الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

كندا.. قلق في الأوساط العربية من تراجع التأييد لـ«ترودو»

كندا.. قلق في الأوساط العربية من تراجع التأييد لـ«ترودو»

البعض نظر لقرار ترودو باعتباره «جشعاً» انتخابياً. (رويترز)

أبدى عرب مقيمون في كندا قلقهم من إجراء انتخابات برلمانية مبكرة دعا إليها رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الشهر الماضي، في وقت أظهرت فيه استطلاعات للرأي تراجع التأييد له قبل التصويت المقرر يوم 20 سبتمبر.

كان ترودو قد دعا لإجراء انتخابات مبكرة، قبل عامين من الموعد المحدد، على أمل أن يؤدي نجاح سياسته في التصدي لأزمة كوفيد-19 إلى تحقيق مكاسب برلمانية أفضل من تلك التي حققها حزبه في الانتخابات الأخيرة عام 2019.

وعندما دعا ترودو الشهر الماضي لإجراء الانتخابات، كان الليبراليون متقدمين بشكل كبير، وبدا من المرجح أن يستعيدوا الأغلبية في البرلمان التي خسروها في 2019. لكن المنافس الرئيسي وزعيم حزب المحافظين إيرين أوتول هاجم رئيس الوزراء لدعوته إلى إجراء الانتخابات أثناء الجائحة.

وأبدت أمل مرتضى (عربية مقيمة في كندا منذ 4 سنوات) مخاوفها من أن تؤدي الانتخابات إلى خسارة حزب ترودو. وقالت لـ«الرؤية»: «نخشى التضييق على المهاجرين واللاجئين، ونخاف أيضاً من تغيير القوانين التي تصب في صالحنا»، إذا ما تقدم المحافظون أكثر في الانتخابات البرلمانية.

وأظهرت أحدث استطلاعات للرأي تراجع فرص الليبراليين مع تزايد استياء بعض الناخبين من ترودو (49 عاماً)، الذي يتولى السلطة منذ عام 2015.

وقال أحد المخططين الاستراتيجيين الليبراليين إن الدعوة إلى الانتخابات المبكرة جاءت بنتائج عكسية مع نظر الناخبين إليها على أنها «خطأ» و«جشع».

ونشر مسؤولو الصحة الكنديون نموذج محاكاة أوضح أن إصابات كوفيد-19 الجديدة يمكن أن تتجاوز ذروة الموجة الثالثة خلال الشهر، وحذروا من أنه إذا لم يتم تكثيف التطعيمات بين الشبان فقد يتم تجاوز سعة المستشفيات في البلاد.

وأوضح استطلاع أجراه معهد «نانوس» للأبحاث لحساب محطة «سي تي في» حصول المحافظين على 35.7% من الدعم العام، والليبراليين على 30.7 %، وحزب الديمقراطيين الجدد ذي الاتجاهات اليسارية على 18.3%.

وقالت مرتضى إن خسارة الليبراليين في الانتخابات قد تعني إعادة سَن قوانين ذات صلة بـ«عدد سنوات الحصول على الجنسية، أو عدم الحصول عليها حال عدم إتقان اللغة الإنجليزية، حتى لكبار السن». وأضافت: «حالياً كبار السن معفون من الاختبار اعتباراً من سن 54 عاماً». وقالت: «هناك قلق عام في أوساطنا العربية من معاداة العرب والمسلمين من قبل بعض العنصريين، فضلاً عن طرد أو ترحيل اللاجئين والمهاجرين».

وأضافت: «بشكل عام، سنكون قلقين على مستقبل أطفالنا لو لم يفز ترودو»، مضيفة أنه «شخص رائع، طيب، بسيط، اجتماعي، يحب الناس، ويحترم عقائدهم، ويتيح لهم الحرية الكاملة في العبادة.. لولاه لما استطعنا الوصول إلى كندا فقد دام انتظارنا تقريبا 10 سنوات حيث كانت ملفاتنا مهملة منذ 2010».

وقالت العجوز السبعينية: «كنت آمل في الحصول على الجنسية ونحن معه.. لأنه أدرى بما يدور حوله»، مشيرة إلى ضرورة تغيير سن التقاعد من 10 إلى 5 سنوات: «نحن نعيش بكرامة الحمد لله، لكن أريد أن أطمئن على أولادي».

من جانبه، قال دكتور ياسر مرجان (أكاديمي كندي في جامعة ريجينا ومن أصل عربي) إن ترودو «متعاطف جداً مع قضايا العرب ومشاكلهم ويتبنى سياسات قريبة لرغبات المهاجرين»، مضيفاً أن منافسه أوتول والمحافظين «سياساتهم قاسية على المهاجرين».

لكن مرجان أشار إلى أن المحافظين «عادة ما يخفضون حجم الميزانية، ويسعون لجعل الحكومة أصغر من حيث عدد الموظفين ومن حيث حجم المشاريع، وهو الأمر المهم لأن فترة التعامل مع كورونا تلازم معها ازدياد الصرف الحكومي بدرجة عالية برغم انخفاض الموارد وكساد التجارة».



وحول ما إذا كان العامل الاقتصادي يمكن أن يؤثر في توجهه الانتخابي أكثر من قضايا الهجرة، قال مرجان: «فى المعتاد لا يوجد حزب واحد يعبر عن كل آمالي، لكل حزب ميزة مختلفة. بعض العرب المتدينين يميلون إلى المحافظين، لأنهم يعرضون سياسات تقليدية. وفي المقابل، نجد الديمقراطيين الجدد أكثر اهتماماً بتحسين التعليم والصرف على الرعاية الصحية».

بدورها، أوضحت منى درويش (منسقة موارد) أنه من ناحية التعليم، فإن حزب ترودو «لم يقدم كثيراً، لكنه أعطى مساعدات Child benefits للأسر المُعيلة لأطفال صغار». وأشارت إلى أن القطاع الصحي أيضا في عهد ترودو لم يتغير كثيراً، وإن أشادت بقوة بأداء حكومته خلال أزمة فيروس كورونا.