السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

«أوميكرون».. هل نعيش عصر المتحورات بلا نهاية؟

«أوميكرون».. هل نعيش عصر المتحورات بلا نهاية؟

جدارية في أحد أحياء ريودي جانيرو تصور رجل يرتدي بدلة واقية يرش مطهرًا على فيروس كورونا. ( أ ف ب)

في وقت يستعد العالم للخروج من القيود التي فرضتها جائحة كوفيد-19، على مدار العامين الماضيين، تمهيداً للعودة إلى الحياة الطبيعية، ظهر متحو جديد من الفيروس، أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية «أوميكرون»، حيث أثار الخوف من فرض الدول حظر السفر الدولي. ويفاقم من حدة المخاوف التصريحات المتواترة من مراكز اللقاحات، وشركات الأدوية، التي استبعدت أن تكون اللقاحات المضادة للفيروس فعالة ضد المتحور الجديد، كما كان الأمر بالنسبة لسلالة «دلتا»، وهو ما يطرح عدد من التساؤلات: ما هي سلالة «أوميكرون» الجديدة من فيروس كورونا؟ ولماذا يخشاها العلماء؟ وتصفها منظمة الصحة العالمية بـ«المثيرة للقلق والأشد عدوى»؟ وما مواصفات «أوميكرون» مقارنة مع السلالات الأخرى؟

معركة العالم والعلم

لطالما خشي خبراء الصحة العامة من ظهور متغير جديد، وخطير من فيروس كورونا المستجد أكثر فتكاً، وأكثر قابلية للنقل، بالإضافة إلى كونه أكثر قدرة على التكيف مع اللقاحات، ليعيد بذلك معركة العالم، والعلم مع الجائحة إلى سيرتها الأولى، وبالفعل ظهر متحور أوميكرون، الذي كان متوقعاً بحسب الأوساط العلمية، بالتزامن مع بدء الناس في أنحاء العالم في التفكير بالعودة إلى حياة شبه طبيعية، ليعيد ذلك المتحور الجديد، البعض منا إلى المربع صفر، لزمن الوباء، والخوف والقلق، بعد أن اكتشفه العلماء في بوتسوانا، وجنوب إفريقيا لأول مرة منذ أيام، وأعلنوا تميزه عن المتغيرات الأخرى، بطفرات كبيرة في البروتين، الذي يشكل شوكات الفيروس، بحسب مركز الاستجابة الوبائية والابتكار في جنوب إفريقيا. وكان ذلك العدد الكبير من الطفرات سبباً كافياً للقلق من أخطر المتحورات المكتشفة حتى الآن.

كيف تنشأ السلالات المتحورة؟

انطلاقاً من السلالة الأصلية لفيروس كورونا، التي تم اكتشافها قبل عامين، شكل كوفيد-19 خلال نحو عامين شجرة تطوريةتحتوي الآن على آلاف الفروع، لكن بعضها فقط يشكل خطراً واضحاً. والسلالات المتحورة من كورونا هي نسخة من الفيروس، تضم مجموعة من الطفرات أي التغيرات في مادته الوراثية، ولا يعد ظهورها أمراً مفاجئاً بل عملية طبيعية، لأن الفيروس يتحور بمرور الوقت لضمان بقائه. مع الأخذ في الاعتبار أنه تم تحديد أكثر من 4 آلاف متحور من الفيروس حول العالم، وذلك بحسب هيئة الخدمات الصحية البريطانية.كما يقدر الباحثون أن الفيروس يسجل حوالي طفرتين جديدتين شهرياً. لكن لحسن الحظ تؤكد منظمة الصحة العالمية أن معظمها، ليس له تأثير من حيث تدابير الصحة العامة.وعلى غرار جميع الفيروسات، يتحور كورونا بشكل مستمر، وتسمح له بعض الطفرات العشوائية مثل أوميكرون، بمزيد من الانتشار ومقاومة أجهزة المناعة المكتسبة واللقاحات.

ما هي أخطر سلالات كورونا ؟

المتحورات المثيرة للقلق لفيروس كورونا تتميز بصفة واحدة، كما ترتبط بتغيير واحد أو أكثر من 3 صفات، بحسب المراجع العلمية.

