الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

سياسة بيديا | «حرب الورود».. 3 عقود من الصراع على عرش إنجلترا

سياسة بيديا | «حرب الورود».. 3 عقود من الصراع على عرش إنجلترا

بدأت حرب الورود في إنجلترا عام 1455، واستمرت 3 عقود، بسبب التنازع بين عائلة «لانكاستر» وعائلة «يورك» المنتمين إلي عائلة بلانتاجانت، إذ أدعى كل فريق منهما بأحقيته في العرش، بسبب نسبهم إلى الملك إدوارد الثالث، الذي توفي ولي عهده قبله بعام، ما أفرغ عرشه بعد وفاته، سوي من حفيده ريتشارد البالغ من العمر 10 سنوات، لذا أبقى عمه وصياً على قرارات الحفيد، حتى توفي، وأدعي هنري، بن عم «ريتشارد» أحقيته بالعرش بعد وفاة والده -الوصي على ريتشارد- وحارب ريتشارد، واستطاع قتله والاستيلاء على العرش، واتسمت فترته وولي عهده الذي استطاع ضم فرنسا، بالاستقرار، لتبدأ بعد ذلك عائلة يورك، التخطيط ضد حفيد هنري، الذي اتصف بالضعف.

جاء أسمها نسبة إلي شعار العائلتين المتحاربتين؛ عائلة لانكستر،وشعارها الوردة الحمراء، وعائلة يورك وشعارها الوردة البيضاء، وذكرت تلك التسمية لأول مرة في مسرحية هنري السادس لويليام شكسبير، وجري ذكرها في عدد من الروايات والأعمال الفنية؛ مثل رواية والتر سكوت، الكاتب الأسكتلندي، فيما أنتج لاحقاً فيلمان ومسلسل عن تلك الحقبة.

ورأي أبناء ريتشارد أنهم أحق بالعرش، وبدأت حرب دموية بين العائلتين، ورغم أنها استمرت 30 عاما، ما بين 1455 - 1485، إلا أن المعارك الفعلية لم تستغرق سوى بضعة أشهر، وسادت خلال تلك العقود فترات من السلام، وانحصرت الحروب في 20 معركة تقريباً، شابها العديد من الخيانة، تسببت في معارك رئيسية، أبرزها تلك التي بدأت في عام 1461، عندما تقابلت قوات يورك التابعة لـ «إدوارد الرابع» مع قوات لانكستر التابعة لـ«مارغريت أنجو» بالقرب من قرية تاوتون، وانتهت بهزيمة اللانكستر مؤقتاً وإحكام ادوارد الرابع قبضته على العرش.

مارغريت « المرأة الحديدية»

وتعد مارغريت أنجو، إحدى الحكام الفعليين لفصيل اللانكستر، خلال عهد الملك هنري السادس، الذي حال وضعه الصحي دون القيام بمهامه، لصالح فصيل اللانكستر، الذي كان يتبعه اسمياً، وأقامت خلالها زوجته مارغريت العديد من التحالفات لصالح فصيلها، واستطاعت بمكرها تقوية الخلافات بين عائلة يورك، وإعادة زوجها للعرش لفترة قصيرة قبل قتله، ثم قتلها وابنها.

وبقدر جمال المرأة اللانكسترية، فقد وصفت بالوحشية، ويروى أنها سمحت لأبنها باختيار طريقة قتل 2 من أسري اليورك، منفذة الطريقة التي اختارها ذات الـ 7 سنوات بقطع رؤوس الأسرى.

الأسلحة المستخدمة

ورغم أن الأسلحة السائدة خلال تلك الفترة اقتصرت على السهام والسيوف، إلا أنه حرب الورود شهدت استخدام البنادق الأولية خلال معركتي مونتون، ومعركة بوسورث الحاسمة، ودلل المؤرخون على هذا الطرح، من خلال العثور على قطع بنادق مكسورة داخل المواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلي المعارك بين الجانبين.

اختفاء الأمراء الصغار

ودفع طمع العرش ريتشارد «دوق غلوسيستر» في عام 1483 إلي الاستيلاء على عرش ابن أخيه الصغير إدوارد، وأرسله وشقيقه إلي برج لندن، لتبدأ بعدها قصة أغرب اختفاء في التاريخ، اتهم فيها ريتشارد بقتله للأمراء بعد تشكيكه بشرعية زواج والدهما، ورغم التكهنات بقتلهم، إلا أن قصتهم لازالت من أغرب قصص الاختفاء في التاريخ البريطاني.

نهاية الحرب

وسادت خلال العقود الثلاث فترات من السلام النسبي، إلا أنه في عام 1483 اشتدت الأزمة بين الطرفين، واستمر الخلاف بين ريتشارد الثالت التابع لليورك، وهنري تيودور التابع لانكستر، لمدة عامين، بدأت بعدها معركة بوسورث فيلد الحاسمة، استطاع خلالها تيودور حسم المعركة لصالحه، وإعلان نفسه صاحب التاج، ملقباً بـ الملك هنري السابع، وختمت تلك المعركة 3 عقود من الحرب الأهلية الإنجليزية.

عمل هنري على توحيد جبهتي الصراع عبر زواجه من إليزابيث يورك، ابنة ادوارد الرابع، واستتب الوضع بعدها، وازدهرت عائلته حتى أوائل القرن السابع عشر، ولمزيد من التهدئة، عمل على إنتاج شعار جديد سمي بشعار «وردة تيودور» ضم اللونين الأبيض والأحمر في وردة واحدة.