الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

حوار | المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي إقليمياً: الانسحاب الأمريكي من أفغانستان «كارثة»

حوار | المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي إقليمياً: الانسحاب الأمريكي  من أفغانستان «كارثة»

المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لويس ميغيل بوينو

  • 2.8 مليار يورو الدعم الأوروبي للبنان منذ 2011
  • لن نساند حكومة سودانية لا تضم مختلف الأطراف المدنية
  • الانتخابات خطوة مهمة على طريق تعزيز ديمقراطية العراق
  • تصعيد الصراع في اليمن يقوض الجهود الجارية لإنهاء الحرب
  • شاركنا بأكثر من 350 مليون جرعة لقاح عالمياً
  • «داعش» يهدد أمن المنطقة ووضعنا مجموعة تدابير لمواجهته
يتفاعل الاتحاد الأوروبي مع مختلف القضايا التي يشهدها الإقليم، أبرزها التصعيد الأخير من قبل المليشيات الحوثية في اليمن، والوضع الاقتصادي المأزوم في لبنان، وتعثر المسار الديمقراطي في السودان، وما أفرزته الانتخابات البرلمانية المبكرة في العراق، وجهود مكافحة تنظيم داعش الذي يشكل خطورة على الأمن العالمي، وأوضاع المهاجرين غير الشرعيين الذين يؤرقون الدول الأوروبية المشاطئة للبحر المتوسط والقادمين عبر ليبيا. خطوط التماس بين الاتحاد الأوروبي والمنطقة كثيرة ومتشعبة، ولا سيما أن ما يحدث في المنطقة يصاحبه ارتدادات على القارة العجوز، من هنا تبرز أهمية استضافة المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لويس ميغيل بوينو، على صفحات «الرؤية»، في محاولة لقراءة ما هو خلف الأحداث الراهنة.

• بداية.. كيف ترى الاستهداف الأخير من قبل مليشيات الحوثي لمناطق بأبوظبي؟

إننا في الاتحاد الأوروبي ندين بشدة الهجوم على أبوظبي بطائرات مسيّرة الذي تبنته جماعة الحوثي في اليمن، ونؤكد أن الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية أمر غير مقبول. وهذا الهجوم يزيد من خطر تصعيد الصراع في اليمن، ويقوض الجهود الجارية لإنهاء الحرب.


• ما رؤيتكم للتعامل مع الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان؟


لا يزال تنفيذ الإصلاحات الرئيسية في مجالي الحوكمة والاقتصاد أمراً ملحاً للغاية، على النحو الذي دعت إليه منذ فترة طويلة مجموعة الدعم الدولية للبنان والاتحاد الأوروبي، والأعضاء الآخرون في المجتمع الدولي. ويجب أن تبدأ المحادثات الفعالة الهادفة للتوصل إلى اتفاق مبكر مع صندوق النقد الدولي على الفور لتجنب الانهيار المالي.

• ماذا قدم الاتحاد الأوروبي للبنانيين في أزمتهم؟

يدعم الاتحاد الأوروبي الشعب اللبناني منذ سنوات، ولن نخفض مساعدتنا المالية للبنان، بل على العكس سنحاول زيادتها وتسهيل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

• كيف تتابعون تطور الأحداث في السودان؟

‏ بريطانيا والولايات المتحدة والنرويج، تحث جميع الأطراف في السودان - ولا سيما الجيش - على الاستماع إلى ملايين السودانيين المطالبين بالحكم المدني، والانخراط في حوار شامل لحل الأزمة السياسية. وليس باستطاعة أي طرف سوداني واحد أن ينجز هذه المهمة بمفرده. وبينما ستواصل الترويكا والاتحاد الأوروبي دعم الانتقال الديمقراطي في السودان، تحتاج الأطراف السودانية المعنية إلى العمل بموجب الوثيقة الدستورية لسنة 2019 بشأن سبل تجاوز الأزمة السياسية الراهنة في البلاد، واختيار قيادة مدنية جديدة، وتحديد جداول زمنية وعمليات واضحة لتنفيذ المهام الانتقالية المتبقية، ووضع آليات للمساءلة، وإرساء الأسس لإجراء الانتخابات.

• ماذا عن المساعدات التي يقدمها الاتحاد للسودان في أزمته الاقتصادية؟

الترويكا والاتحاد الأوروبي لن يساندا رئيس وزراء أو حكومة يجري تعيينها دون إشراك مجموعة واسعة من الأطراف المدنية المعنية. إننا نتطلع إلى العمل مع حكومة وبرلمان انتقالي يتمتعان بالمصداقية لدى الشعب السوداني، ويمكنهما قيادة البلاد نحو إجراء انتخابات حرة ونزيهة باعتبارها أولوية. سيكون ذلك ضرورياً لتسهيل تقديم مساعدات اقتصادية من الترويكا والاتحاد الأوروبي للسودان. وفي حال عدم إحراز تقدم، سوف ننظر في أمر التعجيل في مساءلة الأطراف المسؤولة عن عرقلة العملية الديمقراطية.

