الخميس - 13 يونيو 2024
الخميس - 13 يونيو 2024

«صراع نفوذ».. أمريكا تزاحم الصين في قارة المستقبل

«صراع نفوذ».. أمريكا تزاحم الصين في قارة المستقبل

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ونظيرته الكينية رايشيل أومامو خلال زيارته الرسمية لكينيا 17 نوفمبر 2021- epa

تبذل الولايات المتحدة الأمريكية، في الفترة الأخيرة، جهوداً كبيرة، وتسخر مليارات الدولارات، لتعزيز مكانتها في سوق الاستثمار بالقارة الأفريقية، الذي تسيطر عليه الصين.

وزاد القلق الأمريكي من تنامي النفوذ الاقتصادي للصين في أفريقيا، وربما كان ذلك أحد أسباب زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى كل من كينيا، ونيجيريا، والسنغال، التي بدأت الأربعاء وانتهت السبت، وشهدت توقيع عدة اتفاقيات، وإعلانه عن رغبة بلاده في الاستثمار في أفريقيا، وكذا إعلانه عن قمة مرتقبة تجمع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بقادة أفريقيا.

وبحسب موقع «ستاتيستا» الألماني المتخصص في الإحصائيات، فبين عامي 2014 و2018، كان 16 % من الاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا من أصل صيني، وتمثل الصين، بحسب «ستاتيستا»، المصدر الرئيسي للاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا، في حين أن أمريكا وفرنسا تمتلكان على التوالي 8 % من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في القارة، بحسب المصدر نفسه.

وفي سنة 2009، نجحت الصين في انتزاع صفة «أكبر شريك تجاري لأفريقيا» من أمريكا، وهي الصفة التي يحافظ عليها المارد الآسيوي حتى الآن، بحسب التقرير السنوي للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأفريقيا لسنة 2021، الصادر في سبتمبر المنصرم.

وأطلقت أمريكا مجموعة من المشروعات الاستثمارية في القارة الأفريقية في الفترة الأخيرة، أبرزها المشروعات التالية:

البنية التحتية في السنغال

وقعت أمريكا والسنغال، السبت (20 نوفمبر 2021)، في العاصمة السنغالية دكار، عقوداً تزيد قيمتها على مليار دولار أمريكي، لتحسين البنية التحتية، وتوفير فرص عمل، وتعزيز السلامة العامة، والقدرة على التكيف مع تغير المناخ.

إزالة استخدام الكربون من جنوب أفريقيا

كما وقعت أمريكا مشروعاً بالشراكة مع حكومات جنوب أفريقيا، وفرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، جنباً إلى جنب مع الاتحاد الأوروبي، أعلن عنه في 2 نوفمبر 2021، بهدف تسريع إزالة استخدام الكربون من اقتصاد جنوب أفريقيا، مع التركيز على نظام الكهرباء.

وتلتزم الولايات المتحدة، وبقية الدول المذكورة، بجمع تمويل بقيمة 8.5 مليار دولار أمريكي للمرحلة الأولى من التمويل، من خلال آليات مختلفة، تشمل المنح، والقروض الميسرة، والاستثمارات، وأدوات تقاسم المخاطر، بما في ذلك تعبئة القطاع الخاص.

مشروعات «غوغل» في أفريقيا

وفي أكتوبر 2021، أعلن عملاق الإنترنت الأمريكي «غوغل» عن مشروع ضخم في بلدان أفريقية، لتطوير مجال تكنولوجيا المعلومات، باستثمارات تقدر بمليار دولار أمريكي.

وسيتجه «غوغل» إلى دول أفريقية مثل نيجيريا، وكينيا، وأوغندا، وغانا، وستتركز استثمارات الشركة الأمريكية هناك على الربط بالإنترنت، ودعم الشركات الناشئة.

مشروع «فيسبوك» في أفريقيا

كما أن هناك مشروعاً آخر تنفذه شركة ميتا صاحبة موقع «فيسبوك» الأمريكية، بالتعاون مع شركات اتصالات أخرى، بهدف ربط القارة الأفريقية بمزود إنترنت سريع، يمكن من إنتاج البيانات بسرعات مقابل كلفة زهيدة.

ويرتقب أن تستفيد من المشروع 16 دولة أفريقية، عن طريق كابل بحري ضخم من الألياف الزجاجية، يبلغ طوله 37 ألف كيلومتر، وسيحيط بالقارة الأفريقية، ويربط بين بلدانها من خلال البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.

وسيكون الكابل المذكور أكبر مشاريع الكوابل البحرية في العالم، وسيقوم بربط القارة الأفريقية بأوروبا، ودول الشرق الأوسط.

مشروع «كهرباء السودان»

وكانت أمريكا قد قررت، في أواخر يوليو/ بداية أغسطس 2021، تمويل مشروعات للكهرباء في السودان بقيمة مليار دولار أمريكي، وذلك ضمن المشروع الأمريكي المرتبط بالطاقة والطاقة المتجددة في القارة الأفريقية «باور أفريكا»، الذي يهدف إلى إنتاج 30 ألف ميغاواط من الكهرباء للقارة الإفريقية، لتعزيز جهود التنمية في دولها.

مبادرة «ازدهار أفريقيا» عبر المغرب

وفي 22 ديسمبر 2020، وقعت أمريكا والمغرب، في العاصمة المغربية الرباط، اتفاقيتي تعاون بقيمة 5 مليارات دولار أمريكي، بهدف تشجيع الاستثمارات في المغرب وأفريقيا، في إطار الزيارة التي قام بها وفد أمريكي-إسرائيلي رفيع المستوى للمملكة.

ويهم الشق الأول من الاتفاقيتين افتتاح مكتب «ازدهار أفريقيا» (وهي مبادرة أمريكية تم إطلاقها سنة 2018، وتضم 17 وكالة أمريكية) في سفارة الولايات المتحدة بالرباط، لأول مرة خارج الأراضي الأمريكية، ما سيساهم في النهوض بالأعمال بين الولايات المتحدة، والمغرب، وبقية القارة الأفريقية.

ويخص الشق الثاني اتفاق مع الحكومة المغربية، تلتزم بموجبه المؤسسة الأمريكية لتمويل التنمية الدولية باستثمار ما يعادل 3 مليارات دولار أمريكي في مشروعات كبرى بالمغرب، لا سيما من خلال صندوق محمد السادس للاستثمار الاستراتيجي، وكذا الاستثمار مع مقاولات مغربية في مشاريع بأفريقيا.

ويتعلق الشق الأخير بفتح مكتب مبادرة 2X Women" Africa"، الرامية إلى دفع ريادة الأعمال النسائية في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، بقيمة مليار دولار.