الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«روسيا الموحدة» في الانتخابات: انتصار «مضمون» بأصوات أقل

«روسيا الموحدة» في الانتخابات: انتصار «مضمون» بأصوات أقل

سيدة تدلي بصوتها في الانتخابات. (أ ب)

يواصل المواطنون الروس، السبت، الإدلاء بأصواتهم في ثاني أيام الانتخابات البرلمانية، حيث فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في مختلف أنحاء روسيا، من أقصى الشرق في شبه جزيرة «كامشاتكا»، أمس الجمعة، على أن تغلق عملية التصويت، غداً الأحد، في جميع المراكز تدريجياً، وصولاً إلى مراكز اقتراع «كاليننجراد» في بحر البلطيق، أقصى غرب البلاد.

وينتخب الروس، إلى جانب أعضاء المجلس التشريعي، مرشحي البرلمانات المحلية، ورؤساء الأقاليم، ومجالس البلديات، في انتخابات يستخدم فيها التصويت الإلكتروني عن بعد لأول مرة على نطاق واسع.

ويهدف امتداد التصويت على مدار 3 أيام إلى الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. ومن المنتظر أن تظهر النتائج مساء غد.

ويتنافس 14 حزباً على المقاعد الـ450 في مجلس «الدوما» الروسي. لكن المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف يرى أنه «في نهاية المطاف، سيقتصر التمثيل في البرلمان على 4 أو 5 أحزاب، وربما 3 فقط من بين هذه الأحزاب الـ14».

وأضاف أونتيكوف في حديث لـ«الرؤية» أن «باقي الأحزاب لا يتوقع لها أن تحصل على نسبة الـ5% اللازمة من الأصوات، والتي تمكنها من دخول البرلمان، وفقاً للقانون الروسي».

وتتباين الأحزاب المتنافسة الـ14 في سياساتها، من الحزب الشيوعي، إلى الليبرالي الديمقراطي، إلى حزب الخضر، وحزب المتقاعدين وأحزاب رجال الأعمال، وحزب روسيا العادلة.

لكن أونتيكوف يقول إنه «لا يوجد منافس حقيقي لحزب (روسيا الموحدة)»، الذي تأسس عام 2001 وحظي بـ«دعم علني من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر تصريحات رسمية أدلى بها» مؤخراً، وهو «ما يميز هذه العملية الانتخابية عن الأعوام السابقة». وأشار، في الوقت نفسه إلى "تنبؤات بصعود حزب (الناس الجدد) هذه المرة، والذي يترأسه رجل أعمال، باحتمال حصوله على أكثر من 5% من أصوات الناخبين.

وأضاف المحلل السياسي أن «ما يلفت النظر أيضاً في هذه الانتخابات هو أن القائمة الانتخابية لحزب (روسيا الموحدة) يترأسها هذه المرة وزيرا الدفاع والخارجية الروسيان، والطبيب المعروف دنيس براتسانكا المتخصص في فيروس كورونا، وغيرهم من الأسماء اللامعة في الأوساط الروسية».

وعن اتهامات المعارضة للحكومة بتقييد الحريات، أوضح أونتيكوف أن «هناك بعض التقييد في وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية، لكن هذه القيود مرتبطة بالتمويل الخارجي. حال تحصل وسائل الإعلام أو هذه المنظمات على تمويل خارجي، فبطبيعة الحال يكون هناك بعض التقييد».

وتشير المعلومات الإحصائية إلى أنه- ورغم ضمان انتصار حزب «روسيا الموحدة» في الانتخابات- لن يستطيع الحصول على النتائج التي كان يحصل عليها في الانتخابات البرلمانية السابقة.

ورغم أن الرئيس بوتين الذي يحكم روسيا منذ أكثر من 20 عاماً ما زال يحظى بـ«شعبية كبيرة»، تشير استطلاعات الرأي إلى انخفاض تأييد حزب «روسيا الموحدة» المؤيد لسياسات بوتين.

العامل الاقتصادي

ويوضح أونتيكوف أن «جائحة كورونا والتبعات الاقتصادية أثرت على شعبية الحزب». لكنه أكد: «بصراحة هناك عدة خطوات حكومية ساهمت في تحسين معيشة المواطن الروسي. في الآونة الأخيرة، هناك تركيز على دعم الأسرة التي تعيل أطفالاً. هناك مشاكل ديموغرافية معروفة منذ زمن. الحكومة الآن تحاول أن تعين العائلات ذات طفلين أو أكثر بمبالغ مالية أو إعانات مادية من وقت لآخر».

وقال: «هناك أيضاً دعم غير مباشر في مجال التعليم، وتوفير قروض لتمكين العائلات من شراء منازل. هناك أيضاً دعم للمتقاعدين من قبل الحكومة الروسية. بشكل عام، شهدنا في السنوات الأخيرة انخفاضاً في فائدة القروض المقدمة للمواطنين الروس».

وأكد أونتيكوف أنه «قبل انتشار الوباء، شهدنا ازدياداً تدريجياً للاقتصاد الروسي، وتحسيناً للظروف المعيشية، مقارنة بفترة التسعينيات». واستدرك «صحيح هناك مستويات فقر كبيرة، لكنها تنخفض منذ سنوات. جائحة كورونا ساهمت في الإضرار بالظروف المعيشية للكثيرين من فقدان للوظائف. لكن تدريجياً تُعالج كل هذه المشاكل».