الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

واشنطن تحذر روسيا من إحياء شبح الحرب الباردة

حذرت الولايات المتحدة، الخميس، من أن روسيا التي حشدت آلاف الجنود على الحدود الأوكرانية تجازف بإعادة إحياء شبح الحرب الباردة، مهددة مرة جديدة موسكو برد حال توغلها في أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن أي انتهاك من جانب روسيا لسيادة أراضي أوكرانيا «سيعيدنا إلى أوقات أكثر خطراً وانعداماً للاستقرار، عندما كانت هذه القارة، وهذه المدينة، مقسومة إلى جزئين تفصل بينهما منطقة عازلة حيث يسيّر الجنود دوريات، فيما يمثُل التهديد بحرب شاملة فوق رؤوسنا جميعاً».

أجرى بلينكن هذه المقارنة من برلين، المدينة التي كانت مقسمة بجدار على مدى حوالي 30 عاماً، حيث أجرى محادثات مع حلفائه الأوروبيين، عشية لقاء مهم مع الروس في جنيف.

ونشرت روسيا عشرات آلاف الجنود على الحدود الأوكرانية، ما أثار مخاوف من اجتياح.

ورغم نفيها أي مخطط للهجوم، تؤكد موسكو أن وقف التصعيد يتطلب ضمانات خطية حول أمنها.

لا مؤتمر «يالطا 2»

عبّر بلينكن والحلفاء الغربيون للولايات المتحدة في المقابل عن موقف حازم. وقال بلينكن إن «أي» تجاوز للحدود الأوكرانية من جانب روسيا سيؤدي إلى رد فعل «سريع وشديد» من الولايات المتحدة.

ولإظهار وحدة الغربيين، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بدورها أن الولايات المتحدة وحلفاءها لن يترددوا في التحرك رغم أن الرد سيكون له «تداعيات اقتصادية» على أوروبا.

من جهته، حذر نظيرها الفرنسي جان إيف لودريان الذي كان متواجداً أيضا في برلين، الروس من أي رغبة لإقامة «يالطا 2»، أي تقاسم جديد لدوائر نفوذ بين الغرب والشرق، بعد 77 عاماً على المؤتمر الذي رسم حدود أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

واعتمدت لندن اللهجة ذاتها، حيث حذر رئيس الوزراء بوريس جونسون من أن أي توغل روسي في أوكرانيا سيكون «كارثة على العالم».

لا توغلات محدودة

وفي كييف، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعليقاً على غزو روسي محتمل، إنه لا وجود لما يسمى «توغلات محدودة»، معتبراً أن ضمان «الأمن الشامل في أوروبا مستحيل بدون استعادة سيادة وسلامة أراضي أوكرانيا».

جاء ذلك تعقيباً على تصريح للرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، تسبب بإرباكٍ بعدما تطرق إلى احتمال حصول «توغل محدود» روسي في أوكرانيا.

ثم وضّح بايدن تصريحاته الخميس، قائلاً إن أي دخول للقوات الروسية إلى أوكرانيا سيُعدّ عملية «غزو». وقال بايدن «إذا تحرّكت أي مجموعة من الوحدات الروسية على الحدود الأوكرانية، فيُعدّ ذلك غزواً»، مضيفاً أنه كان «واضحاً تماماً» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف «سيؤدّي ذلك إلى ردّ اقتصادي قاسٍ ومنسّق تطرّقتُ إليه بالتفصيل مع حلفائنا».

ولا يزال بلينكن يأمل في التوصل إلى مخرج دبلوماسي للتوتر. وكان بلينكن حثّ الأربعاء خلال زيارة دعم إلى كييف، الرئيس الروسي على اختيار «الطريق السلمي».

مناورات بحرية روسية

لكن روسيا ردت عبر إعلانها الخميس عن إطلاق عمليات بحرية في كل الاتجاهات من المحيط الهادئ إلى الأطلسي، مروراً بالمتوسط تشمل 140 سفينة حربية وعشرة آلاف عنصر.

وسبق أن نظمت موسكو، الأربعاء، تدريبات عسكرية مشتركة مع قوات بيلاروسيا، الجمهورية السوفييتية السابقة المجاورة أيضاً لأوكرانيا.

وهذه التدريبات من شأنها أن تنذر بوجود عسكري روسي دائم يشمل قوات تقليدية ونووية في بيلاروسيا، حسب ما قال مسؤول أمريكي.

وشدد بلينكن الأربعاء على أنه لن يعرض «أي وثيقة» خلال لقاء الجمعة مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. وأوضح «علينا أن نرى إلى أين وصلنا وما إذا كانت لا تزال هناك فرص لاتباع الدبلوماسية والحوار الذي - كما قلت سابقاً - هو المسار المفضل إلى حد بعيد».

أسلحة إلى أوكرانيا

وإضافة إلى اتفاقية تمنع أي توسيع لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لا سيما لجهة ضم أوكرانيا وجورجيا، الجمهورية السوفييتية السابقة، تطالب روسيا بتخلي الأمريكيين وحلفائهم عن تنظيم مناورات ونشر قوات عسكرية في أوروبا الشرقية.

وأكدت موسكو أن مطالبها هذه غير قابلة للتفاوض، في حين اعتبرتها الولايات المتحدة غير مقبولة في غالبيتها.

في هذا الإطار، أعلنت واشنطن الأربعاء عن 200 مليون دولار كمساعدة «أمنية دفاعية إضافية» لأوكرانيا تستكمل 450 مليون دولار من المساعدات ممنوحة إليها أساساً. كما وافقت على مطالب دول البلطيق إرسال أسلحة ذات صنع أمريكي إلى أوكرانيا.