تشجع استطلاعات الرأي التي أكدت جميعها بلا استثناء تراجع شعبية الرئيس جون بايدن ونائبته كاملا هاريس، المزيد من الجمهوريين على الانخراط في المنافسة على دخول البيت الأبيض في الانتخابات التي سوف تجرى في نوفمبر 2024، ففي آخر استطلاع هذا الشهر قامت به جامعة هارفارد المرموقة، قال إن 18% فقط من الأمريكيين يؤيدون بقوة أداء الرئيس بايدن، بينما قال 21% آخرون إنهم «يؤيدون لحد ما» أداء الرئيس الأمريكي، لكن على الجانب الآخر قال 53% إنهم يرفضون لحد ما أو يرفضون بشدة أداء إدارة الرئيس بايدن. ورغم مرور عام واحد فقط على ولاية الرئيس بايدن، إلا أن تراكم المشكلات في الداخل والخارج تدفع بمرشحين جمهوريين جدد بعيداً عن الوجوه المعروفة أمثال الرئيس السابق دونالد ترامب، ونائبه مايك بينس، ووزير خارجيته مايك بومبيو، والمندوبة السابقة في الأمم المتحدة نيك هايلي، وبات اليوم هناك 10 مرشحين للدخول في سباق الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، تمهيداً لاختيار من ينافس بايدن أو غيره من الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة، فما هي أبرز تلك الوجوه الجمهورية الجديدة؟
1-رون ديسانتيس
وفق عدد كبير من الصحف وشبكات التلفزيون وخاصة فوكس نيوز، فإن رون ديسانتيس، حاكم ولاية فلوريدا، التي يقيم فيها الرئيس السابق دونالد ترامب، بات من الوجوه الصاعدة بقوة في أوساط الجمهوريين، ورغم أن حاكم فلوريدا سوف يسعى هذا العام لإعادة انتخابه حاكماً للولاية، إلا أن الأوساط المقربة منه تقول إنه يريد استغلال الزخم الذي حصل عليه وقت جائحة كورونا ليكون من المنافسين على بطاقة الحزب الجمهوري في انتخابات 2024.
ونجح ديسانتس في جمع 67 مليون دولار كتبرعات لحملته حتى الآن، لكن الأهم بالنسبة له أنه تلقى دعماً وتبرعات من الولايات الخمسين، وهي البداية الطبيعية لمرشح الرئاسة.
ووفق استطلاع لـCAPS Harris جرى لصالح صحيفة «ذا هيل» فإن ديسانتس هو المفضل للجمهوريين حال عدم ترشح الرئيس السابق ترامب، وإن دسانتيس يتقدم على نائب الرئيس السابق مايك بنس، ووزير الخارجية السابق، مايك بومبيو.
2- مايك بنس
شكلت جولة مايك بنس في ولاية نيوهامشر، بداية التكهنات حول دخوله الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكنه أجاب عن سؤال حول طموحه الرئاسي بالقول إنه سوف يقرر ذلك في عام 2023. وترجع الكثير من التحليلات الأمريكية هذا الموقف وغيره من جانب بنس إلى عدم الوضوح الكامل بشأن الرئيس ترامب، وأنه في حالة ترشحه سوف يعيد الكثير من الجمهوريين حساباتهم بمن فيهم بنس نفسه. ويرى البعض في بنس شخصية معتدلة سياسية عندما قام بدوره في إقرار نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة رغم مطالبة الجمهوريين له بعدم تثبيت النتيجة التي ما زال يشكك فيها الرئيس ترامب والجمهوريون.
3- لاري هوجان
رغم أنه جمهوري، لكنه حاكم لولاية ديمقراطية بامتياز، وهي ولاية ماريلاند، وليس هذا فقط بالنسبة لهوجان، فهو الجمهوري الوحيد الذي عارض الرئيس ترامب علانية، وبهذا يملك مساراً مختلفاً يمكن أن يشكل ركيزة لخروج الجمهوريين من عباءة ترامب، وفي الوقت نفسه يراه الديمقراطيون شخصية متميزة لهذا انتخبوه حاكماً لولايتهم، كما يتمتع هوجان بالقدرة على قيادة نقاش مدني بعيداً عن الأيدلوجيات التي تحكم الحزبين، بما يؤهله للحصول على نسبة كبيرة من أصوات المستقلين الذين غالباً ما يلعبون الدور الحاسم في الانتخابات الرئاسية.
