الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

ميزان القوى الروسي - الأوكراني ومسارات الغزو المحتمل

ميزان القوى الروسي - الأوكراني ومسارات الغزو المحتمل

دبابات روسية تفتح نيرانها خلال تدريبات عسكرية في موسكو. ( أيه بي )

روسيا

الثانية عالمياً في التصنيف العالمي لأقوى الجيوش

تمتلك 1500 مقاتلة و900 ألف جندي و 12 ألف دبابة

أوكرانيا

الثانية والعشرون عالمياً في التصنيف العالمي لأقوى الجيوش

تمتلك 100 مقاتلة و 200 ألف جندي و2500 دبابة

على وقع طبول حرب محتملة بين روسيا وأوكرانيا، اتجهت أنظار المراقبين نحو ميزان القوى بين الدولتين، والمسارات الأقرب لغزو روسي وشيك؛ ويتضح الفارق الشاسع بين القوتين عند مطالعة آخر تصنيف لجيوش العالم، أجراه موقع «بيزنس أينسايدر» مؤخراً، إذ احتلت روسيا المركز الثاني بعد الولايات المتحدة؛ بينما جاءت أوكرانيا في المركز 22؛ فالدب الروسي يمتلك عدد الدبابات الأكبر في العالم، وثاني أكبر أسطول للمقاتلات بعد الولايات المتحدة؛ كما يحتل المركز الثالث عالمياً في عدد الغواصات (64 غواصة) بعد الولايات المتحدة والصين؛ فضلاً عن امتلاك موسكو عدداً من الرؤوس النووية، يربو على 6200 رأس.

وتعد أوكرانيا هي الدولة الأوروبية الأكبر من حيث المساحة بعد روسيا، لكنها لا تمتلك غواصات أو رؤوساً نووية، وتزيد القناعة بالفجوة الهائلة بين قوتها العسكرية مقارنة بروسيا عند المقارنة بين سلاحي طيران الجانبين على سبيل المثال؛ ففي حين يمتلك الروس ما يزيد على 1500 مقاتلة، ينحصر أسطول المقاتلات الأوكرانية في 100 مقاتلة فقط؛ وفي مقابل 544 مروحية روسية، لا يتجاوز عدد مروحيات أوكرانيا 34 مروحية.

فجوة هائلة

وحسب معطيات الموقع المتخصص في الشؤون العسكرية، تتضاءل الفجوة الهائلة بين الجيشين الروسي والأوكراني نسبياً عند الحديث عن سلاحي البر؛ فقوام الجيش الروسي يزيد عن نظيره الأوكراني 4.5 ضعف، أو بعبارة أخرى 900 ألف جندي روسي في مقابل ما يقرب من 200 ألف جندي أوكراني؛ أما بالنسبة لعدد الدبابات، فيقف ما يربو على 12 ألف دبابة روسية أمام 2500 دبابة أوكرانية؛ وفيما يمتلك الروس 30 ألف مدرعة، لا يزيد عدد مدرعات الجيش الأوكراني على 12 ألف مدرعة. وفي عام 2020، تجاوزت ميزانية الجيش الروسي 61 مليار دولار، وهو ما يضاهي 11.4% من الإنفاق الحكومي، بلغت ميزانية الجيش الأوكراني في العام ذاته 5.9 مليار دولار، وهو ما يعادل 8.8% من الإنفاق الحكومي.

وحسب مصادر رسمية في العاصمة كييف، وضعت موسكو على حدودها مع أوكرانيا ما يقرب من 130 ألف جندي، وأصدرت أوامرها قبل أيام بتقدم قوات روسية، يمكنها «التهام أوكرانيا»، لاسيما في ظل تعزيزها بصواريخ بالستية ذي مدى قصير من طراز «اسكندر»، وراجمات قذائف، وكذلك أرتال من الدبابات والمدفعية. إلى ذلك، وحسب تقديرات عسكرية موثقة، ينتشر ما يقرب من 20 ألف جندي روسي على مشارف الأقاليم الانفصالية شرق أوكرانيا، والتي يسيطر على بعضها متمردون موالون لروسيا؛ وكانت تلك الأقاليم قد أعلنت استقلالها كدول في 2014، دون اعتراف أية دولة في العالم بهذا الاستقلال.

بوابة الانفصاليين

وتدعي موسكو أن الحكومة الموالية للغرب في كييف، تتأهب لعملية عسكرية ضد الأقاليم المتمردة؛ ويفسر مراقبون الزعم الروسي بأنه تمهيد لغزو أوكرانيا عسكرياً من بوابة تلك الأقاليم، بداعي الدفاع عن الانفصاليين الموالين لروسيا، رغم نفي الكرملين المبادرة بغزو أوكرانيا.

وتشير معطيات نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أنه حسب السلطات في أوكرانيا، نقلت روسيا خلال العام الفائت 5 كتائب تتألف من 5 آلاف جندي إلى الأقاليم الانفصالية؛ بالإضافة إلى تواجد 12 ألف جندي روسي في الأقاليم ذاتها منذ فترة طويلة. في المقابل، وفي 10 فبراير الجاري من المقرر إجراء تدريبات عسكرية مشتركة هائلة بين روسيا وحليفتها بيلا روس؛ ويخشى الغرب من احتمالية تحول تلك التدريبات إلى استعدادات للحرب، لا سيما أن روسيا نقلت لأراضي حليفتها قوات ضخمة، منها على سبيل المثال بطاريتا صواريخ مضادة للطائرات من طراز S-400، ومنظومة دفاعات جوية من طراز «بنتسر S1»، وكذلك مقاتلات من طراز «سوخوي 35»، وهو الطراز ذاته، الذي استخدمته روسيا في مناورات جوية مشتركة مع سوريا قرب خط التماس مع هضبة الجولان.

3 مسارات

وفيما أعلن البيت الأبيض في وقت سابق حشد روسيا 5 آلاف جندي داخل بيلا روس؛ كشفت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة امتلاك بلادها معلومات سريَّة، تؤكد اعتزام روسيا زيادة عدد قواتها على الحدود المشتركة بين بيلا روس وأوكرانيا بما يربو على 30 ألف جندي؛ بالإضافة إلى نشر ما يزيد على 20 سفينة حربية روسية في البحر الأسود جنوب أوكرانيا.

وحسب تقديرات لمركز الدراسات الاستراتيجية الإسرائيلي «CSIS»، بات أمام روسيا 3 مسارات لغزو أوكرانيا المحتمل؛ أولها: المسار الشمالي، ومنه تتقدم القوات الروسية نحو العاصمة كييف؛ وربما من أراضي بيلا روس نفسها، وذلك إذا سمحت الأخيرة لروسيا باستخدام شبكة مواصلاتها.

المسار الثاني هو الوسط، إذ يمكن لروسيا إرسال قواتها عبر «جمهورية دونتسيك»، الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا، بهدف التجمُّع غرباً، وتوسيع نطاق أراضي جمهوريتي «دونتسك»، و«لوغانسك»، اللتين تسيطر موسكو عليهما فعلياً. أما المسار الثالث فهو الجنوبي، إذ يمكن تقدم القوات الروسية من شبه جزيرة القرم، التي احتلها الروس في 2014، نحو الشمال وإلى داخل الأراضي الأوكرانية.