السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

استطلاع: أكثر من نصف الفرنسيين يخشون صعود اليمين المتطرف على الديمقراطية

قلَّل استطلاع سنوي من المخاوف الكبيرة في فرنسا، والعالم ككل، وتحديداً البلدان العربية والإسلامية، من وصول مرشح يميني متطرف إلى منصب رئيس الجمهورية الفرنسية في انتخابات أبريل 2022، إذ كشف عن أن أغلب الفرنسيين يروون أن زعيمة اليمين المتطرف- مرشحة حزب «التجمع الوطني»، مارين لوبن، والمرشح اليميني المتطرف، إريك زمور، يمثلان خطراً على الديمقراطية، وأن حظوظهما ضعيفة للوصول إلى قصر الإليزيه.

وسيتم تنظيم الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 10 أبريل المقبل، والدور الثاني في 24 من الشهر نفسه، بينما تجرى الانتخابات التشريعية في 12 و19 يونيو 2022، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، غابرييل أتال.

خطر على الديمقراطية

وكشف الاستطلاع السنوي الخاص بصورة حزب «التجمع الوطني» الفرنسي، الذي أجراه «كَانْتَارْ بَابْلِكْ» لصالح صحيفة «لُومُونْدْ» الفرنسية، والإذاعة العمومية الفرنسية «فْرُونْسْ آنْفُو»، ونُشرت نتائجه الاثنين، أن نصف الفرنسيين (50 %) يعتبرون أن زعيمة اليمين المتطرف- مرشحة حزب «التجمع الوطني»، مارين لوبن، تمثل خطراً على الديمقراطية، في حين ترتفع النسبة إلى 62 % من الفرنسيين بالنسبة للمرشح اليميني المتطرف، إريك زمور.

وبلغت نسبة الفرنسيين الذين يرون أن رئيس الجمهورية الحالي إيمانويل ماكرون، والمرشح المحتمل بشدة للانتخابات الرئاسية المقبلة، يمثل خطراً على الديمقراطية إلى 31 %، في حين بلغت النسبة 29 % بالنسبة لزعيم أقصى اليسار-ورئيس حزب «فرنسا الأبية»، جون لوك ميلينشون، 29 %.

حظوظ ضعيفة لليمين المتطرف

وعلى بعد 3 أشهر من موعد انتخابات الرئاسة الفرنسية، يُنظر إلى مارين لوبن على أنها أقل تطرفاً من الصحفي السابق، إريك زمور، وفق نتائج الاستطلاع السنوي، الذي بيَّن أن عدد الفرنسيين الذين يريدون فوز مارين لوبن في الانتخابات الرئاسية محدود (21 %)، ولكنه أعلى بكثير من نسبة الذين يعبرون عن نفس الرغبة تجاه زمور (8 % فقط).

ويعتقد 29 % من الفرنسيين أنه من المحتمل انتخاب مارين لوبن رئيسة للجمهورية الفرنسية، بينما تنخفض النسبة في هذا الجانب إلى 10 % بالنسبة لإريك زمور، وفقاً للاستطلاع، الذي كشف عن أن 40 % من الفرنسيين يرون أن مارين لوبن تمثل تيار اليمين المتطرف القومي وكراهية الأجانب، بينما اعتبر 64 % من الفرنسيين أن إريك زمور هو من يمثل ذلك التيار.

تراجع «التجمع الوطني»

ووفقاً للاستطلاع، قال أكثر من 6 من كل 10 مشاركين (63 %) إنهم لم يصوتوا مطلقاً لحزب لوبن «التجمع الوطني»، أو «الجبهة الوطنية» (الاسم السابق للحزب)، وأنهم ليست لديهم نية للقيام بذلك، في حين قال 10 % إنهم لم يفعلوا ذلك بعد، لكنهم يفكرون فيه. ومن بين الفرنسيين الذين صوتوا بالفعل لصالح الحزب، أعلن 13 % منهم عن استعدادهم للقيام بذلك مرة أخرى، بينما أوضح 4% أنهم لن يكرروا ذلك.

مقترحات لوبن

وفي ما يتعلق بالأفكار السياسية، فإن نسبة الفرنسيين الذين يعتقدون أن هناك عدداً كبيراً جداً من المهاجرين في فرنسا قد وصلت إلى 47 %، وأن نسبة الفرنسيين الذين يتبنون فكرة أنهم لم يعودوا يشعرون بأنهم في وطنهم في فرنسا تقدر بـ39 %، بحسب نتائج الاستطلاع السنوي «كَانْتَارْ بَابْلِكْ»، الذي أبرز أن 30% فقط يتفقون مع لوبن في مقترح إلغاء قانون الأرض، وأن 32% يتفقون معها بخصوص مسألة إلغاء المساعدة الطبية الحكومية.

خسائر اقتصادية

وسبق أن حذر خبراء عرب تحدثوا لـ«الرؤية» من خسارات اقتصادية كبيرة قد تطال فرنسا على مستوى تعاملاتها الاقتصادية مع الدول العربية والإسلامية والأفريقية، ونفوذها الأمني والعسكري في قارة أفريقيا، إلى جانب مشكلات اقتصادية داخلية في حالة فوز اليمين المتطرف، وتحديداً المرشح الرئاسي إريك زمور، بسبب أفكاره العدائية تجاه المسلمين والعرب والمهاجرين، والتي وصلت إلى حد إعلانه أنه سيمنع اسم محمد في فرنسا إذا أصبح رئيساً للجمهورية. كما حذروا أيضاً من خسارة فرنسا لمجموعة من العقول العربية والإسلامية، التي تستفيد منها حالياً، أو كان يمكن أن تستفيد منها مستقبلاً.

وتتصاعد مخاوف كبيرة بخصوص تأثير الوضع الوبائي المتدهور في فرنسا، بسبب الانتشار الكبير لفيروس كوفيد-19 في البلاد، على الحملة الانتخابية، وتغذية الامتناع عن التصويت، الذي كان قد حطم بالفعل الأرقام القياسية في انتخابات يونيو.