الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

هجمة أمريكية جديدة في «معركة البيانات» ضد الصين

هجمة أمريكية جديدة في «معركة البيانات» ضد الصين

صورة لطائرة مسيرة من إنتاج شركة (dji) الصينية- من المصدر

تشن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والكونغرس الأمريكي بجناحيه من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، حملة جديدة، ضمن معركة البيانات بين واشنطن وبكين، ضد واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا الصينية، في مجال صناعة الطائرات المسيرة المستخدمة في مجال التصوير الجوي، والتي تستحوذ على نسبة كبيرة من السوق الأمريكي، وفقاً لتقرير نشرته وكالة «بلومبيرغ».

استهداف أمريكي

ويقول منتقدو طائرات شركة (DJI) المسيرة، إنها يمكن أن تنقل بيانات حساسة إلى المخابرات الصينية، تتعلق بالبنية التحتية الأساسية كالجسور والكباري وكذلك المعلومات الشخصية.

وذكر التقرير أن إدارة بايدن تسعى لإنهاء هيمنة الشركة، على سوق الطائرات المسيرة في أمريكا، وأقدمت الخميس، على اتخاذ قرار بمنع الاستثمارات الأمريكية في الشركة الصينية.

وفي 18 ديسمبر من العام الماضي 2020، في الأيام الأخيرة من عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، أقدمت إدارته على إدراج الشركة ضمن القائمة الاقتصادية السوداء، ما يمنعها من الحصول على مكونات أمريكية.

وقبلها وفي شهر مايو 2020، كانت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية قد حذرت بشكل رسمي، من أن الطائرات المسيرة من الشركات الصينية تجمع معلومات حساسة، من المناطق التي يتم استخدامها فيها، ومن ثم تقوم بنقلها إلى الخوادم (Servers) في الصين.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل إن أعضاء الكونغرس من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، يسعون إلى وضع مشروع قانون جديد، يحظر على الوكالات الفيدرالية شراء طائرات شركة (DJI) المسيرة، وذهب أحد الأعضاء في لجنة الاتصالات الفيدرالية إلى مطالبة بإخراج منتجاتها من الأسواق الأمريكية.

معركة البيانات



ونقل التقرير عن الأستاذة في كلية الحقوق بجامعة ييل والتي عملت في البنتاغون في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، أونا هاثاوي، قولها «كل معلومة جديدة بحد ذاتها ليست مهمة نسبياً.. لكنها إذا كانت مجتمعة، يمكن عندئذ أن تمنح للخصوم الأجانب، نظرة ثاقبة غير مسبوقة في الحياة الشخصية لمعظم الأمريكيين».

كما ذكر التقرير أن «معركة البيانات» تعد هي قلب المنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين، كما أنها لديها القدرة على إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي على مدى العقود المقبلة.

وأكد التقرير أن المخاوف المتعلقة بأمن المعلومات، سيتم أخذها في الاعتبار بالنسبة لجهات التصنيع، وسلاسل التوريد، والأسواق المالية، وسط مخاوف من أن الحكومات قد تستخدم المعلومات المتاحة من خلال تطبيقات الهواتف الذكية ومن الأجهزة الطبية وغيرها من المنتجات التكنولوجية، ومنها الطائرات المسيرة، كسلاح جديد، كما أن صانعي السياسات في كل من أمريكا والصين، يندفعون باتجاه المزيد من الحفاظ على سرية وأمن معلومات مواطنيهما.

هيمنة على الأسواق

وتعد شركة (DJI) الصينية، من أكبر الشركات في مجال صناعة الطائرات المسيرة، والخاصة بالتصوير الجوي، ويقال إنها تستحوذ على أكثر من 50% من حصة السوق في هذا المجال في أمريكا، وتقدر قيمة الشركة حالياً بأكثر من 20 مليار دولار وفقاً لمجلة فوربس.

ويقع مقرها الرئيسي في مدينة ""Shenzhen أو شنجن الصينية، التي يطلق عليها، «مدينة المستقبل»، وتعتبر على نطاق واسع وادي السيليكون في الصين، وتقول الشركة على موقعها الرسمي على الإنترنت إنها بدأت بمكتب صغير واحد في عام 2006، وأصبح لديها الآن مكاتب في الولايات المتحدة، وألمانيا، وهولندا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وبكين، وشنغهاي، وهونغ كونغ.

وتتميز الطائرات المسيّرة التي تنتجها (DJI) بتقنيات فائقة الدقة في التصوير، ويتم استخدامها في صناعة المحتوى لشركات الدعاية والإعلان ووسائل الإعلام، ولذا فهي مستخدمة بشدة في هوليوود، بالإضافة إلى اعتماد السلطات والوكالات الأمنية الأمريكية عليها، في عمليات الرصد والمراقبة والتأمين.

رد صيني

وأشار القرير إلى أن الصين دأبت على انتقاد التحركات الرامية إلى منع شركاتها من الوصول إلى تقنيات وأسواق معينة، واتهمت الولايات المتحدة، بإساءة استخدام مفهوم الأمن القومي بهدف عرقلة الشركات الصينية.

وفي نفس الوقت، شدد صانعو السياسة في بكين، على الحاجة إلى الاعتماد على الذات، في التكنولوجيا الرئيسية، مثل الرقائق المتقدمة، لإنهاء الاعتماد على الغرب.