السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

كيف ستؤثر الوعود الجديدة لمؤتمر «كوب 26» على مستقبل الأرض؟

كيف ستؤثر الوعود الجديدة لمؤتمر «كوب 26» على مستقبل الأرض؟

أ ف ب.

شهد الأسبوع الأول من جلسات مؤتمر الأطراف حول المناخ «كوب 26» في غلاسكو سلسلة من الوعود من الدول المشاركة حول التخفيف من انبعاثات غازات الدفيئة، غير أن تقييم تأثيرها على الاحترار في المستقبل لا يزال صعباً في هذه المرحلة.

حددت اتفاقية باريس للمناخ أهدافاً متمثلة بحصر ارتفاع درجات الحرارة بين 1.5 و2 مئويتين.

غير أن الالتزامات بخفض انبعاثات غازات الدفيئة لعام 2030 التي قُطعت قبل «كوب 26» كانت تقود الكوكب نحو ارتفاع «كارثي» من 2.7 درجة مئوية أو 2.2 درجة مئوية مع أخذ وعود الحياد الكربوني بعين الاعتبار، بحسب التقرير المرجعي السنوي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

منذ ذلك الحين، أعلنت الهند والبرازيل والأرجنتين خلال «كوب 26» تعزيز أهدافها على المدى المنظور، وأعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الاثنين أن الهند حددت لنفسها هدفاً لتحييد أثر الكربون بحلول عام 2070.

والتزمت أيضاً نحو مئة دولة بخفض انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30% بحلول عام 2030.

«باكراً جداً»

أفادت دراسة علمية نشرتها الأمم المتحدة الخميس على هامش مؤتمر «كوب 26» بأن الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون قفزت في 2021 إلى مستويات قريبة من تلك القياسية المسجّلة خلال فترة ما قبل جائحة كوفيد التي تسبّبت بشلل اقتصادي عالمي أدى إلى انخفاض كبير في انبعاثات غازات الدفيئة.

ومع أخذ خطط الدول لخفض الانبعاثات المعروفة باسم «المساهمات المحددة وطنياً» المنقحة وغير المنقحة، من المتوقع أن تزيد انبعاثات غازات الدفيئة بـ13,7% في عام 2030 عن عام 2010. غير أن حصر ارتفاع درجات الحرارة بعتبة +1.5 درجة مئوية يتطلّب خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45%.

بيد أن الدراسة لا تذكر تأثير هذه التغييرات في الانبعاثات على درجات الحرارة ولم يعدّل التقرير السنوي للأمم المتحدة توقعاته حتى اللحظة لأن القيام بذلك لا يزال «باكراً جداً»، بحسب ما قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة انغر أندرسن لوكالة فرانس برس الجمعة.

وأكدت أنه من الأساسي أولاً أن تُدرس تفاصيل وعود الدول وأن تقديرات الأمم المتحدة مبينة على العلم والحسابات التي تستغرق وقتاً.

وبحسب تقديرات لجامعة ملبورن، «لأول مرة في التاريخ، يمكن للتأثير الكلي لالتزامات 194 دولة أن يحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من درجتين مئوية»، ولكن احتمال حدوث ذلك هو 50%.

ويقدّر العلماء إمكانية حصر الاحترار بـ+1.9 مئوية إذا احتُرمت جميع الوعود بما فيها الأهداف القصيرة المدى والالتزامات بتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن.

أكد مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول الخميس أن التحاليل التي قامت بها فرقها ولم تُنشر بعد تشير إلى أن الالتزام بكل الوعود التي أعلن عنها خلال مؤتمر «كوب 26» قد يؤدي إلى حصر ارتفاع درجات الحرارة بـ1.8 مئوية.

لكنه لفت إلى أن هذا المسار يعتمد بشدّة على خفض سريع لانبعاثات غازات الدفيئة ثم تحقيق الحياد الكربوني.

وشدد على أن «المهمّ هو أن تحوّل الحكومات وعودها إلى سياسات واستراتيجيات واضحة وموثوقة».

ستختفي بعض الدول عن الخريطة

وترى منظمات غير حكومية أن سقف +1.5 درجة مئوية الذي أصبح عدم تخطيه الهدف الرئيسي لتجنب أسوأ آثار التغير المناخي على الكوكب، سيتم تجاوزه. غير أنه «إذا وصلنا إلى عتبة +1.5 مئوية، فستختفي بعض الدول عن الخريطة بكل بساطة» بحسب خوان بابلو اوسورنيو من منظمة «غرينبيس».

لذا، «فإن نتيجة هذه الحسابات هي أننا لسنا بحاجة إلى كلمات فقط، بل إلى أفعال».

وشدّد المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري الجمعة في مؤتمر صحافي على أنه «لا يزال هناك عمل يجب القيام به».