الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

منظمة الصحة العالمية: منع السفر لن يوقف تفشي «أوميكرون»

منظمة الصحة العالمية: منع السفر لن يوقف تفشي «أوميكرون»

منظمة الصحة العالمية دعت إلى «إبقاء الحدود مفتوحة». (أ ف ب)

حذّرت منظّمة الصحة العالمية، الثلاثاء، من أنّ حظر السفر لن يوقف انتشار المتحوّرة أوميكرون لفيروس كورونا، لكنّها نصحت الأشخاص المعرّضين لخطر المرض الشديد أو الموت إذا ما التقطوا العدوى، بمن في ذلك من هم فوق 60 عاماً، بعدم السفر إلى مناطق تشهد انتقالاً مجتمعياً للفيروس.

وقالت المنظمة، في تحديث لتوجيهاتها المتعلّقة بالسفر في ظلّ أوميكرون، إنّ «الأشخاص الذين لم يتمّ تطعيمهم بالكامل، أو لا دليل لديهم على أنّه سبق لهم وأن أصيبوا بعدوى +سارس-كوف-2+، والذين يواجهون خطراً مرتفعاً بالإصابة بمرض شديد والموت، بما في ذلك أولئك الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً وما فوق وأولئك الذين يعانون من أمراض مصاحبة تزيد من خطر الإصابة الشديدة بكوفيد-19 (مثل أمراض القلب والسرطان والسكري)، ينبغي نُصحهم بتأجيل سفرهم إلى مناطق تشهد انتقالاً مجتمعياً للفيروس».

وأوضحت النشرة التوجيهية أنّه حتّى 28 نوفمبر، «وضعت 56 دولة إجراءات تتعلّق بالسفر تهدف إلى تأخير دخول المتحوّرة الجديدة إليها».

عبء ثقيل

لكنّ المنظّمة التابعة للأمم المتّحدة اعتبرت أنّ «حظر السفر العام لن يمنع تفشّي (المتحوّر) على مستوى العالم، وهو يضع عبئاً ثقيلاً على سير الحياة وسبل العيش».

وأضافت أنّ مثل هذه القرارات «يمكن أن تؤثّر سلباً على الجهود الصحية العالمية أثناء الجائحة عن طريق تثبيط البلدان عن الإبلاغ وتبادل البيانات الوبائية».

واتّخذت دول عدّة قرارات بمنع الرحلات، خصوصاً تلك الآتية من جنوب أفريقيا ودول مجاورة لها، حيث رُصدت المتحوّرة الجديدة أول مرة.

وبصورة أعمّ، دعت المنظمة جميع المسافرين إلى «توخي اليقظة» والتطعيم واتّباع قواعد الصحّة العامة بغضّ النظر عمّا إذا كانوا قد تلقّحوا أم لا، لا سيّما باستخدام الأقنعة الواقية والالتزام بتدابير التباعد الجسدي وتجنّب الأماكن المزدحمة وسيئة التهوية.

وكان المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا دعا الأحد إلى «إبقاء الحدود مفتوحة» بعد أن ناشدت جنوب أفريقيا المجتمع الدولي «الرفع الفوري والعاجل» لقيود السفر المفروضة عليها بعد رصد المتحورة أوميكرون.

وفي توجيهاتها، دعت منظمة الصحة العالمية الدول إلى اتّباع نهج يقوم على تقييم المخاطر عند اتخاذ تدابير مثل فحص الركاب والحجر الصحي.

وكتبت المنظمة «يجب أن تكون جميع التدابير متناسبة مع المخاطر ومحدّدة زمنياً ويجب تطبيقها مع احترام كرامة المسافرين وحقوق الإنسان والحريات الأساسية».

وعلى غرار ما فعلت مراراً في بداية انتشار الجائحة، ذكّرت المنظمة بأنّ «الرحلات الدولية الأساسية - بما في ذلك السفر لأغراض إنسانية وفي الحالات الطارئة ورحلات العودة إلى الوطن وشحن البضائع الأساسية - يجب أن تظلّ أولوية».

متحور لم نفهمه بعد

وفي مواجهة حالة الهلع المسيطرة، دعا المدير العام للمنظمة الأممية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الثلاثاء إلى «الهدوء» وطلب من «كل الدول الأعضاء اتّخاذ إجراءات منطقية ومتناسبة لخفض الأخطار».

وقال إنّه من المفهوم أنّ الدول تريد حماية مواطنيها «ضدّ متحوّرة لم نفهمها تماماً بعد... لكنّني قلق أيضاً لأنّ العديد من الدول الأعضاء تفرض تدابير شاملة لا تستند إلى أدلّة... ولن تؤدّي إلا إلى تفاقم عدم المساواة» بين الدول.

وما أن أعلنت جوهانسبرغ اكتشاف هذه المتحوّرة الجديدة الأسبوع الماضي، حتى أغلقت دول كثيرة حدودها أمام القادمين من جنوب أفريقيا ودول مجاورة لها، ما أثار الغضب في المنطقة.

تأثير سلبي

وحذّرت المنظمة الأممية من أنّ هذه التدابير «يمكن أن يكون لديها تأثير سلبي على الجهود الصحية العالمية خلال فترة تفشّي وباء عبر ثني الدول عن الإبلاغ وتبادل البيانات الوبائية وتلك التي تتعلق بالسلالات».

وفي وقت يتساءل فيه العالم عن الاستجابة لهذه المتحوّرة، توقّع رئيس شركة موديرنا ستيفان بانسل لصحيفة «فايننشال تايمز» أن يكون هناك «انخفاض جوهري» في فاعلية اللّقاحات الحالية ضدّ أوميكرون.

