الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

مايكل كوريلا.. «أسطورة» العمليات القتالية الأمريكية

مايكل كوريلا.. «أسطورة» العمليات القتالية الأمريكية

مايكل كوريلا المرشح لمنصب القائد العام للقيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم»

اكتسب الجنرال مايكل كوريلا، المرشح لمنصب القائد العام للقيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم»، خبرات كبيرة من خلال مشاركته في مهام قتالية عديدة في مناطق مختلفة، أولها الشرق الأوسط، من العراق إلى أفغانستان، جعلت البعض يطلق عليه «أسطورة الجيش»، ليرشحه الرئيس الأمريكي جو بايدن، للحصول على النجمة الرابعة، ولقيادة القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على العمليات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، خلفاً للجنرال فرانك ماكينزي، الذي تولى قيادتها منذ أوائل عام 2019، وتنتهي فترة توليه المنصب في ربيع العام الجاري.

القيادة المركزية

وتعد القيادة المركزية هي القيادة التي تدير جميع الأنشطة العسكرية الأمريكية، في 21 دولة، من مصر إلى كازاخستان، وزادت نطاقها من خلال إدراج إسرائيل العام الماضي ضمن نطاق مهامها.

وتشير المعلومات عن كوريلا، المنشورة ضمن سيرته الذاتية، على الموقع الرسمي لقيادة القيادة المركزية الأمريكية، إلى خبرات كبيرة في العمليات القتالية، والمناصب القيادية، في الجيش الأمريكي، حيث إنه من ولاية مينيسوتا، وهو ابن سلاح المشاة، بالأكاديمية العسكرية الأمريكية، في ويست بوينت، وقاد عدداً من الوحدات الخاصة المحمولة جداً، والعمليات المشتركة في عمليات حفظ السلام والعمليات القتالية، وكان يشغل منصب رئيس أركان القيادة المركزية الأمريكية.

غزو بنما

وشارك كوريلا في هجوم قوات المظلات، خلال عملية «Just Cause» على بنما، وهي عملية الغزو الأمريكي لبنما في ديسمبر 1989، لإزالة قائدها الجنرال مانويل نورييغا من السلطة، وتسليمه إلى الولايات المتحدة، لمواجهة تهم الاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال.

عمليات في الشرق الأوسط

كما شارك كوريلا أيضاً في عمليتي درع الصحراء (بالمملكة العربية السعودية) 1990، وعاصفة الصحراء (لتحرير الكويت من غزو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين) 1991. كما شارك الجنرال الأمريكي أيضاً بعدها في عملية «إعادة الأمل» في هاييتي، والحرب في إقليم كوسوفو، ثم عملية «الحل المشترك» في البوسنة والهرسك.

غزو أفغانستان والعراق

كما شارك كوريلا في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، في الغزو الأمريكي لأفغانستان 2001، والغزو الأمريكي للعراق 2003، وكذلك عملية «العزم الصلب» للقتال ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا.

وأمضى كوريلا السنوات من 2004 إلى 2014 في قيادة القوات الخاصة والتقليدية، خلال العمليات ضمن نطاق ومهام القيادة المركزية الأمريكية، في كل من العراق وأفغانستان، وخلال الآونة الأخيرة شغل منصب قائد الفرقة 82 المحمولة جواً، التي تعد من القوات الضاربة الأمريكية التي تمتاز بسمعة كبيرة في العمليات القتالية.

الإصابة في العراق

وخلال عملياته في العراق، أصيب كوريلا خلال إحدى العمليات في الموصل، عام 2005، حيث أصيب بطلقات في ذراعه وساقه، ضمن مهامه مع لواء «سترايكر الأول».

وأوضحت صحيفة «تامبا باي تايمز» الأمريكية، أن إصابته حظيت باهتمام كبير، عندما كتب عنها الصحفي مايكل يون، موضحاً تفاصيل إصابة كوريلا خلال المعركة، حيث واصل إطلاق النار على المهاجمين له، وقيادة جنوده في الفرقة 25 مشاة، وإصدار الأوامر لهم برغم إصابته، بعد إطلاق النار عليه 3 مرات، ما جعل البعض يصفه بأنه «أسطورة الجيش الأمريكي»، على حد وصف صحيفة «ميليتاري تايمز» الأمريكية.

مقاتل بارع

ووصف الجنرال جوزيف فوتيل، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كوريلا، في تصريحات نشرتها صحيفة «تامبا باي تايمز»، بأنه «مقاتل بارع للغاية»، وأنه قاد الجنود الأمريكيين وقوات مشاة البحرية (المارينز)، خلال عمليات قتالية صعبة.

كما وصفه الجنرال فوتيل أيضاً بأنه «لديه قدرة كبيرة على إنشاء العلاقات، وممتاز في حواراته، كما أنه مفكر استراتيجي له رؤية تمكنه من رؤية الصورة بكل تفاصيلها وأبعادها، كما أنه من أوائل من تبنوا مجالات الذكاء الاصطناعي، والتقنيات الحديثة».

ونقل فوتيل عن كوريلا قوله: «الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة من شأنها أن تكون مبشرة بالخير للقيادة المركزية الأمريكية، لمساعدة الولايات المتحدة على مواجهة العديد من المشكلات التي تواجهها في الشرق الأوسط، ولكن بعدد أقل من القوات التقليدية، في ظل التحول الأمريكي نحو التركيز في أولوياتها على التهديدات من كل من الصين وروسيا».

ويضيف فوتيل: «ربما يكون كوريلا هو أكثر الضباط إبداعاً وتطلعاً للأمام في الجيش الأمريكي اليوم، ورأيي هذا يشاركني فيه آخرون».

وبالنسبة للتأهيل العلمي، فقد حصل كوريلا على بكالوريوس هندسة الفضاء من الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت، وحصل أيضاً على ماجستير من جامعة ريجيس، بالإضافة إلى ماجستير في دراسات الأمن القومي من كلية الحرب الوطنية الأمريكية.

وحصل كوريلا على النجمة البرونزية، نظير شجاعته وأفعاله.

انتقاد إيران

ويعرف عن كوريلا مواقفه الحادة من إيران، إذ نقل عنه في مناسبات عدة قوله: «إيران هي العامل الأول في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط في الوقت الحالي بسلوكها الخبيث.. والسلوك الإيراني في المنطقة (شرير) وتعزيز الولايات المتحدة علاقاتها مع حلفائها أفضل سبيل لمواجهته». وأوضح كوريلا في كلمة له أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، "أي اتفاق يخرج من محادثات فيينا يجب أن يضمن عدم حصول إيران على سلاح نووي، وأي تخفيف للعقوبات، مقابل إنهاء سعيها لامتلاك سلاح نووي، قد يؤدي في النهاية إلى إلحاق الضرر بأمريكا في ساحة المعركة، فهناك مخاطر من تخفيف العقوبات على إيران، التي قد تستخدم بعض الأموال المفرج عنها لدعم وكلائها والإرهاب في المنطقة، وإذا فعلوا ذلك، فقد تزيد المخاطر على قواتنا في المنطقة".