ملف المهاجرين

• كيف تتابعون الوضع في ليبيا بعد تعثر إجراء الانتخابات؟

الوضع في ليبيا يتّسم بخصوصية كبيرة؛ حيث تشترك هذه الدولة في أكثر من 4 آلاف كيلومتر من الحدود مع 6 دول أفريقية، كما أن التوازن العرقي الهش في الجنوب يمكن أن يتأثر بتحركات الهجرة من الدول المجاورة، ينبغي في هذا السياق معالجة الظروف الإنسانية للمهاجرين واللاجئين بشكل عاجل، وسيكون العمل على تحسين التعامل مع المهاجرين محورياً في عمل الاتحاد الأوروبي في هذه الدولة.

• ماذا تتوقع لمستقبل العراق بعد الانتخابات الأخيرة؟

تعد هذه الانتخابات خطوة مهمة على طريق تعزيز ديمقراطية العراق واستقراره على المدى الطويل. فقد أنتجت جهود السلطات الانتخابية والقوات الأمنية العراقية اقتراعاً سلمياً ومنظماً بقدرٍ كبير، على الرغم من نسبة المشاركة المنخفضة. والاتحاد الأوروبي أرسل بعثة لرصد الانتخابات في البلاد لأول مرة. وقد قدّمت هذه البعثة بياناً أولياً حول الانتخابات قيّمت فيه أنها كانت انتخابات تنافسية وقد تمت إدارتها بشكل جيد. ولكن كان هناك بضعة تحديات فيما يتعلق بالتكافؤ في الفرص، كما انطوت بعض جوانب الإطار القانوني على إشكاليات. وبعد هذا التقييم الأولي، ستصدر البعثة تقريراً شاملاً يضم توصيات لتحسين العملية الانتخابية العراقية.

الأطراف الفاعلة

• كيف تساعدون العراق لعبور هذه المرحلة؟

من المهم أن تتقبل جميع الأطراف الفاعلة النتائج وأن يتم التعامل مع كافة الدعاوى المحتملة بشأن ارتكاب مخالفات بشكل سريع من خلال الإجراءات المتوفرة. وسيظل الاتحاد الأوروبي شريكاً قوياً للعراق واستقراره وسيادته. ونتطلع للعمل بشكل وثيق مع الحكومة المقبلة في تنفيذ الإصلاحات التي تمس الحاجة إليها، كما طالب بذلك الشعب العراقي.

• هل انتهت خطورة تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة؟

لا، يعد داعش تهديداً حقيقياً في المنطقة. ويسهم الاتحاد الأوروبي في مكافحة تهديد داعش، وقد وضعنا مجموعة واسعة من التدابير الشاملة للقيام بذلك. نحن عضو غير عسكري في التحالف الدولي لمكافحة التنظيم، والذي أسهم في زيادة التعاون بين بلدان المنطقة حيال مكافحة الإرهاب، وإلى نشوء مجموعة واسعة من المشاريع حول مكافحة الأصولية، والأمن الداخلي وأمن الحدود.

• كيف أثر انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان على مصالح أوروبا في آسيا الوسطى؟

الانسحاب الشامل من أفغانستان كارثة على الشعب الأفغاني. إنه فشل للدول المنخرطة، وهو عامل تغيير لقواعد اللعبة في العلاقات الدولية. لا يمكننا تجنب الاعتراف بهذا القدر. هل هي نهاية الحرب؟ إنها نهاية الوجود العسكري الغربي في أفغانستان، لكني لست متأكداً مما إذا كان الأفغان أنفسهم سيبدؤون القتال بينهم. ومن الواضح أن مستقبل أفغانستان يظل قضية رئيسية بالنسبة لنا. إنه يؤثر علينا ويؤثر على المنطقة وعلى الاستقرار الدولي وله تأثير مباشر على الأمن الأوروبي.

تأثيرات الجائحة

• اقتصادياً، كيف أثرت جائحة كورونا على دول أوروبا؟

من المؤكد أن جائحة كورونا أثرت على كل اقتصادات العالم، لكن في 11 نوفمبر 2021، نشرت المفوضية الأوروبية توقعاتها الاقتصادية لخريف عام 2021، واقتصاد الاتحاد الأوروبي ينتعش من الركود الوبائي بأسرع مما كان متوقعاً. ومع تقدم حملات التحصين والبدء في رفع القيود، استُؤنف النمو واستعاد اقتصاد الاتحاد الأوروبي مستوى الناتج السابق للوباء في الربع الثالث من عام 2021. ومن المتوقع أن يستمر اقتصاد الاتحاد الأوروبي في التوسع. وتحقيق معدل نمو قدره 5% و4.3% و2.5% في 2021 و2022 و2023 على التوالي، وتلك التوقعات ستعتمد على مدى تطور الوباء.

• ما دوركم في مكافحة الجائحة خارج دول الاتحاد الأوروبي؟

شارك الاتحاد الأوروبي أكثر من 350 مليون جرعة لقاح مع دول في جميع أنحاء العالم، ما يجعل الاتحاد الأوروبي أكبر مانح للقاحات فيروس كورونا حتى الآن. في موازاة ذلك، كنا المنطقة الوحيدة التي صدرت 1.4 مليار جرعة إلى بقية العالم. وتبلغ استجابتنا العالمية لجائحة كورونا 46 مليار يورو، ما يساعد أكثر من 130 دولة شريكة على مواجهة الطوارئ الصحية، وتعزيز أنظمتها الصحية، والتخفيف من العواقب الاجتماعية والاقتصادية للجائحة.