وأشار إلى أنّ تطوير لقاح فعّال في هذا الصدد سيستغرق أشهراً. وصرّح للصحيفة بأن «جميع العلماء الذين تحدّثت إليهم... قالوا إنّ الوضع لن يكون جيّداً».

لكنّ العديد من المختبرات من بينها موديرنا وأسترازينيكا وفايزر/بايونتيك ونوفافاكس أعربت عن ثقتها في قدرة لقاحاتها على مكافحة المتحوّرة أوميكرون.

من جانبها، أعلنت روسيا أنّها تعمل على تطوير نسخة من لقاح «سبوتنيك-في» تستهدف أوميكرون بشكل خاص، إذا لم يكن اللّقاح المتوافر حالياً فعّالاً «وهو أمر غير مرجّح».

وأودت جائحة كوفيد-19 بحياة ما لا يقل عن 5,206,370 شخصاً منذ ظهوره نهاية عام 2019 في الصين، وفقاً لإحصاء أعدّته وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات رسمية.

وانتشرت المتحوّرة الجديدة التي اكتشفت في جنوب أفريقيا في كل القارات، إلا أن أوروبا التي تواجه موجة وبائية جديدة، تبدو حالياً الأكثر تضرّراً بأوميكرون.

أوروبا الأكثر تضرراً

وبعدما اعتُبرت لفترة طويلة نموذجاً يُحتذى به في أوروبا، أثارت ألمانيا التي تشهد طفرة إصابات جديدة، الثلاثاء إلزامية تلقّي اللقاح، وهو موضوع سيُطرح للتصويت في البرلمان بحلول نهاية العام.

وقال المستشار الألماني المقبل أولاف شولتز لقناة «بيلد تي في» الألمانية إن «عدداً كبيراً من الناس لم يتلقّوا اللقاح».

وفي المملكة المتحدة، وهي واحدة من أكثر الدول تضرّراً بالوباء (145 ألف وفاة)، أعيد الثلاثاء فرض إلزامية وضع الكمامة في وسائل النقل والمتاجر. كذلك، أصبح يتوجب على جميع المسافرين الذين يصلون إلى بريطانيا الخضوع لاختبار «بي سي آر» ولحجر صحي حتى صدور النتيجة.

وأعلنت السويد التي تميّزت منذ بدء تفشي الوباء بتدابير أقلّ تقييداً من تلك التي فرضتها سائر الدول، أن تواصل سلوك المسار ذاته.

وقال كبير خبراء الأوبئة في المملكة أندرز تيغنيل في مقابلة مع وكالة فرانس برس «إن التدابير السويدية لديها تأثيرات لا تختلف عن تأثيرات التدابير المتخذة في دول أخرى»

وأعلنت هولندا أن 14 مسافراً وصلوا نهاية هذا الأسبوع من جنوب أفريقيا مصابون بأوميكرون. وقالت السلطات الهولندية إن المتحوّرة كانت منتشرة في البلاد في 19 نوفمبر، أي قبل أسبوع تقريباً من إعلان جنوب أفريقيا اكتشافها.

وأبلغت فرنسا عن اكتشاف أول إصابة بأوميكرون في جزيرة لا ريونيون، وأوصت بتلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و11 عاماً والمعرضين لخطر الإصابة بأعراض حادة من المرض.

ومساء الثلاثاء، أُعلن عن إصابتين بأوميكرون في سويسرا، وعن إصابتين أخريين في البرازيل، ليتأكّد بذلك وصول المتحوّرة إلى أمريكا اللاتينية.

زيادة متسارعة في آسيا

وفي آسيا، حظرت اليابان، بعد 3 أسابيع من تخفيف بعض القيود، «دخول جميع الرعايا الأجانب» اعتباراً من الثلاثاء. وأكدت الحكومة أول إصابة بأوميكرون الثلاثاء لدى رجل عائد من ناميبيا.

وأثارت أوميكرون قلقاً أكثر من أي متحوّرة أخرى منذ ظهور دلتا التي تبيّن أنها أشد عدوى من متحورات كوفيد-19 السابقة.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن «احتمال انتشار أوميكرون في العالم مرتفع»، مقرّة بأن معلومات كثيرة ما زالت مجهولة، مثل شدة العدوى وفعالية اللقاحات الموجودة ضدها وشدة الأعراض.

لكن حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي وفاة مرتبطة بأوميكرون.

في جنوب أفريقيا، ترتبط غالبية الإصابات الجديدة بأوميكرون وتتوقع الحكومة زيادة متسارعة في عدد الإصابات.

أفريقيا الأقل تحصيناً

وتوحي هذه البيانات بأن المتحوّرة لديها إمكانات كبيرة على الانتشار وتذكّر بضرورة التلقيح على نطاق عالمي باعتباره الوسيلة الوحيدة القادرة على توفير غطاء مناعي عالمي للسيطرة على الوباء، في وقت ما زالت أفريقيا من بين الأقل تحصيناً.

ودعت جنوب أفريقيا التي تعتبر نفسها «معاقبة» لكشفها وجود المتحوّرة الجديدة، إلى الرفع «الفوري والعاجل» لقيود السفر معتبرة أنه من «المؤسف» أن بعض الدول الأفريقية تتخذ هذه الإجراءات أيضاً.

فقد أعلنت الغابون إغلاق حدودها أمام المسافرين القادمين من 8 دول أفريقية.

وتراجعت البورصات العالمية وأسعار النفط بشكل واضح في مواجهة تفشي متحورة أوميكرون.

كما أقرت الصين الثلاثاء بأن أوميكرون ستصعّب استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية (4-20 فبراير 2022) لكنها أكدت ثقتها في نجاح الحدث.