الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

شتاينماير يسابق الزمن في ولايته الثانية لـ«تجديد مستقبل ألمانيا»

شتاينماير يسابق الزمن في ولايته الثانية لـ«تجديد مستقبل ألمانيا»

كما كان متوقعاً، أعيد انتخاب فرانك فالتر شتاينماير (66 عاما)، لرئاسة ألمانيا بعدما حصل على أغلبية الأصوات (1045 صوتا من أصل 1437) بالجمعية الفيدرالية بالبرلمان الألماني «البوندستاغ»، ليكون رئيسًا لفترة ولاية ثانية للبلاد لمدة خمس سنوات أخرى، ليواجه العديد من التحديات وفي مقدمتها جائحة كورونا، والأزمة الأوكرانية، وكذلك تجديد مستقبل ألمانيا. وأكدت صحيفة «فرانكفورتر الغماينه تسيتونغ» أن شتاينماير كان مدعوماً بصورة كبيرة من الأحزاب الرئيسية بالبرلمان، عكس غيره من المرشحين، كما يحظى بدعم قوي من المستشار الألماني أولاف شولتس. وتعد الجمعية الفيدرالية، التي تضم 1472 عضوًا، أكبر جمعية برلمانية في ألمانيا، وتضم 736 عضوًا في البوندستاغ، وأعضاء من برلمانات الولايات الألمانية الـ 16، كما حضرت وشاركت في التصويت المستشارة السابقة أنغيلا ميركل.

وبعد إعادة انتخابه، شكر شتاينماير من أعطوه أصواتهم، على الثقة التي منحوها له، وطالب بدعم وثقة أولئك الذين لم يعطوه أصواتهم، مؤكدا أنه سيقف بجانب كل من يناضل من أجل الديمقراطية، وحذر من محاربته لأعداء الديمقراطية. وأشارت مجلة «دير شبيغل» إلى أن شتاينماير استخدم خطاب النصر لتوصيل رسالة دفاع عن الديمقراطية، ولتشجيع الناس على عودة الثقة، وخاصة أنه منذ بداية جائحة كورونا، تساور معارضو الديمقراطية شكوك حول العلم ومؤسسات الدولة والإعلام الحر.

أهم التهديدات



كما أكد شتاينماير في كلمته بعد الفوز، أن الجائحة خلفت جروحاً عميقة في المجتمع الألماني، وأنه يرغب في المساعدة في التئام هذه الجروح، كما أنه يدرك حجم المخاطر المحيطة بألمانيا في الوقت الحالي، حيث أشار للصراع العسكري والتهديدات بنشوب حرب في شرق أوروبا الشرقية، كما ناشد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بفك الخناق حول رقبة أوكرانيا.وشهد شتاينماير منافسه من مرشح حزب اليسار، الطبيب جيرهارد ترابيرت، وعضو حزب البديل من أجل ألمانيا، ماكس أوتي، والفيزيائية شتيفاني جيبور.


إجراءات احترازية

وتم التصويت في ظل إجراءات احترازية مكثفة، لمواجهة جائحة كورونا، بالحفاظ على التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات.وأقيم التصويت لأول مرة في المقر الحكومي الذي يعرف باسم «منزل باول لوبه» بدلاً من مقر البوندستاغ، بسبب مساحته الكبيرة.

الولاية الثانية

من جهته أكد رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي لارس كلينجبيل، أن شتاينماير سيصبح أكثر انخراطا في الخلافات الاجتماعية في المستقبل، وخاصة أن هناك حالة استقطاب واضحة بالبلاد من وباء كورونا، والوضع المتوتر في السياسة الخارجية. بينما أكد رئيس وزراء ولاية بايرن ماركوس زودر، أن خبرة شتاينماير ستكون مفيدة في الأوقات الصعبة الحالية، وأن عليه أن يساهم في التهدئة. وفي استفتاء لشبكة «تي اونلاين» الألمانية حول ما يفضله الألمان كرئيس قاد البلاد، جاء شتاينماير في المرتبة الثانية بعد ريتشارد فون فيتسزيكر، الذي كان رئيسا في الفترة ما بين 1984 - 1994.

بينما شدد خبير القانون الدستوري كنوت بيرغمان، في تقرير بشبكة «تي أونلاين» على أنه يجب على شتاينماير استخدام فترة ولايته الثانية، لقيادة ألمانيا بشكل متجدد، لأنه يتعين على البلاد تجديد نفسها في مجالات عديدة، من أجل أن تظل دولة في المستقبل تعيش فيها الأغلبية بسعادة وأمان، وانسجام مع جيرانهم.

من جهة أخرى أكد الخبير السياسي ألبريشت فون لوك، لموقع «تاغس شاو» أن شتاينماير كان دبلوماسيا أكثر من كونه سياسيا، خلال فترة ولايته الأولى في المنصب، وكان يتفهم جيدا دوره على أنه منصب تمثيلي، حتى لو بدا دائما قريبا من الناس، ومدافعا عن الديمقراطية الليبرالية، مشددا على أنه على شتاينماير الانخراط بقوة في ولايته الثانية في المشكلات الحقيقية التي تواجه المجتمع.

بينما رأى الخبير السياسي هاينريش أوبيرروتر، أن شتاينماير أدى دورا كبيرا «كعامل استقرار للديمقراطية» خلال فترة ولايته الأولى في منصبه، وقال إنه تدخل بشكل أكثر حسماً في السياسة من جميع أسلافه، وأجبر الحزب الاشتراكي الديمقراطي على الانضمام إلى ائتلاف كبير، وبذلك أراد تجنب انتخابات جديدة ونزاعات تؤدي إلى زعزعة الاستقرار، وأشار إلى أنه يتمتع بمباشرة في التواصل مع الجماهير وهدوء تحت ظل عواصف الأزمات.

ويعتبر منصب الرئيس الاتحادي بمثابة رأس دولة الجمهورية الاتحادية الألمانية ولكنه ليست لديه سلطة حكومية رغم تدخله في أوقات الأزمات، بحسب الدستور الألماني.