4- كريستي نويم
رغم قولها إنها لا تفكر في الوقت الحالي في الانتخابات الرئاسية، إلا أن موقفها الصريح من ترامب والدعوة لعدم ترشحه للانتخابات المقبلة، وقيامها بحملة واسعة في جميع الولايات لجمع التبرعات، تؤكد أنها تسعى لتكون ضمن الثمانية المرشحين الذين سوف يتنافسون في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الأمريكي، خاصة أنها تسعى هذا العام لإعادة انتخابها حاكمة لولاية ساوث داكوتا.
5- تيد كروز
ترشح تيد كروز في الانتخابات التمهيدية في انتخابات 2016 للحزب، لكنه خسر أمام ترامب، وهو نجم سياسي جمهوري بسبب عضويته في مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس، وفي الوقت نفسه دفاعه المستميت عن ترامب ومعارضته أجندة الديمقراطيين في الكونغرس، لكنه ارتكب بعض الأخطاء عندما سجلته الكاميرا في 2020 وهو يغادر الولاية في رحلة لأمريكا اللاتينية في وقت كانت نسب الإصابات في الولاية مرتفعة للغاية.
6- كريس كريستي
يتخذ كريس كريستي نهجاً مختلفاً عن تيد كروز؛ لأنه لم ينسَ هزيمته عام 2016 أمام ترامب، ويدعو ليل نهار لاتخاذ مسار جديد للحزب يركز على المستقبل وليس على الماضي، وهي إشارة واضحة ضد المتمسكين بنهج ترامب، وكان كريستي من القلائل الذين انتقدوا ترامب بسبب أحداث 6 يناير 2021، لكن يتعرض كريستي لانتقادات البعض لأنه ينطلق من مصلحة خاصة ضد ترامب، وليس مصلحة عامة للحزب الجمهوري. ويتمتع حاكم نيوجيرسي السابق بأنه من الأثرياء، على غرار الرئيس السابق ترامب.
7- مايك بومبيو
لديه خبرة كبيرة باعتباره رئيس المخابرات المركزية الأسبق، وآخر وزير خارجية في عهد ترامب ويقدم نفسه بطريقة تقليدية للغاية، من خلال دعم مرشحي الحزب في انتخابات التجديد النصفي التي ستجرى في نوفمبر المقبل لاستعادة الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، لكن هناك شكوكاً كثيرة في أن بومبيو يمكن أن ينافس ترامب، وفي حال دخول ترامب التنافس على الانتخابات يتوقع على نطاق واسع عدم ترشح بومبيو، وربما يختاره ترامب نائباً للرئيس في بطاقة المنافسة لو فاز ترامب بأصوات الجمهوريين.
8- توم كوتون
ربما يكون توم كوتون العضو في مجلس الشيوخ عن ولاية أركنساس، أكثر الشخصيات الجمهورية وضوحاً في أمرين؛ الأول: هو إعلانه بشكل واضح أنه يفكر في الانتخابات الرئاسية لعام 2024. والأمر الثاني: هو معارضته الشديدة التي توصف بالموضوعية لقرارات وسياسات الرئيس الحالي جو بايدن، وهو ما يخلق له قاعدة جمهورية ومن المستقلين يمكن أن تساعده في أن يكون من الوجوه البارزة للمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويقوم حالياً بجولات في عدد من الولايات للترويج لأفكاره وحشد الأنصار من الجمهوريين
9- نيكي هايلي
تعد هايلي من أكثر الشخصيات قرباً من الرئيس ترامب، وكانت من أشد المناصرين له رغم اعتراضها على أحداث 6 يناير 2021 واعترافها بنتيجة انتخابات نوفمبر 2020، لكن هايلي التي شكلت مجموعات سياسية مختلفة للترويج لها على مستوى الولايات، ودعم مرشحي الحزب في الانتخابات النصفية المقبلة، تقول بوضوح إنها لن تترشح لو ترشح الرئيس السابق ترامب.
10- دونالد ترامب
لا يزال الرئيس السابق دونالد ترامب، هو أكثر شخصية محبوبة ومفضلة عند الجمهوريين، ووفق استطلاع جرى في 20 يناير الجاري لمؤسسة Politico-Morning Consult فإن 69% من الجمهوريين يريدون أن يأخذ ترامب فرصة جديدة في الانتخابات المقبل.