الاحد - 12 مايو 2024
الاحد - 12 مايو 2024

فرنسا.. أزمة كوفيد تصيب البرامج الانتخابية لمرشحي الرئاسة

أثَّرت الأزمة الصحية (كوفيد-19) على برامج المرشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية المرتقبة في أبريل 2022، ما جعلهم يُضمِّنون برامجهم الانتخابية عدة إجراءات لإنقاذ المستشفيات العمومية الفرنسية، وتحسين أوضاعها وخدماتها، خاصة في ما يتعلق بعدد الأَسِرَّة، وتعيين الموظفين، ما يكلف الدولة ميزانية إضافية تصل إلى مليارات اليوروهات.

ويتم تنظيم الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 10 أبريل المقبل، والدور الثاني في 24 من الشهر نفسه، بينما تجرى الانتخابات التشريعية في 12 و19 يونيو 2022، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، غابرييل أتال.

فتح الأَسِرَّة المغلقة

في معسكر اليسار، تريد عمدة العاصمة باريس، ومرشحة الحزب الاشتراكي للرئاسيات، آن هيدالغو، إطلاق خطة كبيرة لإنقاذ المستشفى العمومي، ومنع إغلاق 5700 سرير في المستشفيات، إذ ترغب في تعيين 25 ألف ممرض ومساعد تمريض إضافيين، لإعادة فتح الأَسِرَّة المغلقة، وتخريج 15 ألف طبيب جديد، بحسب الموقع الإلكتروني الإخباري للمجلة الإخبارية الفرنسية «لِيكْسْبْرِيسْ».

الدعوة إلى تشاور

وفي المقابل، يدعو البرلماني الأوروبي-مرشح حزب الخضر، عالم البيئة يانيك جادوت، إلى إطلاق تشاور حقيقي لرفع قيمة مقدمي الرعاية، وزيادة القوة العاملة.

خدمة صحية قريبة

ومن جانبه، يريد زعيم أقصى اليسار-رئيس حركة «فرنسا الأبية»، جون لوك ميلينشون، إعادة فتح الأسرة، وبعض مصالح الطوارئ، لكي يحظى كل فرنسي بخدمة صحية عمومية على بعد أقل من 30 دقيقة من منزله، وفق موقع «لِيكْسْبْرِيسْ»، الذي بيَّن أن ميلينشون يريد توظيف 100 ألف من مقدمي الرعاية، تماما مثل مرشح الحزب الشيوعي الفرنسي، فابيان روسيل، الذي يدعو أيضا إلى خطة ضخمة لتوظيف طاقم التمريض، ورفع قيمة المهن.

وفي معسكر اليمين، يبقى صندوق الاقتراحات مفتوحا أيضا على مصراعيه، بحسب «لِيكْسْبْرِيسْ»، إذ ترغب فاليري بيكريس، أول مرشحة امرأة في تاريخ حزب «الجمهوريين»، ممثل اليمين التقليدي في فرنسا، في توظيف 25 ألف مقدم رعاية إضافيين خلال 5 سنوات في المستشفى العمومي، ورفع قيمة المسارات المهنية للمرضات ماليا، من خلال تعزيز الممارسات المتقدمة، وتفويض المزيد من المسؤوليات إليهن.

ويقترح مرشح الحزب اليميني «انهضي فرنسا»، نيكولا دوبون-آيجنان، فتح مؤسسة صحية جديدة حسب القسم (مستشفى، ولادة، وما إلى ذلك)، لما مجموعه 20 ألف سرير جديد، بينما تركز اليمينية المتطرفة-زعيمة حزب التجمع الوطني، مارين لوبن، مقترحاتها على الاستقبال في الطوارئ، ومن أجل ذلك تريد تعزيز عدد الموظفين، وإنشاء قسم طوارئ خاص بالمسنين، في حين يظل المرشح اليميني المتطرف، إريك زمور، أكثر غموضا في هذا الجانب، بحسب «لِيكْسْبْرِيسْ»، بحيث يريد أن يحارب البيروقراطية في المستشفى.

التكلفة المالية

للمقترحات وأوضح موقع مجلة «لِيكْسْبْرِيسْ» أن اقتراح مرشح الحزب اليميني «انهضي فرنسا»، نيكولا دوبون-آيجنان، لإنشاء 20 ألف سرير، يتطلب ميزانية قدرها 2 مليار يورو، على أساس أن كل سرير يكلف 100 ألف يورو، إضافة إلى أن إنشاء الأَسِرَّة يتطلب موظفين، وبالتالي سيكون من الضروري إضافة 400 مليون يورو على الأقل، بحسب موقع «لِيكْسْبْرِيسْ»، الذي أوضح أن دراسة لوزارة الصحة الفرنسية تحدثت عن أن 12 ألف سرير عناية مركزة، يمكن أن يتطلب تعبئة 24 ألف ممرض، و10 آلاف و500 مساعد تمريض إضافيين.

ويحتاج اقتراح زعيم أقصى اليسار-رئيس حركة «فرنسا الأبية»، جون لوك ميلينشون، إلى إنفاق 2.7 مليار يورو تعويضات إجمالية سنويا لـ 100 ألف مقدم رعاية إضافي، دون احتساب عبء دفع المعاشات التقاعدية المستقبلية، وفق موقع مجلة «لِيكْسْبْرِيسْ»، الذي بيَّن أن الحساب في هذا الجانب يستند إلى توزيع 44 في المائة ممرضين، و 17 في المائة أطباء، و 33 في المائة مقدمو رعاية، على أساس أن الراتب الإجمالي في بداية المهنة هو 1900 يورو شهريا لمقدم الرعاية، و2150 يورو للممرضة، و4400 يورو للطبيب.

ومن ناحية أخرى، ونظرا لأن 6 ملايين فرنسي يعيشون على بُعد أكثر من 30 دقيقة من المستشفى، وفي ظل أن ميلينشون يريد أن يحظى كل فرنسي بخدمة صحية عمومية على بعد أقل من 30 دقيقة من منزله، فسيحتاج برنامجه، بحسب «لِيكْسْبْرِيسْ»، إلى 2 مليار يورو، لتوفير 20 ألف سرير إضافي. ومن جانب عمدة العاصمة باريس، ومرشحة الحزب الاشتراكي للرئاسيات، آن هيدالغو، ومرشحة حزب «الجمهوريين»، فاليري بيكريس، فإن تعيين 25 ألفا من مقدمي الرعاية الإضافيين، يكلف خزينة الدولة 620 مليون يورو.

وبالنسبة إلى آن هيدالجو، التي تعلن، بالإضافة إلى ذلك، عن رغبتها في تخريج 15 ألف طبيب جديد، فإن التكلفة تكون 3 مليارات يورو، علما أن تكاليف دراسة الأطباء تقدر بـ 200 ألف يورو على مدى 10 سنوات، بحسب المصدر نفسه.