الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

التعافي من الجائحة.. هل تخلصت أمريكا الشمالية من آثار كورونا؟

التعافي من الجائحة.. هل تخلصت أمريكا الشمالية من آثار كورونا؟

رويترز.

بينما يواصل العالم رحلة التعافي من آثار وباء كورونا، بدأت مكاتب أمريكا الشمالية التي ظلت خالية لعدة أشهر، في الترحيب بعودة موظفيها.

وأثارت هذه الخطوة الصغيرة نحو الحياة الطبيعية، أسئلة حول مستقبل الحياة المكتبية، وما إذا كانت ستعود إلى سابق عهدها ما قبل الجائحة، أم إن ثقافة العمل عن بُعد باقية.

ووفقاً لتقرير نشره موقع visualcapitalist.com، من المستحيل التنبؤ بالمستقبل، ولكن إحدى طرق قياس الحالة الحالية لحياة المكاتب، هي النظر إلى حركة المرور على الأقدام عبر مراكز المدن في أمريكا الشمالية.

ووفقاً للبيانات التي تقيس حركة المرور على الأقدام في مباني المكاتب الرئيسية في 23 مركزاً حضرياً مختلفاً عبر أمريكا الشمالية، لا تزال الحركة أقل بكثير عن مستويات ما قبل الوباء.

وعبر جميع المدن الرئيسية المدرجة في المؤشر، انخفض متوسط حجم الزوار خلال أيام الأسبوع بنسبة 73.7% منذ الأشهر الأولى من عام 2020.

وتعد مدينة كالجاري الكندية حالة فريدة إلى حد ما، فمن ناحية انتعشت حركة المرور على الأقدام بنسبة أقوى من معدلات المدن الأخرى في أمريكا الشمالية، ومن ناحية أخرى تتمتع المدينة بأحد أعلى معدلات الشواغر التجارية في أمريكا الشمالية.

ومن المثير للاهتمام أن عدداً من المدن التي بها نسبة عالية من الوظائف التقنية، كأوستن وبوسطن وسان فرانسيسكو، عادت بشكل أقوى بعد الوباء.

وشهد وادي السيليكون أحد أهم الانخفاضات في حركة السير على الأقدام، حيث بلغت نسبة الانخفاض 82.6%، والسبب بذلك أن التكنولوجيا تعد واحدة من أكبر الزيادات في نسبة العمل عن بُعد، ويتطلع العاملون بها إلى الهروب من حركة المسافرين ونفقات المعيشة المرتفعة.

ووجد استطلاع حديث أن 53% من العاملين في مجال التكنولوجيا في المنطقة قالوا إنهم يفكرون بالانتقال بسبب ارتفاع تكاليف السكن.

وفي الوقت نفسه تشهد أجزاء مختلفة تماماً من أمريكا الشمالية انتعاشاً بطيئاً في حركة سير الأقدام، ولكن لأسباب مختلفة تماماً.

فعلى سبيل المثال، أوتاوا عاصمة كندا شوارعها خالية، وتكافح الشركات الصغيرة التي تعتمد على أعداد كبيرة من العاملين الحكوميين.

وعلى عكس وادي السيلكون حيث يستفيد العاملون في مجال التكنولوجيا من خيارات العمل المرنة، لا يزال العاملون الفيدراليون في أوتاوا يعملون من المنزل دون خطة واضحة للعودة إلى المكاتب.

يذكر أيضاً أن هاتين المدينتين تضمان الكثير من مباني المكاتب التي يتواجد بها شخص واحد ليكون محوراً بين جميع المجموعة.

وعلى الرغم من العودة البطيئة إلى الحياة المكتبية، فإن بعض أصحاب العمل يستأجرون مكاتب تجارية استعداداً لعودة جماعية محتملة إلى العمل.

وفي مارس 2021، أعلنت غوغل أنه تخطط لإنفاق أكثر من 7 مليارات دولار على مساحات المكاتب ومراكز البيانات في الولايات المتحدة، والتزمت شركة التكنولوجيا العملاقة بوعدها في سبتمبر، واشترت مبنى تجاري في مانهاتن 2.2 مليار دولار.