية ثم المبشرة بها. وهي الآن تعود إلى الديار».

والحقيقة، أن تفرد الولايات المتحدة في إدارة عملية الانسحاب من أفغانستان كان له وقع الصدمة على حلفائها، فيما أثار ارتياح بكين وموسكو، إذ اعتبرتا الأمر بمثابة تحذير للدول التي راهنت بكل ما لديها على الدعم العسكري الأمريكي.

وأوضحت الأستاذة في الجامعة الأمريكية تريشيا بايكن: «يبدو أن هناك قدراً من الإحباط» حتى لو أنه يصعب تحديد «مدى عمقه» بين حلفاء الولايات المتحدة بالنسبة لإدارة الانسحاب من أفغانستان.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أول من لمس هذا التغير في السياسة الأمريكية الدولية، غداة خطاب بايدن، إذ جدد له الرئيس الأمريكي وعده بمساعدته بوجه «العدوان» الروسي في القرم، من خلال تزويده بالمعدات العسكرية، لكنه لم يشرع أبواب الحلف الأطلسي لأوكرانيا الطامحة للانضمام إليه.

كما أن بايدن لم يتراجع بالنسبة لمشروع «نورد ستريم 2»، خط أنابيب الغاز الروسي الذي يثير مخاوف كييف، فاختار البيت الأبيض سلوك النهج الدبلوماسي حيال هذا الملف الحساس عوضاً عن فرض عقوبات.