السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

مطبات في طريق إعلان ماكرون الترشح للرئاسة الفرنسية

مطبات في طريق إعلان ماكرون الترشح للرئاسة الفرنسية

في وقت ينتظر فيه الفرنسيون، أفرادا وسياسيين، إعلان الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، التي يُعتبر الأقرب للفوز بها، بحسب استطلاعات الآراء، أوضح ماكرون أنه لا يمكنه هذا الإعلان ما دامت المرحلة الحادة من الموجة الخامسة من فيروس "كوفيد-19" لم تمر بعد، وما زالت التوترات عالية في أزمة أوكرانيا، وفق ما أفاده ماكرون في حوار مع الصحيفة اليومية الفرنسية "لَا فْوَا دِي نُورْ".

ويتم تنظيم الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 10 أبريل المقبل، والدور الثاني في 24 من الشهر نفسه، بينما تجرى الانتخابات التشريعية في 12 و19 يونيو 2022، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، غابرييل أتال، في وقت سابق.

أزمة جيوسياسية



وأَبْرَدَ ماكرون بهذه التصريحات، التي كانت قبل رحلته الأربعاء إلى إقليم بَا دُو كَالِيهْ الفرنسي والشمال، حماسة أولئك، الذين ينتظرون بفارغ الصبر إعلان ترشيحه، للشروع في الحملة، بحسب الموقع الإلكتروني الإخباري لليومية الإخبارية الفرنسية المتخصصة في الاقتصاد والمالية "لِيزِيكُو".


وقال ماكرون، في حواره مع "لَا فْوَا دِي نُورْ": "بداية، أنا مهووس بأن تصبح المرحلة الحادة للوباء، وذروة الأزمة الجيوسياسية الحالية، وراءنا. لا يمكنني أن أشرح بشكل معقول للفرنسيين أنني سوف أنغمس في هذا الوقت الديمقراطي المهم (يقصد في الحملة الانتخابية)، بينما أنا أخبرتهم أنني سأكون رئيسا حتى النهاية، وأن لدينا أزمة على الحدود الأوكرانية تهدد أمننا الجماعي".

ولم يعد ترشح إيمانويل ماكرون لولاية جديدة موضع شك، وفق الموقع الإلكتروني الإخباري لليومية الإخبارية الفرنسية المتخصصة في الاقتصاد والمالية "لِيزِيكُو"، لكن دخوله في الحملة الانتخابية، الذي ينتظره بفارغ الصبر جنوده، الذين ليست لديهم معلومات كافية، لا يزال يثير تساؤلات.

وكان الرئيس المنتهية ولايته قد أعرب مطلع يناير الماضي، عن رغبته الترشح من جديد، وذلك في مقابلة مع صحيفة "لُو بَارِيزْيَانْ"، في وقت تتحرك حركته (الجمهورية إلى الأمام)، لا سيما عبر عمليات خاصة بالحملة. كما أن فرقه تنتظر فقط الضوء الأخضر، بحسب "لِيزِيكُو".

الأزمة الأوكرانية

وأضاف ماكرون، في حواره مع "لَا فْوَا دِي نُورْ"، أن "فلاديمير بوتين، والأمريكيون أنفسهم، يعتبرون أن الأيام المقبلة ستكون شديدة السخونة. طالما ظل الحوار قائما، فلا بد من الإبقاء عليه. الوضع لم يكن أبدا متوترا كما هو عليه اليوم، والساعات التي نعيشها حاسمة لأمن المنطقة بأكملها".

وتحدث رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، مساء الثلاثاء، بحسب موقع "لِيزِيكُو"، عن الخطر الواضح والوشيك للتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا. ومن جهته، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه يأمل في إيجاد حل لهذه الأزمة، التي تنذر بالتصاعد.

جمع التزكيات

وبدأت الحملة الرئاسية بدون إيمانويل ماكرون، لكنها ظلت، وفق "لِيزِيكُو"، غامضة. وشرع المرشحون للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة في جمع التزكيات أو التوقيعات من المنتخبين الكبار، إذ من الضروري جمع 500 تزكية قبل 4 مارس، ليكون الراغب في الترشح قادرا على الترشح رسميا في انتخابات أبريل المقبل. وحصل إيمانويل ماكرون، بحسب "لِيزِيكُو"، على 105 تزكيات، متقدما بفارق كبير عن منافسيه.

ويتصدر الرئيس المنتهية ولايته نتائج استطلاعات الرأي (الخاصة بالفائزين المحتملين في الانتخابات الرئاسية المقبلة)، وخلفه ثلاثي مؤلف من اليمينية المتطرفة-زعيمة حزب التجمع الوطني، مارين لوبن، وفاليري بيكريس، أول مرشحة امرأة في تاريخ حزب "الجمهوريين"، ممثل اليمين التقليدي في فرنسا، واليميني المتطرف، إريك زمور.وفي الوقت الذي أوضح فيه ماكرون أنه لا يمكنه إعلان نفسه مرشحا، ما دامت المرحلة الحادة من الموجة الخامسة من فيروس "كوفيد-19" لم تمر بعد، أبرز الموقع الإلكتروني الإخباري لليومية الإخبارية الفرنسية المتخصصة في الاقتصاد والمالية "لِيزِيكُو" أنه حتى لو أظهرت الأزمة الصحية علامات التحسن، فهي بعيدة كل البعد عن محوها بالكامل. ويصادف 2 فبراير المرحلة الأولى من رفع القيود المفروضة في نهاية عام 2021، ومن بينها نهاية العمل الإجباري عن بعد، في حين سيتم اتخاذ خطوة جديدة في 16 فبراير.

رحلة إلى الشمال

وفي هذا الجانب، قال ماكرون، في حواره مع "لَا فْوَا دِي نُورْ": "يجب أن نظل يقظين، لأن الضغط على المستشفيات لا يزال مرتفعا. وأولئك الذين يعتقدون أننا انتهينا من الوباء، على خطأ".

وتغطي رحلة ماكرون إلى الشمال عدة محاور، إذ يجب أن يناقش التنمية الاقتصادية لمنطقة التعدين، وإنشاء الجواز الثقافي للشباب، الذين تبلغ أعمارهم 15 عاما، بمناسبة زيارة لمتحف اللوفر لينس، الذي يحتفل بعيده العاشر (وهو مؤسسة عمومية للتعاون الثقافي، أسسها المجلس الإقليمي لإقليم بَا دُو كَالِيهْ). ويجب عليه أيضا معالجة قضايا شنغن والهجرة، وهي طريقة أخرى للقيام بالحملة، بحسب "لِيزِيكُو".