الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

«خيبة الأمل» في قمة العشرين تُثقل انطلاق مؤتمر المناخ

«خيبة الأمل» في قمة العشرين تُثقل انطلاق مؤتمر المناخ

متظاهرة ضمن آلاف يطالبون بإنقاذ الأرض.. الآن. (إي بي أيه)

اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في ختام قمة مجموعة العشرين، أنه «حال فشل (مؤتمر) غلاسكو فإن كل شيء سيفشل»، في تحذير رسمي مع انطلاق مؤتمر الأطراف السادس والعشرين حول المناخ، الأحد، في المدينة الأستكلندية.

وقال جونسون، في روما، حيث عُقِدت قمة الدول العشرين الأغنى في العالم، «أحرزنا تقدماً خلال قمة مجموعة العشرين.. لكنه ليس كافياً».

ولن تتجه دول مجموعة العشرين خالية الوفاض إلى قمة غلاسكو حول المناخ، إلا أن الالتزامات التي قطعتها الأحد في روما لم تقنع المنظمات المدافعة عن البيئة والأمم المتحدة.

وكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تغريدة: «أرحب بالتزام مجموعة العشرين المتجدد بإيجاد حلول على الصعيد العالمي، لكني أغادر روما بآمال محبطة حتى لو لم تُدفَن بعد».

وبعد الافتتاح الرسمي، الأحد، تنطلق أعمال مؤتمر «كوب 26» فعلياً، الاثنين والثلاثاء، مع قمة قادة الدول والحكومات.

غياب لافت

وتُنتظر مشاركة أكثر من 120 من قادة الدول والحكومات، بينهم الرئيسان الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا الوزراء الهندي ناريندرا مودي والأسترالي سكوت موريسون، المدافع الكبير عن استخدام الفحم، إذ إن بلاده هي المصدّر الأكبر له عالمياً.

وبعد يومين من الكلمات التي يلقيها زعماء العالم، اعتباراً من الاثنين، سيعقب ذلك مفاوضات فنية. وليس من المرجح إبرام أي اتفاقات إلا بعد ساعات أو حتى أيام من موعد انتهاء المؤتمر في 12 نوفمبر.

لكن لاعبين رئيسيين يغيبون أيضاً مثل الرئيس الصيني شي جينبينغ، الذي لم يغادر بلاده منذ بدء جائحة كوفيد-19.

وطرحت الصين التي تسجّل أكبر كمية من انبعاثات غازات الدفيئة أهدافاً جديدة لخفض الانبعاثات اعتبرها خبراء كثر غير طموحة.

ويغيب كذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تعتبر بلاده من كبار الملوثين في العالم، فضلاً عن البرازيلي جايير بولسونارو، المتهم بالسماح بقطع أشجار الأمازون بشكل كثيف.

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة «غرين بيس» جينيفر مورغن «إذا كانت قمة مجموعة العشرين تحضيراً لكوب 26، فإن قادة العالم أضاعوا الفرصة». وأكدت أنه في غلاسكو، حيث يستعد كثير من الناشطين للتظاهر، «سنفرض اتخاذ التحركات الضرورية للحماية من الأزمة المناخية ومن كوفيد-19 على السواء».

وقالت نائبة رئيس منظمة «غلوبال سيتيزن» فريدريكه رودر «كل ما رأيناه (في اجتماع مجموعة العشرين) أنصاف إجراءات أكثر منه تدابير ملموسة».

وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الذي ترأست بلاده مجموعة العشرين هذه السنة «علينا أن نضع في اعتبارنا أن هذه مجرد بداية. ونتقدم خطوة خطوة».

وأكد بايدن «حصول نتائج ملموسة»، لكنه أعرب عن «خيبة أمل» لغياب الصين وروسيا عن القمة. وقال «لا شيء يمكن أن يحل محل المفاوضات وجهاً لوجه من أجل التعاون العالمي»، في إشارة واضحة إلى غياب جينبينغ وبوتين.

من جهته، قال بوتين لنظرائه في كلمة عبر الفيديو «لحل مشكلة الاحترار المناخي، لا يكفي تقليل الانبعاثات فحسب. يجب زيادة امتصاص غازات الاحتباس الحراري».

أما شي جينبينغ فتحدث من جانبه عن «مبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة» في مسألة ظاهرة الاحترار المناخي.

ورأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن اجتماع مجموعة العشرين يشكل «مؤشراً جيداً قبل غلاسكو».

وكانت قرارات مجموعة العشرين مرتقبة جداً إذ إنها تضم الاقتصادات المتقدمة الرئيسية (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة)، فضلاً عن الدول الناشئة الكبيرة مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل، والتي تمثل 80 % من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

وقال ألوك شارما، رئيس مؤتمر الأطراف حول المناخ في الافتتاح، الأحد، إن المؤتمر هو «الأمل الأخير والأفضل» لحصر الاحترار المناخي بحدود 1,5 درجة مئوية، الهدف الأكثر طموحاً لاتفاقية باريس. وأضاف أنه خلال وباء كوفيد-19 «لم يتوقف التغير المناخي. كل الأضواء حمراء على لوحة القيادة المناخية». وأضاف أن قادة العالم يمكنهم «تحقيق النجاح أو دفن الأمل».

وقالت باتريسيا إسبينوزا، مسؤولة البيئة في الأمم المتحدة، «تواجه البشرية خيارات صعبة لكنها واضحة».

في المجهول

وأكد البيان الختامي لمجموعة العشرين أن «الحفاظ على (هدف) 1,5 درجة مئوية في متناول اليد يتطلب إجراءات والتزامات كبيرة وفعالة من جميع البلدان».

لكن ثمة غياب لالتزامات واضحة، كما هي الحال على صعيد الفحم، مصدر التلوث الكبير بالكربون الذي لم تُحدد قمة مجموعة العشرين أهدافاً وطنية بشأنه.

ولا تزال كثير من البلدان، ولا سيما الناشئة، تعتمد اعتماداً كبيراً على الفحم لإنتاج الكهرباء، خصوصاً في سياق أزمة الطاقة العالمية الحالية.

ولم يحدد كذلك تاريخ واضح لتحقيق الحياد الكربوني، واكتفت مجموعة العشرين بذكر «منتصف القرن». وذلك موعد أقل دقة من أفق 2050 الذي طالبت بتبنيه الرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين، وقد التزمت الصين حتى الآن ببلوغ الحياد الكربوني عام 2060.

وسجلت خيبة أمل كبيرة بشأن ملف ساخن آخر مطروح في كوب26 ويتعلق بالمساعدات إلى الدول الفقيرة على صعيد المناخ. فالتزام أغنى دول العالم بتوفير مئة مليار دولار سنوياً اعتباراً من 2020 لن يتحقق قبل 2023 مع أن تداعيات الأزمة المناخية تتفاقم مع موجات جفاف وقيظ مميتة وحرائق ضخمة وفيضانات. وغالباً ما تقف الدول الفقيرة في الصفوف الأمامية في مواجهة هذه الكوارث.

من جهتها، رجحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الأحد أن السنوات السبع من 2015 إلى 2021 كانت الأشد حراً على الإطلاق، معتبرة أن المناخ العالمي «دخل في المجهول».