الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

الخطر.. كتاب يشرح إجراءات عسكرية سرية اتُّخذت في أيام ترامب الأخيرة

كشف كتاب يحمل عنوان Peril أو الخطر من تأليف الصحفية بوب وودوارد، ومراسل صحيفة واشنطن بوست الأمريكية روبرت كوستا، أن مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة اتخذ إجراءات سرية بعد يومين من الهجوم على مبنى الكونغرس الأمريكي في 6 يناير الماضي، وفقاً لشبكة سي إن إن الأمريكية.



وبحسب الكتاب، فإن ميلي الذي أعرب عن خيبة أمله بعد الاعتداء، كان متأكداً من أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد دخل في تدهور عقل خطر في أعقاب الانتخابات، وأصبح مهووساً تماماً، ويبني واقعاً بديلاً خاصاً به حول مؤامرات الانتخابات.



أشار الكتاب إلى أن ميلي قام باتخاذ إجراءات غير عادية رداً على ذلك، ودعا إلى اجتماع سري في مكتبه في البنتاغون في 8 يناير، لمراجعة سير العملية العسكرية، بما في ذلك إطلاق الأسلحة النووية، وفي حديثه إلى كبار المسؤولين العسكرين عن مركز القيادة العسكرية الوطنية، غرفة الحرب التابعة للبنتاغون، أمر ملي بعدم تلقي أوامر من أي شخص، ما لم يكن مرتبطاً بالأمر، وطلب منهم التأكيد شفهياً على فهمهم. و«اعتبرها ميلي يميناً»، بحسب المؤلفين.

ويضم كتاب الخطر، أكثر من 200 مقابلة مع مشاركين وشهود عيان، وينقل صورة تقشعر لها الأبدان عن أيام ترامب الأخيرة في المنصب.

ويروي الكتاب وهو الثالث للكاتب وودوارد عن رئاسة ترامب، لحظات خلف الكواليس لرئيس مضطرب يصرخ على كبار المستشارين والمساعدين، ويسعى بشدة للتشبث بالسلطة.



كما يتضمن الكتاب أيضاً تقارير حصرية عن الأحداث التي سبقت هجوم 6 يناير، ورد فعل ترامب على التمرد، بالإضافة إلى التفاصيل التي تم الكشف عنها حديثاً حول مواجهة ترامب ونائبه مايك بنس في المكتب البيضاوي عندما ضغط ترامب على بنس لإلغاء نتائج الانتخابات.

وحصل المؤلفان وودوارد وكوستا على وثائق وتقويمات ومذكرات ورسائل بريد إلكتروني وملاحظات اجتماعات ونصوص وسجلات أخرى.

إنه مجنون



وجاء خوف ميلي انطلاقاً من أسلوب ترامب غير المنتظم في تلك الفترة، وكتب المؤلفان أن أحداث 6 يناير زادت من مخاوف ميلي بسبب الخطر الذي أصبح غير عادي على الأمن القومي لأمريكا.

وبحسب الكتاب، أجرى ميلي مكالمتين هاتفيتين مع الجنرال الصيني الأعلى الذي كان في حالة تأهب قصوى بسبب الفوضى في الولايات المتحدة.

وتلقى ميلي مكالمة هاتفية من رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وحصل المؤلفان على نص المكالمة التي حاول خلالها ميلي تطمين بيلوسي بشأن الأسلحة النووية.

وخلال المكالمة قالت بيلوسي: «إذا لم تتمكنوا من منعه من الهجوم على الكابيتول فمن يخمن ماذا سيفعل أنت تعلم أنه مجنون».

وورد ميلي قائلاً: «سيدتي أتفق معك في كل شيء».

وبعد المكالمة قرر ميلي أنه يجب عليه أن يتصرف، وطلب اجتماع مع كبار قادة الأجهزة الأمنية والرقابية وطلب منهم مراقبة كل التفاصيل باستمرار.

ترامب المارق

أشار الكتاب إلى أن خوف ميلي جاء من معرفته بترامب الذي من الممكن أن يقدم على فعل شيء لا يمكن التنبؤ به بعد خسارته للانتخابات، واكتشف ميلي أن ترامب قام بتوقيع أمر عسكري لسحب جميع القوات من أفغانستان بحلول 15 يناير 21 قبل مغادرته البيت الأبيض.

وتمت صياغة المذكرة سراً من قبل اثنين من الموالين لترامب بحسب الكتاب، وحينها لم يعلم بهذا الأمر أي من أفراد فريق الأمن القومي وألغيت المذكرة في نهاية المطاف، ولكن ميلي لم يستطع أن يتناسى أن ترامب يمكنه الالتفاف حول كبار مستشاريه العسكريين.

وكتب وودوارد وكوستا أنه بعد 6 يناير، لم يشعر ميلي «باليقين المطلق من أن الجيش يمكن أن يسيطر على ترامب أو يثق به، وكان يعتقد أن وظيفته كضابط عسكري كبير هي التفكير في ما لا يمكن تصوره واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة».

وصفها ميلي بأنها «أحلك لحظة مطلقة في الاحتمال النظري»، كما كتب المؤلفون.