الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

شقاقٌ في البيت الأبيض: هل فقدت هاريس بريقها؟

شقاقٌ في البيت الأبيض: هل فقدت هاريس بريقها؟

هل «هناك من يقوض عملها»؟ (رويترز)

بعكس صورتها الباسمة ولحظاتها الأكثر جاذبية خلال الحملة الانتخابية، تواجه كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، انتقادات حادة داخل البيت الأبيض منذ أشهر، تضاف إلى انخفاض شعبيتها في استطلاعات الرأي حتى عن معدلات الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ذكر تقرير نشرته شبكة «سي إن إن» الأمريكية الإخبارية أن هناك ثمة مشاعر سخط وإحباط داخل جدران البيت الأبيض من أداء نائبة الرئيس، التي «كانت يوماً نشيطة وجذابة، وكان الحشد يقف تحت قدميها على خشبات المسارح مصفقاً».

ونقلت «سي إن إن» عن عدد من مسؤولي ما يسمى «الجناح الغربي» للبيت الأبيض حديثهم عن «خلل وظيفي» و«قلة تركيز» في أدائها.

انقسامات الجناح الغربي

والمعروف أن البيت الأبيض ينقسم إلى جناحين شرقي وغربي. يضم الجناح الشرقي مكتب السيدة الأولى، مكاتب كادرها، سينما، ومسرحاً. فيما يضم الجناح الغربي المكتب البيضاوي لرئيس الولايات المتحدة، مكاتب طاقمه الرئاسي، غرفة العمليات لإدارة الحروب، مركز إدارة المخابرات، الكابينة الوزارية، قاعة روزفلت لعقد اللقاءات.

داخل أركان الجناح الغربي، تصاعدت أجواء التذمر في الآونة الأخيرة من أداء نائبة الرئيس. هذا ما كشفت عنه مقابلات مكثفة أجرتها «سي إن إن» مع نحو 30 من مساعدين سابقين وحاليين لهاريس وعاملين آخرين في الإدارة، شكوا مما وصفوه بوضع «معقد» داخل البيت الأبيض.

وبحسب الموقع الأمريكي، قال مسؤولون في دائرة نائبة الرئيس إنها «غير مستعدة وليست في وضع كافٍ» لتولي مهامها.

تهميش وتقييد

وتردد أن هاريس شكت بدورها لمقربين منها أنها تشعر بـ«التهميش» وبأنها «مقيدة»، فيما يلمح بعض ممن حولها إلى «طموحات سياسية مستقبلية» ربما تراودها للترشح لمنصب الرئاسة في الانتخابات المقبلة.

وقال الموقع إنها «ربما تكون على بعد عام واحد فقط من إطلاق حملة رئاسية خاصة بها»، مشيراً إلى أن بايدن نفسه لم يخفِ نيته إعادة الترشح في انتخابات 2024.

وذكرت الشبكة الإخبارية أن قلة فقط ممن تحدثت معهم أعربوا عن اعتقادهم بأنها «مؤهلة جيداً» لأي دور جديد يناط بها.

ثرثرة ولغط

لكن في المقابل، تعاني هاريس، وهي أول سيدة، بل أول سمراء تتولى منصبها في تاريخ البلاد، من جمود في العلاقات مع مسؤولين آخرين في البيت الأبيض، ما يثير الكثير من اللغط والثرثرة بين منتقديها والمدافعين عنها بين جنبات الجناح الغربي.

هاريس بالفعل أول نائبة للرئيس في منصبها. تولت المهمة «بخبرة أقل في أروقة واشنطن» من الرئيس، ما يعني أن إيجاد موطئ قدم لها منذ البداية كان أمراً صعباً.

وأشارت «سي إن إن» إلى أن الجناح الغربي دائماً ما يتسم بـ«الصدام بين موظفي الرؤساء ونواب الرئيس». فمثلاً، يميل مؤيدو الجناح الغربي للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى رفض نائبه آنذاك والرئيس حالياً بايدن.

بايدن يتخلى عنها

وضمن الثرثرة التي تتردد داخل البيت الأبيض، أنه عندما اختار بايدن هاريس لمنصب نائب الرئيس، كان يقدمها باعتبارها «مستقبل الحزب الديمقراطي». أما الآن فيشعر مقربون منها بأنه يتراجع عن الترويج لها. بل ويتركها للفشل.

ومن التكهنات التي تثار كذلك داخل وحول دائرة هاريس أنه «لا بد من وجود شخص ما يعترض طريقها»، وذهب البعض إلى أن «الرئيس هو من تركها في العراء، معطياً الأولوية لجدول أعماله».

وضع شاذ

وبينما ينتقد مؤيدوها وجود أشخاص يقوضون عملها في الجناح الغربي، يُعرب منتقدوها عن قلقهم من أن نائبة الرئيس - كدأبها في حياتها السياسية - تميل بقوة للاستناد على نصائح شقيقتها مايا هاريس، وصهرها توني ويست، وابنة شقيقتها مينا هاريس، المتهمين بأن لهم تأثيراً كبيراً عليها «من تعيين الموظفين إلى اتخاذ القرارات السياسية»، وهو الوضع الشاذ في تاريخ الرئاسة الأمريكية.