الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

«طلقة تحذيرية» تفاقم أزمة سفن الصيد بين فرنسا وبريطانيا

«طلقة تحذيرية» تفاقم أزمة سفن الصيد بين فرنسا وبريطانيا

فرنسا تهدد بقطع الكهرباء عن جزيرة جيرسي احتجاجا على التعنت البريطاني.

في تصعيد جديد، ضمن أزمة رخص الصيد البحري، بين فرنسا وبريطانيا، ما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، نفذ الصيادون الفرنسيون، الجمعة، عمليات إغلاق أمام البضائع في موانئ سان مالو، وويسترهام، وكاليه، وأيضا على مستوى نفق المانش بين فرنسا وبريطانيا، وهو ما اعتبره خبيران فرنسيان تحدثا لـ «الرؤية» بأنه «يظهر أن لندن وباريس تربطهما علاقة كارثية، وبأن الخطوة ستزيد من التوترات القائمة بين البلدين».

طلقة تحذيرية

وقال رئيس اللجنة الوطنية لصيد الأسماك، جيرارد روميتي: «نريد استعادة تراخيصنا.. ويجب على المملكة المتحدة احترام اتفاق ما بعد البريكست».

وأضاف روميتي، في تصريحات نقلتها عنه صحيفة «لوموند»: «منذ 11 شهرا ونحن ننتظر.. صبر المهنيين له حدود.. ونأمل أن تسمع هذه الطلقة التحذيرية، وغير مُستبعِدٍ اتخاذ أي إجراء في المستقبل».

وأوضح أن «هذه الخطوة هي رد على الموقف الاستفزازي والمهين للبريطانيين»، مضيفا «العلاقات طويلة الأمد مع المملكة المتحدة تعتمد على حل هذه القضية».

وتوجه فرنسا اتهامات لبريطانيا بالتنصل من التزاماتها في مجال الصيد البحري، في مرحلة ما بعد الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، إذ لم توافق بريطانيا على منح رخص الصيد في مياه جزيرة جيرسي لجميع السفن الفرنسية التي طلبتها، مبررة ذلك بأن تلك السفن «لم تستطع أن تثبت أنها قضت 5 سنوات من الصيد في مياه الجزيرة»، وهو الشرط الذي ينص عليه اتفاق «بريكست»، للسماح للسفن الفرنسية بالصيد في محيط الجزيرة.

في المقابل، ردت فرنسا بالقول إن «بريطانيا أضافت مجموعة من التفاصيل التقنية، التي تصعب على السفن الفرنسية إثبات أنها كانت تنشط في مياه الجزيرة لسنوات»، كما هددت فرنسا بقطع الكهرباء عن الجزيرة، التي لا تفصلها سوى 14 ميلا عن فرنسا، وتحصل على 95 % من احتياجاتها من الكهرباء منها.

علاقات كارثية

تعليقا على هذه التطورات، قال أستاذ العلوم السياسية في معهد العلوم السياسية بباريس، والمختص في الشؤون الأوروبية، كريستيان لوكين «هذا يظهر أن لندن وباريس تربطهما علاقة ثنائية كارثية، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، يلوم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على خلفية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقرر جونسون أنه سيجعل ماكرون يدفع ثمن ذلك».

وأضاف لوكين، في تصريحات خاصة لـ «الرؤية»: «الأمر سخيف للغاية.. ونتوقع أفضل من دولتين صديقتين، قامتا بالكثير معا في السنوات الأخيرة، لاسيما في مجال السياسة الخارجية والأمنية».

وأبرز لوكين أن «جونسون يفضل الحفاظ على موقف المواجهة، لأن ذلك هو ما يريد ناخبوه المؤيدون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سماعه، وعادة ما يكون رد فعل رئيس الوزراء البريطاني شعبويا».

تطورات ستزيد التوترات

ومن جانبه، قال الباحث الفرنسي في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، والمختص الفرنسي في القضايا العسكرية، جون فانسون بريسي «هذه التطورات ستزيد من التوترات بين البلدين، لكن لا توجد أسباب ليقوم البريطانيون بشيء إضافي، إذ منحوا عدة رخص صيد، استنادا إلى المعايير التي حصل تفاوض بخصوصها».

وحول تأثير تلك التطورات ومنح بريطانيا رخص الصيد للسفن الفرنسية، قال بريسي «بريطانيا بلد ذو سيادة، وهي التي يمكن أن تمنح أو لا تمنح الرخص، وهي رخص ممنوحة لبلد أجنبي للصيد في المياه البريطانية، وبالتالي فالقرار في هذا الجانب يعود إلى بريطانيا».