وهي زيادة قدرة الفيروس على الانتقال، أو تغيير مضر في وبائيات كوفيد-19، أو تغيير في المظاهر السريرية للمرض، أو انخفاض فعالية تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية، بالإضافة إلى تغير وسائل التشخيص، واللقاحات والعلاجات المتاحة.

وتشمل المتحورات المثيرة للقلق لكورونا، 5 سلالات حتى الآن وفقا لمنظمة الصحة العالمية وهي: «بيتا» المعروفة باسم السلالة الجنوب إفريقية، والتي انتشرت في نحو 20 دولة، وترجع أولى العينات الموثقة بها إلى جنوب إفريقيا، في مايو 2020. و«ألفا» المعروفة بالسلالة البريطانية، والمنتشرة سابقا في ما يزيد على 50 دولة، وترجع أولى العينات الموثقة بها إلى المملكة المتحدة في سبتمبر 2020. و «دلتا» المعروفة بالسلالة الهندية، ىوالمنتشر في العالم على نطاق واسع الآن، وترجع أولى عيناتها للهند أكتوبر 2020.

و«غاما» المعروفةبالسلالة البرازيلية، والمنتشرة سابقاً في ما يزيد عن 10 دول أخرى، وترجع أولى العينات الموثقة بها إلى البرازيل في نوفمبر 2020، ما سبق يشير إلى أن ظهور المتحورات الجديدة طبيعياً، لكن السؤال:

لماذا تصيب السلالة الخامسة «أوميكرون» العلماء بالذعر؟

منذ ظهور المتحور دلتا لم يسبق لأي متحور جديد، أن أثار هذا القدر من القلق حول العالم. فمع خوف العلماء من أي متغير جديد قادر على التهرب من اللقاحات، أو الانتشار بشكل أسرع من متغير دلتا السائد الآن، لأنه قد يشكل تهديداً كبيراً لمحاولات العالم في القضاء على الوباء.

ظهر أوميكرون ليؤكد تلك المخاوف حيث أصبح الفيروس الآن، مختلفا جذرياً عن الأصلي الذي ظهر في مدينة ووهان بالصين.ما يعني أن اللقاحات التي تعد السلاح الأكثر فعالية في العالم ضد الفيروس، والتي تم تصميمها باستخدام السلالة الأصلية له قد لا تكون فعالة.

وفي حال أثبت أوميكرون أنه الأقدر على التهرب، من المناعة المكتسبة سواء من التطعيم أو العدوى السابقة، مما كان عليه دلتا فإن هذا يعني مزيداً من العدوى المحتملة. وقد يصبح في نهاية المطاف السلالة المهيمنة من الفيروس، تماماً كما هيمنت دلتا على المتحورات السابقة من الفيروس التاجي.

لذلك يجب الحذر من الأعرض المبكرة للمتحور الجديد، التي تختلف عن أعراض متغير دلتا، ويمكن أن تشمل التعب الشديد، والحمى، والشعور بآلام الجسد،وصداع الرأس، مع التعرق الليلى، وسيلان الأنف، وحكة الحلق، بحسب الجمعية الطبية فى جنوب إفريقيا. ولم يظهر على المرضى الذين يعانون من أعراض أوميكرون، سعال مستمر أو فقدان حاسة التذوق أو الشم، وهى الأعراض المرتبطة بشكل شائع بالسلالات السابقة من الفيروس. لذلك سرعان ما صنفت منظمة الصحة العالمية سلالة أوميكرون، على أنها «متغير مثير للقلق» و«الأشد عدوى».

دعوة للتفاؤل

ووسط حالة الذعر التي أصابت العالم، ودفعت عدة دول لتعليق الرحلات القادمة من دول إفريقيا الجنوبية، هناك أسباباً قد تدعوك للتفاؤل بشأن مسار الوباء مستقبلاً، وهي: ظهور وعود بعلاجات من شأنها أن تقلل بشكل كبير من فرص دخول المستشفى، أو الوفاة لدى الأشخاص المصابين بالفيروس، ويبدو بعض الخبراء متفائلين بأن مضادات الفيروسات، ستكون على ما يرام لأنها تستهدف أجزاء من الفيروس لم تتحور.